شكّل الشغف والمثابرة والتطوير والعمل الجماعي أبرز سمات مبتعثي نيوم، الثنائي أحمد الحسين، ودعاء الزاهر، اللذين خاضا تجربة فريدة من نوعها، تمثلت في العمل ضمن فريق مرسيدس إي كيو فورمولا إي، برفقة ألمع العقول من الخبراء والمهندسين المختصين في سباقات السيارات الكهربائية، في إطار برنامج تطوير الخريجين «GrOW».
وأكد الحسين والزاهر حماستهما وتطلعهما إلى نقل الثقافة والمهارات، التي اكتسباها خلال فترة عملهما مع الفريق العالمي، لاسيما فيما يتعلق بتعزيز ثقافة العمل الجماعي والتناغم بين أعضاء فريقهما الذي سيشاركانه بالتزام كبير وسط بيئة مثالية للعمل بتعاون وروح الفريق الواحد، بما يسهم في التطوير المتواصل، وتعزيز الإيجابيات ورصد السلبيات باستمرار، لمعالجتها ولتجنبها، لاسيما أن التحديات أمر حتمي في كل عمل، يتطلع القائمين عليه إلى تنفيذه بصورة احترافية ومثالية، الأمر الذي سيعود بالفائدة الكبيرة على العمل الفردي والجماعي للفريق.
وأكمل ثنائي نيوم، نهاية الشهر الحالي عامًا كاملًا، وهي المدة المقررة للانتهاء من برنامج ابتعاثهما المتمثل في العمل مع فريق Mercedes-EQ Formula E، وأبديا طوال المدة التي مكثاها هناك الكثير من الحماس والشغف للعمل والتعلّم من أعضاء هذا الفريق العالمي المحترف والخبير في سباقات السيارات الكهربائية.
ونوهت دعاء الزاهر بإيمانها بالقيمة الكبيرة والأهمية القصوى لهذه الفرصة التي حظيت بها، لذا كانت منذ البداية غاية في الحرص والحماس لتعلّم أشياء جديدة وأكثر شمولية في هذا المجال، إلى جانب ضرورة تحسين مهاراتها، من خلال مواصلة حالة الفضول والتعامل مع الصعوبات كتحديات لقدراتها.
وشددت على أن الأمر الذي ساعدها لاكتساب الكثير من المهارة واكتشاف جملة من أسرار هذه الصناعة، عادةً الفائدة التي تحققت لها بالكبيرة التي لا تقدر بثمن، وطوال عملها مع الفريق كان عنوانها المثابرة على تعزيز ثقافة التعلم والتطوير المستمرين، من خلال المشاركة عمليًا بجانب المراقبة عن كثب لكل عضو في الفريق، مع مراعاة أهمية تقييم دائم للأداء، لتعزيز نقاط القوة لديها، والعمل الجاد في البحث عن مكامن الضعف لمعالجتها.
بدوره أحمد الحسين، قرّر في بداية هذه التجربة التي وصفها بالثرية جدًا، أن يتسلح بالفضول والجدية في إثراء المعرفة التي يمتلكها، بغزير المعلومات والأسرار في هذا المشروع ومجال سباقات السيارات الكهربائية، لاكتساب خبرة ستكون رافدًا مهما للفريق الذي سيعمل معه عند عودته لأرض الوطن.
ولفت الحسين إلى أنه كان مهتمًا بالتعلّم من جميع أعضاء الفريق والوقوف على مختلف التفاصيل، لاسيما الصغيرة منها في هذا المجال، إذ ركز على البحث الحثيث عن إجابات لكمٍ كبير من الأسئلة التي طالما كانت عنوانه في هذه التجربة، لأن فرصة العمل مع فريق بهذه الإمكانات وتنوع الخبرات والاحترافية، أمر لا يتحقق للجميع، لذلك كان البحث عن المعلومة أمر مهم وأساسي كان يعمد إليه بإصرار دائم.
من جهتها، أشارت دعاء الظاهر إلى طبيعة رياضة سباق السيارات، إذ تتفرد بكونها متغيرة وسريعة التطور داخل أو خارج مضمار السباق، وهذا الأمر دفعها لمواكبة ذلك، بمواصلة تطوير مستوى مهارتها وسرعتها في آنٍ واحد، مع ضرورة التمرّن على تنويع طرق التفكير لديها، وضمان حضور التركيز الكامل طوال مراحل العمل لاسيما في الأعمال التقنية.
