وسط أجواء من التوتر التي تخيم بظل ثقيل على أروقة نادي برشلونة الإسباني، دشن الهولندي رونالد كومان، اليوم الاثنين، مسيرة جديدة مع البارسا ولكن على مقاعد الإدارة الفنية هذا المرة، في مغامرة محفوفة بالمخاطر، لا تبشر بداياتها بخير في القريب.
وقاد كومان، الذي تنازل عن مقعد وثير مع منتخب الطواحين الهولندية، من أجل حلم قيادة الفريق الكتالوني، المران الأول مع كتيبة البلوجرانا، اليوم الاثنين، وسط غيابات بالجملة طالت أبرز مكونات الفريق، وخلقت حالة من الإحباط المستتر تحت عبارات التحفيز ورسم أطر الحقبة الجديدة.
ولم يكن القائد الأرجنتيني ليونيل ميسي، الهداف التاريخي للبلوجرانا، الغائب الوحيد عن مران كومان الأول في مدينة خوان جامبر الرياضية، في ظل ضبابية المشهد حول بقاء صاحب القميص رقم 10 في كامب نو لموسم إضافي، وإنما طالت أيضًا العديد من الأسماء الكبيرة، لأسباب متفاوتة.
وكشفت صحيفة «موندو ديبورتيفو» الكتالونية، عن أن كومان استهل المشوار مع البارسا وسط غياب 13 لاعبًا دوليًا، ما بين التمرد كما هو الحال مع ليو، أو الإصابة بفيروس كورونا والتي طالت ثلاثة أسماء في الفريق، إلى جانب عملية الإحلال والتجديد التي فتحت الباب أمام رحيل بعض النجوم من الباب الخلفي.
وأشار التقرير، إلى المدرب الهولندي لم يتأثر كثيرًا بالغيابات التي فرضت نفسها على المران الأول؛ حيث يترقب اكتمال عقد الفريق على مدار الأيام القليلة المقبلة، ليقود بعد أسبوعين فقط حصة تدريبية مؤلفة من 31 لاعبًا.
وأخطر كومان الخماسي لويس سواريز، وصامويل أومتيتي، وإيفان راكيتيتش، وأرتورو فيدال وجونيور فيربو، أنهم خارج حسابات البلوجرانا في الفترة المقبلة، الأمر الذي أسال الكثير من الحبر في كتالونيا حول جدوى مذبحة الكبار في توقيت حرج من عمر النادي الكتالوني.
وقرر المدرب الهولندي، استعادة جهود المعارين، توديبو، وموسى واجي، ورافينيا ألكانتارا، وكارليس ألينيا، للوقوف على مستويات الجميع عن كثب قبل تحديد الأسماء المرشحة للاستمرار في كامب نو، إلى جانب البرازيلي فيليب كوتينيو الذي دخل بقوة ضمن مشروع كومان الطموح.
وإلى جانب إبرام إدارة جوسيب ماريا بارتوميو، 4 صفقات جديدة، لتجديد الدماء في عروق الفريق، عبر التعاقد مع الموهوب البرتغالي فرانسيسكو ترينكاو، وبيدري جونزاليس، وماتوس فرنانديز، والمخضرم البوسني ميراليم بيانيتش، طالب المدرب الهولندي بضرورة التحرك صوب 3 انتدابات أخرى لسد الثغرات في ثوب البارسا المهترئ.
وأشار التقرير إلى أن كومان أولى اهتمامًا لافتًا بالثالوث الصاعد أنسو فاتي ورونالد أراخو وريكي بوج، ليمثلوا ركائز أساسية في المشروع الجديد، فيما يبدو نيتو مورارا خيارًا مؤقتًا حماية عرين البارسا، لحين تعافي الألماني مارك أندريه تير شتيجن من جراحية في الركبة، أجبرته على الخروج من العشب الأخضر حتى أكتوبر المقبل.
وكان ميسي قد نفّذ تهديده، وتخلّف عن الحضور لمقر برشلونة اليوم من أجل الخضوع لاختبار الكشف عن كورونا قبل بدء الإعداد للموسم الجديد، وقد فجرت إذاعة «كادينا سير» مفاجأة مدوية وذكرت أن ميسي يحق له الرحيل مجانًا، إذ إن الشرط الجزائي البالغ 700 مليون يورو لا ينطبق على آخر سنة في عقده.
وتصدر قرار الهداف التاريخي لفريق برشلونة الإسباني، المشهد الأوروبي على مدار الساعات القليلة الماضية، على خلفية قرار قائد البلوجرانا الصادم بفك الارتباط مع النادي الكتالوني، والرحيل عن جدران كامب نو في انتقالات الصيف الجاري.
وأحدث زلزال لشبونة شرخًا عميقًا في علاقة ميسي التاريخية مع البلوجرانا، بعدما حمَّل الأرجنتيني إدارة النادي برئاسة جوسيب ماريا بارتوميو، مسؤولية انهيار الفريق في دوري الأبطال أمام بايرن ميونيخ بثمانية أهداف؛ ليكمل الحصاد الصفري لموسم مخيب خرج من البارسا خالي الوفاض.
وتلقت إدارة برشلونة، فاكسًا رسميًا من قائد الفريق، الذي ينتهي تعاقده في 30 يونيو 2021، يطلب فيه الرحيل هذا الصيف، إلا أنها قللت من احتمالية مغادرة الأرجنتيني، معتبرة أن الأمر لا يتجاوز ثورة غضب عابرة، في ظل الأحداث المتوترة التي يشهدها النادي مؤخرًا.
وعلى الرغم من التكهنات التي تحاصر صاحب الـ33 عامًا، عقب نهاية كل موسم وسط تتابع التقارير بالرحيل صوب الدوري الإنجليزي؛ حيث إغراءات مانشستر سيتي، أو شد الرحال إلى إنتر ميلان تارة أخرى، إلا أن الأمور تبدو أكثر جدية في ميركاتو الصيف الجاري، خاصة بعد نكبة لشبونة.
اقرأ أيضًا: