تتعلق أنظار عشاق كرة القدم، صباح غدٍ الجمعة، بمدينة نيون السويسرية من أجل الوقوف على مسار قرعة منعطف الحسم لبطولة دوري أبطال أوروبا، والتي تفتح الباب أمام صدامات لتكسير العظام بين أكابر القارة العجوز، لن تخلو من دوافع ثأرية وأخرى لتأكيد السيادة، على إيقاع الدور ربع النهائي من المسابقة.
وحسمت 3 فرق إنجليزية بطاقة تأهل منطقية إلى دور الثمانية، بعد عبور تشيلسي، حامل اللقب، من رحم الأزمات بسبب تجميد أصول مالك النادي اللندني رومان أبراموفيتش، ضمن العقوبات الدولية على خلفية العدون العسكري الروسي على الأراضي الأوكرانية، إلى جانب مانشستر سيتي، وصيف النسخة الفائتة والباحث عن أول الألقاب في المعترك القاري، وأخيرًا ليفربول، بطل نسخة 2019.
وبالمثل خطف ثلاثة أندية إسبانية مقعدًا في الدور ربع النهائي، بعد كثير من المعاناة، حيث احتاج ريال مدريد إلى عبقرية كريم بنزيمة من أجل تجاوز عقبة باريس سان جيرمان، من أجل إكمال المشوار نحو اللقب الرابع عشر، فيما فك الجار أتلتيكو مدريد عقدة كريستيانو رونالدو، بينما كان فياريال قاسيًا جدًا على يوفنتوس.
وكسر بايرن ميونخ الألماني السيطرة الإسبانية الإنجليزية على مقاليد الكرة الأوروبية، بعدما عبر البافاري، حامل لقب نسخة 2020، من الباب الواسع على حساب ريد بول سالزبورج النمساوي، بثمانية أهداف مقابل هدفين في مجموع المباراتين، بينما انتزع بنفيكا البرتغالي ءخر البطاقات من بين أنياب أياكس أمستردام الهولندي ومن عقر داره.
وخلت محطة ربع نهائي الكأس ذات الأذنين الكبيرتين من الأندية الإيطالية، بعد خروج إنتر ميلان على يد ليفربول، وسقوط يوفنتوس المدوي أمام الغواصات، وبالمثل فقدت فرنسا ءخر المقاعد بخروج باريس سان جيرمان وليل، فيما فشل سبورتنج لشبونة وريد بول سالزبورج، في مواصلة المغامرة أمام الكبار.
ومن المقرر أن تقام قرعة دور الثمانية دون أي قيود تمنع أي فريق من مواجهة الآخر، سواء من نفس البلد أو سبق لهما الصدام في مرحلة المجموعات؛ حيث ستكون كل السيناريوهات واردة، على نحو ينذر بديربيات عنيفة أو موقعة كلاسيكو من الطراز الرفيع.
وقد تفتح القرعة الباب أمام ديربي مدريدي خالص بين الريال وأتلتيكو لن يخلو من دوافع الثأر، وربما تنقل الصراع المحتدم بين مانشستر سيتي وليفربول على اللقب الإنجليزي إلى الساحة القارية، ولا مانع من نسخة مكررة من نهائي الموسم الماضي بين السيتي وتشيلسي.
وكشف الاتحاد الأوروبي «يويفا»، عن أن القرعة التي تجذب الأنظار عند الساعة الواحدة ظهر غدٍ الجمعة، بتوقيت مكة المكرمة، ستحدد مسارات الفرق الـ8 المشاركة في المسابقة من ربع النهائي وحتى الوصول إلى المحطة الختامية.
وشهدت مواجهات دور الـ16 إحراز 41 هدفًا في 16 مباراة، بمعدل تهديف وصل إلى 2.5 هدف في المباراة الواحدة، وتعد مباراة بايرن ميونخ وسالزبورج، في إياب هذا الدور، هي أكثر مباراة شهدت تسجيل أهداف في مباراة واحدة وهو 8 أهداف، في الفوز الكبير للفريق الألماني بنتيجة 7-1.
وجاءت المباراة الوحيدة التي انتهت بنتيجة التعادل السلبي في هذا الدور، بين فريقي مانشستر سيتي وسبورتنج لشبونة، في إياب ثمن النهائي، على ملعب الاتحاد، لكنها جاءت بعدما حسم بطل الدوري الإنجليزي نتيجة مباراة الذهاب خارج أرضه لمصلحته بخماسية نظيفة.
أما أقل المباريات تهديفًا في هذا الدور، فهي تلك التي شهدت إحراز هدف وحيد، وهو ما حدث في 4 مباريات في فوز باريس سان جيرمان على ريال مدريد ذهابًا، وفوز بنفيكا على مضيفه أياكس، وخسارة مانشستر يونايتد أمام ضيفه اتلتيكو مدريد، وأيضًا خسارة ليفربول أمام ضيفه إنتر.
ومع أحقية الفرق المتأهلة إلى الدور ربع النهائي في الوصول إلى هذه المرحلة، إلا أن دور الـ16 شهد بعض المفاجآت، أبرزها العودة القوية لريال مدريد أمام باريس سان جيرمان على ملعب سانتياجو برنابيو، والنجاح في تعويض التأخر في لقاء الإياب بهدف إلى فوز تاريخي بثلاثية، بعدما كان قد خسر لقاء الذهاب أيضًا بهدف دون رد.
وسقط يوفنتوس بشكل مخيب في تورينو بثلاثية قاسية أمام فياريال في لقاء الإياب، على الرغم من التعادل ذهابًا بهدف لكل طرف، والتي تعد من أبرز نتائج هذا الدور، ليكمل السيدة العجوز الانهيار قاريًا في السنوات الأخيرة.
وما جرى في آليانز ستاديون ينطبق أيضًا على خروج مانشستر يونايتد أمام أتلتيكو مدريد بعد الخسارة على ملعب أولد ترافولد بهدف وحيد، رغم تعادله إيجابيًا في إسبانيا 1-1 في لقاء الذهاب، في حين نجا ليفربول من التعرض لنفس المصير بعد التعثر في آنفيلد أمام إنتر ميلان 0-1، لكن شفع له فوزه ذهابًا خارج أرضه بهدفين نظيفين.