أكد الناقد الرياضي جاسم الحربي، المحاضر المعتمد من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أن النصر استعاد الكثير من البريق المفقود بعد التعافي من آثار البداية الكارثية في الموسم الجاري؛ لكنه يبقى بعيدًا عن دائرة المنافسة على لقب دوري المحترفين في الموسم الجاري.
واعترف الحربي، في تصريحات عبر القنوات الرياضية السعودية: «دون شك منحنى أداء النصر في ارتفاع واضح، والنتائج تغيرت إلى الأفضل بشكل كبير بعد البداية الكارثية للفريق في الموسم الحالي، لذا من الضروري أن أُذكر ما قلناه منذ البداية: إن مشروع النصر يعتبر فاشلا حتى يثبت العكس، وهو ما حدث».
وأضاف نجم المنتخب السعودي السابق: «الآن بدت ملامح النجاح تظهر على أصفر الرياض؛ حيث حقق لقب كأس السوبر السعودي عن جدارة، لذا أُراهن على جودة العناصر الشابة من أجل صناعة الفارق في الموسم المقبل، لقيادة الفريق إلى منصات التتويج».
وبشأن إمكانية خطف العالمي لقب دوري المحترفين، قال الحربي: «دون شك منافسة النصر في الموسم الجاري أمر صعب للغاية، في ظل تألق الشباب المتصدر، ومزاحمة الأهلي على الصدارة، دون إغفال بقاء الهلال في مشهد المنافسة رغم تراجع النتائج، إلى جانب زحف الاتحاد الذي بات على بُعد نقطتين فقط من حامل اللقب، وكلها معطيات لا تصب في صالح فارس نجد».
وحول ما إذا حقق العالمي الفوز في جميع المباريات المتبقية في عمر الموسم، أكد الناقد الرياضي: «أيضًا في هذه الحالة تحقيق لقب دوري هذا الموسم يبقى أمر صعب على النصر، لكن ليس مستحيلًا».
وعرج الحربي للحديث عن التراجع الحاد في نتائج فريق الهلال، مشددًا على أن المدرب الروماني رازفان لوشيسكو يتمتع بذكاء شديد، عندما استهل الحديث عن نزف النقاط عقب الخسارة أمام أبها، بالتذكير بإنجازات الموسم الماضي، ومن ثم التأكيد على أن المدرب يصير كبش الفداء عن الكبوات، قبل أن يبرر النتائج المخيبة بالإصابات، في مشهد يوثق التنصل من المسؤولية.
وأضاف: «جميع الأندية عانت من شبح الإصابات، والظروف الصعبة التي يتحدث عنها الروماني حاصرت الجميع وليس الهلال وحده، كما أن الحديث عن اعتماد سياسة التدوير بسبب الغيابات غير صحيح؛ حيث يحتفظ في أوقات كثيرة بالعناصر الأساسية على مقاعد الاحتياط، ويدفع بها حسب سير المباراة، ولكن بعد فوات الأوان».
وتابع: «قراءة لوشيسكو للمباريات في الجولات العشر الأخيرة غير جيدة على الإطلاق، ولن أقول إنها سيئة لأن عناصر التنفيذ داخل الملعب ربما لا تقوم بالتطبيق على الوجه الأكمل، ولكن يبقى 70% من تجهيز الفريق قبل اللقاءات مسؤولية المدير الفني، وهو ما لم يحدث بالشكل الأمثل مؤخرًا».
واعتبر أن المدرب الروماني يربك شكل الفريق بسبب الاختراعات التي يستحدثها في مراكز اللاعبين، دون مبرر منطقي، خاصة على صعيد التغيرات على صعيد ظهيري الجنب، وهي الأخطاء التي يتحمل الجميع مسؤوليتها.
وأردف جاسم: «لوشيسكو يتحمل جزء كبير مما يحدث للفريق في المباريات الأخيرة، والجهاز الإداري يتحمل نسبة أيضًا بسبب الصمت المطبق إزاء حالة التراجع المخيب، ويكمل مثلث الأزمة، الفريق الطبي الذي يفشل في تجهيز المصابين بالشكل الكافي، وهو دائمًا بعيد عن سهام النقد».
وأكمل: «ما يحدث داخل الهلال مهزلة فنية دون شك، الوصول إلى 10 مباريات تواليًا بهذا المردود أمر محير، التعثر يكون في مباراة أو اثنين على الأكثر، لكن التراجع في 10 جولات، والخروج من الكأس، وخسارة لقب السوبر السعودي، يوثق الحالة المتردية التي وصل إليها الفريق».
واستطرد الناقد الرياضي: «على رازفان أن يتقدم باستقالته من تدريب الفريق، لأن الأمور النفسية تغيرت بشكل كبير داخل الفريق وليس الفنية فقط، ويمكن التدليل على ذلك بالتحول الجذري في مردود النصر رفقة ألين هوفارت في وقت وجيز، رغم تقارب المستوى مع المُقال روي فيتوريا؛ حيث تكمن الإجابة في اللعب على العامل النفسي».
وختم الحربي تصريحاته: «لوشيسكو الآن يبحث عن أعذار لإنقاذ رقبته، وليس من أجل الفريق، ولم يمتلك الشجاعة للحديث عن السقوط في أخطاء فنية، كما أن التغير في طريقة اللعب يؤدي إلى تشتت اللاعبين، وبالتالي على إدارة الهلال أن تتحرك سريعًا لإنقاذ الموقف، خاصة أن الفريق رقميًا في دائرة المنافسة حتى الآن».
اقرأ أيضًا: