أعلنت دار «سوذبيز»، اليوم الأربعاء، عن طرح قميص أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا، الذي ارتداه رفقة راقصي التانجو أمام إنجلترا، في القمة الشهيرة، التي انتهت بفوز البيسيليستي، في ربع نهائي كأس العالم 1986 بالمكسيك، في المزاد في وقت لاحق من هذا الشهر.
وأوضح براهم واشتر، رئيس المقتنيات الحديثة في دار «سوذبيز»: «القائمة طويلة بالنسبة لنوع الأشخاص أو المنظمات التي قد ترغب في امتلاك هذا القميص، يمكن أن يكون فردًا، أو متحفًا أو مجرد شخص يريد امتلاك أفضل الأفضل، أو محبي كرة القدم أو ناديًا معينًا».
ومن المرتقب أن تبدأ المزايدة على قميص مارادونا مقابل 5.2 مليون دولار، أي أقل من الرقم القياسي البالغ 5.6 مليون دولار عام 2019 لقميص بايب روث، في أثناء وجوده في فريق «نيويورك يانكيز» للبيسبول في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي.
ويبدو قميص ماردونا مرشحًا لتجاوز تلك القيمة المالية، حيث بيع في العام الماضي، قميص ارتداه في خمسينات القرن الماضي نجم بروكلين دودجرز جاكي روبنسون، أول لاعب ذي بشرة سوداء في دوري البيسبول الأمريكي، مقابل 4.2 مليون دولار.
وتعود ملكية قميص أسطورة الأرجنتين، والذي يحمل الرقم 10، إلى متوسط ميدان منتخب إنجلترا السابق ستيف هودج، بعدما تبادل القمص مع مارادونا، عقب خروج منتخب الأسود الثلاثة من مونديال المكسيك بالخسارة أمام البيسيليستي بهدفين مقابل هدف.
وكان لاعب وسط منتخب إنجلترا السابق، كشف في وقت سابق، عن تلقيه الكثير من العروض لشراء القميص الخاص بأسطورة كرة القدم الأرجنتيني الراحل، والذي حظي به عقب المباراة الشهيرة التي جمعتهما في كأس العالم 1986.
وأكد ستيف هودج، في تصريحات عبر الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، في ديسمبر 2020، أن القميص ليس للبيع، مضيفًا: «مضى 24 عامًا على احتفاظي به ولم أفكر إطلاقًا في بيعه، أحب كوني أملكه، يشكل قيمة عاطفية مدهشة».
وأكمل هودج: «أتى أشخاص طرقوا بابي بصورة مستمرة، ولم يتوقف هاتفي عن الرنين من قبل جميع الإذاعات وشبكات التلفزة حتى الأجنبية منها، كان الأمر مزعجًا، لقد قرأت مقالات تحدثت بأنني أبحث عن المال من خلال عرض القميص للبيع، وبأنني طلبت مبلغًا مقداره "مليون أو مليونا جنيه إسترليني"، أجد في ذلك افتقادًا للاحترام وهذه الأخبار كاذبة تمامًا. القميص ليس للبيع».
وشكّلت المباراة أحد أبرز المواجهات في تاريخ كأس العالم، حيث أنها أقيمت بعد أربع سنوات فقط حرب المالوين، وزاد من إثارتها بعدما أحرز مارادونا على هدف أسطوري هو الأفضل في تاريخ المونديال، قبل أن يكمل المهمة بهدف أحرزه باليد، على ملعب «أزتيكا» الشهير في مكسيكو سيتي.
واعترض لاعبو إنجلترا على حكم المباراة التونسي علي بن ناصر، الذي أصر على احتساب الهدف لصالح إنجلترا، لتخطف تذكرة التأهل في مشهد انتهى على إيقاع فوز الأرجنتين بلقب كأس العالم، وهو الهدف الذي اعتبره مارادونا أنه جاء بمساعدة «يد الله».
وتم بيعَ قميصًا أخرًا لنجم منتخب الأرجنتين، في أبريل 2020، مقابل 59 ألف دولار في مزاد علني لمساعدة جمعية خيرية بمدينة نابولي الإيطالية ترعى المتضررين في المدينة من جائحة فيروس كورونا المستجد وتدابير الإغلاق القاسية في إيطاليا.
ورحل مارادونا عن عالمنا في 25 نوفمبر 2020، ولكن ذكراه ستظل حاضرة في الأذهان؛ حيث صنع الأسطورة الراحل مجدًا لمنتخب بلاده بعدما قاده لنهائي كأس العالم مرتين؛ كانت الأولى في 1986 بالمكسيك عندما قاد الفريق للتتويج بلقبه الثاني فقط، وكانت المرة الثانية في النسخة التالية مباشرة بإيطاليا عام 1990؛ لكنه خسر النهائي أمام ألمانيا، كما يعد أحد أبرز أيقونات اللعبة، إثر مسيرة رائعة عصية على التكرار.