وأضافت الظاهر أن احترافية وخبرة وتنوّع تخصصات أعضاء فريق مرسيدس إي كيو فورمولا إي، أسهمت بشكل أساسي في منح تجربتها، صفة الاستثنائية وذات الفائدة الغزيرة والكبيرة.
أحمد الحسين من جهته، نوه بروعة وقيمة العمل بروح الفريق الواحد، مؤكدًا أنها ثقافة تتطلب توافر عناصر مهمة لدى كل عضو من أعضاء فريق العمل، أهمها التناغم بين الأعضاء، والمرونة في تلقي المعلومات، والسرعة في تولي المهام وإنجازها، بجانب امتلاك الرغبة في تقديم عمل بشغف وحماس وتعاون.
وأوضح أن هذا الأمر دفعه لبذل قصارى جهده، للاستفادة وتقديم أفضل ما لديه، مشيرًا إلى ضرورة تقبل الوقوع في الخطأ، لأن ذلك أمر طبيعي ووارد في جميع مراحل تعلّم أي جديد، وفي مجال الصناعات الرياضية التقنية تحديدًا، مثل صناعة السيارات الرياضية عالية الأداء مثل رياضة السيارات، لأن ارتكاب الأخطاء، عند العمل ضمن فريق متخصص ومحترف، يدفع كل عضو إلى تلافيه والتركيز في عملية معالجة وتجاوز أي عثرة أو تحدي أو معضلة، مؤكدًا أن ذلك يسهم في إثراء التجربة وتحقيق أكبر فائدة ممكنة منها.
وعن السمات أو الصفات المطلوب توفرها لتعزيز ثقافة الفريق عالي الأداء، أوضحت دعاء أن الشفافية والمبادرة في البحث عن معلومة أو تقديمها، أهم تلك السمات عندما تحضر بصورة كبيرة داخل فريق العمل، لأنها تخلق بيئة عمل مثالية، ترفع من إنتاجية كل عضو في الفريق، وتضمن التعاون والحماس والروح العالية والانتماء طوال رحلة العمل خارج وداخل مضمار السباق.
وذهب الحسين في هذا الصدد إلى أمر آخر سيضمن حضور ثقافة الفريق عالي الأداء، المتمثل في توفر خطة متكاملة، وبنائها بشكلٍ تفصيلي يغطي جميع مراحل العمل، وتحديد دقيق للمهام ضمن تلك الخطة، بجانب الاستفادة في عملية إعداد الخطة من الدروس السابقة والأخطاء المرتكبة في مرات وخطط لسباقات ومشروعات سابقة.
و النظر إلى ضرورة تشجيع أعضاء الفريق لبعضهم، والحرص على توظيف الخبرات لخدمة خطة العمل المعتمدة، الأمر الذي سيوفر لدى كل عضو حالة إبداعية وأفكارًا مبتكرة، من شأنها تحقيق أداء عالٍ وسريع يتواكب مع طبيعة هذه الصناعة.
وأبدى كلٌ من دعاء وأحمد عزمهما على تطبيق كل ما حصلا عليه من معرفة خلال هذه التجربة، ميدانيًا عند عودتهما لأرض الوطن، وعدم ادخار أي معلومة وتقديمها لفريقهما المنتظر أن يكونا عضوين فيه في "نيوم"، وبتوفير بيئة عمل تحمل قيمًا طالما عاشا معها ضمن الفريق العالمي الذي انتظما معه خلال بعثتهما، والحرص على أن يتحلى كل عضو في الفريق برغبة وجدية في عملية الاندماج، الذي سيرافقه ولاء للفريق وتناغم بين أعضائه.
وختم الثنائي أن هذه التجربة أثرتهم على المستوى الشخصي، إذ بات لديهما قدرة على التعايش مع المجتمعات الجديدة، عبر الاهتمام بتعلم ثقافة تلك المجتمعات، وطبيعة حياتهم، والتعامل مع اختلاف الثقافات بين الشعوب، والمرونة في التعامل معها، مبينين أن التجربة كان ثرية باكتشاف مدى الشغف بهذه الرياضة والتباين في هذا الأمر، إلا أن عشق هذه الرياضة تضاعف لديهما.