حط فريق ريال مدريد الإسباني الرحال في العاصمة الفرنسية باريس في مهمة محفوفة بالمخاطر من أجل القبض على الكأس ذات الأذنين الكبيرتين للمرة الرابعة عشرة في التاريخ، حيث يفرض موعدًا ثأريًا أمام ليفربول الإنجليزي، لحساب نهائي دوري أبطال أوروبا، بحثًا عن نهاية سعيدة لموسم متقلب.
وفي الوقت الذي نجح النادي الملكي في استعادة لقب الدوري الإسباني بأريحية كبيرة ودون معاناة تذكر تحت إمرة الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي، إلا أن الجميع في مدريد يدرك أن لقب دوري أبطال أوروبا سيكون درة التاج بعد غياب دام 3 سنوات عن منصة التتويج.
ويترقب عشاق كرة القدم قمة من العيار الثقيل، على ملعب دو فرانس في قلب العاصمة الفرنسية، وذلك بعدما قرر الاتحاد الأوروبي «يويفا»، نقل نهائي الكأس ذات الأذنين الكبيرتين من مدينة سان بطرسبورج إلى باريس، بسبب العدوان الروسي على الآراضي الأوكرانية.
ويحمل الميرينجي أختام اللقب القاري الكبير بحصاد هو الأكبر في التاريخ، بعدما حاز المجد في 13 مناسبة سابقة أعوام، 1956، 1957، 1958، 1959، 1960، 1966، 1998، 2000، 2002، 2014، 2016، 2017، 2018.
وعلى الرغم من التفوق الكاسح لنادي العاصمة الإسبانية في ساحات القارة العجوز، إلا أن رفاق القائد الفرنسي كريم بنزيما يخشون من تكرار سيناريو نسخة 1981، عندما خسر الملكي اللقب الأوروبي أمام ليفربول، بهدف دون رد، في القمة التي جرت أيضًا في باريس.
كبوة شيريف وصحوة المجموعات
وخاض النادي الملكي 12 مباراة في مختلف الأدوار في الطريق إلى باريس، حقق خلالها رجال المدرب الإيطالي الفوز في ثمان لقاءات، وخسر في أربع مباريات، وسجل لاعبوه 28 هدفًا، واستقبل 14 في مرماه، بعد مشوار متقلب حبس الأنفاس في كثير من منعطفاته.
واستهل الريال دور المجموعات على أفضل ما يكون بالفوز في جوزيبي مياتزا على إنتر ميلان الإيطالي بهدف نظيف، قبل أن يتكبد خسارة تاريخية في عقر داره أمام شيريف تيراسبول المولدافي 1-2، ليستعيد بعدها التوازن سريعًا بالفوز على شاختار دونيتسك الأوكراني بخماسية دون رد.
وعاد الملكي ليتفوق على شاختار دونيتسك، في سنتياجو برنابيو، بهدفين مقابل هدف، قبل أن يرد الدين كاملًا لفريق شيريف تيراسبول، في مولدوفا، بالثلاثة، فيما أّمن بطاقة التأهل من مقعد المتصدر، بتجديد التفوق على إنتر ميلان، بهدفين دون رد.
سيناريوهات الرعب في الأدوار الإقصائية
وعلى الرغم من خطف صدارة المجموعة الرابعة، إلا أن القرعة لم تكن رحيمة بفريق العاصمة الإسبانية في الدور ثمن النهائي، بعدما اصطدم مع باريس سان جيرمان الفرنسي، في مشهد أفلت منه الريال بأعجوبة، بعد الخسارة بهدف نظيف مع الرأفة في حديقة الأمراء، قبل أن يعود من بعيد في مدريد بثلاثية مقابل هدف.
وفي ربع النهائي، ضرب ريال مدريد مضيفه تشيلسي الإنجليزي بقوة خارج القواعد، بثلاثية مقابل هدف، على ملعب ستامفورد بريدج، ليصبح الطريق ممهدًا نحو المربع الذهبي، إلا أن انتفاضة مثيرة للبلوز في البرنابيو، قلبت الأمور رأسًا على عقب، بمعادلة نتيجة الذهاب، لتذهب القمة إلى الأوقات الإضافية، التي حسمها بنزيما بالتخصص، بالتوقيع على هدف التأهل بنتيجة 3-2.
وبدا أن الريال في الطريق إلى مغادرة البطولة أمام مانشستر سيتي الإنجليزي، بعد الخسارة على ملعب الاتحاد برباعية مقابل ثلاثة أهداف، قبل أن يتأخر بهدف حتى الدقيقة 90 في البرنابيو، لينتفض في الوقت المبدد، ويحقق ريمونتادا مثيرة لازالت عالقة بالأذهان بنتيجة 3-1، بعد التمديد لشوطين إضافيين.
ويمثل نهائي باريس الاختبار الإنجليزي الثالث للفريق الإسباني في الطريق نحو منصة التتويج، بعدما نجح ليفربول في العبور إلى المشهد الختامي بعد قليل من المعاناة، حيث تجاوز عقبة فياريال الإسباني، إثر الفوز في آنفيلد ذهابًا بهدفين دون رد، قبل أن يقلب الطاولة إيابًا على ميدان لا سيراميكا، بتحويل التأخر بهدفين إلى فوز بثلاثية.