قال بطل الفروسية السعودي عبدالرحمن الراجحي، إن فرسان المملكة يتمتعون بأفضلية اللعب على أرضهم خلال مشاركتهم في الجولة النهائية من مهرجان الدرعية للفروسية، التي تقام في عطلة نهاية الأسبوع الحالي، وأن ذلك لا يقتصر على التشجيع والدعم القوي الذي يتلقونه من الجمهور المحلي.
وأضاف الراجحي، صاحب الـ24 عامًا، أن مهرجان الدرعية للفروسية يوفر أول فرصة حقيقية بالنسبة له ولزملائه من الفرسان السعوديين للمنافسة بشكل احترافي في وطنهم الأم خلال عطلتي نهاية الأسبوع، ويعد أول فعالية معتمدة من الاتحاد الدولي للفروسية في السعودية.
وأشار إلى أن المهرجان يمثل واحدًا من المرات القليلة التي تتاح فيها الفرصة أمام عائلته بأكملها لمشاهدته وهو يعتلي صهوة جواده أثناء المشاركة في منافسات رفيعة المستوى، ما يساعده هو وزملاؤه من الفرسان المشاركين في المهرجان على تسجيل أفضل أداء لهم خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وبالنظر إلى أن هذه الفعالية هي الأولى من نوعها في المملكة، يعتقد الراجحي أن ظروف ركوب الخيل في المملكة - باعتبارها تختلف عن الكثير من الحلبات العالمية الأخرى - قد تشكل بحد ذاتها عاملًا حاسمًا يمنح الفرسان المحليين أفضلية كبيرة.
وقال: تعد المشاركة في هذا المهرجان من اللحظات الرائعة بالنسبة لي؛ لذلك يتعين عليّ التركيز وأداء مهامي على أكمل وجه؛ لأن هذه الفعالية تُقام في وطني.
وتابع: «لن تكون الخيول القادمة من الخارج معتادة على الطقس أو الرحلات الجوية إلى هنا، وستتم معظم الجولات المهمة في الليل، ما يشكل أحد الظروف المختلفة بالنسبة إلى الفرسان الدوليين الذين لم يعتادوا على القفز في الليل، وكذلك بالنسبة لخيولهم التي لم تعتد على الأضواء أو الظلال الناتجة عنها؛ لذلك سأغتنم هذه الفرصة، وسأبذل ما بوسعي لتحقيق الفوز».
وباعتباره فعالية معتمدة من الاتحاد الدولي للفروسية، سيتنافس الفرسان المشاركون بـ«مهرجان الدرعية للفروسية» للتأهل لأولمبياد «طوكيو 2020»، والذي يطمح جميع الفرسان للوصول إليه.
وكان العام الماضي قد شهد خسارة الراجحي - الذي شارك في بطولات الفروسية لقفز الحواجز في 30 موقعًا حول العالم - خلال نهائيات كأس العالم لقفز الحواجز 2018. وعلى الرغم من أن التأهل إلى البطولة الأولمبية يمثل حلمًا كبيرًا بالنسبة له، فلا يزال مهرجان الدرعية للفروسية ينطوي على أهمية كبيرة بالنسبة للفارس الحائز على العديد من الجوائز الكبرى، ويشكل فرصة لتحقيق إنجاز تاريخي سيحرص بكل تأكيد على اغتنامها.
وقال الراجحي: «بالنسبة لي، لا تقتصر أهمية مهرجان الدرعية للفروسية على التأهل للأولمبياد أو أي شيء آخر، فأنا أحد الفرسان السعوديين الذين أتيحت لهم فرصة المشاركة في الكثير من بطولات قفز الحواجز الاحترافية التي أقيمت في مختلف أنحاء العالم باستثناء السعودية، ويرجع ذلك إلى أنه لم تكن لدينا سابقًا فعاليات أو مسابقات رفيعة المستوى تتيح لنا فرصة المنافسة داخل وطننا».
وأضاف: «هذه الفرصة والمنافسة تمثل مصدر فخر كبيرًا، وتُقام بمشاركة أفضل الفرسان على مستوى العالم، وآمل أن يفضي هذا المهرجان لتنظيم المزيد من الفعاليات والمنافسات المماثلة مستقبلًا، والتي تتيح لنا عرض إمكاناتنا أمام العالم، واستقطاب نخبة من أفضل الفرسان والرياضيين إلى المملكة».
وسيعود الراجحي خلال عطلة نهاية الأسبوع مجددًا إلى مزرعة الدهامي - التي تستضيف فعاليات مهرجان الدرعية للفروسية - ومعه ثلاثة جياد، هي: برافور، كليا، هوت ستاف، والتي أشار إلى أنه يتعلم منها الكثير في كل مرة يعتلي فيها صهوتها.
وفي معرض رده على المزايا التي تتوقعها المملكة من آخر جولات المهرجان، أجاب الراجحي: الإلهام.
وقال: «تمتاز رياضة قفز الحواجز بحضورها القوي في المملكة العربية السعودية من ناحية عدد الفرسان، وآمل أن تشكل هذه الفعاليات والمسابقات التي تستضيفها المملكة فرصة يمكنها اغتنامها لتعزيز نمو هذه الرياضة. ويستعد جميع الفرسان والفرق المشاركة لتقديم واحد من أفضل العروض الرياضية على مستوى العالم»، ويُقام المهرجان في نسخته لهذا العام خلال عطلتي نهاية أسبوع، ونأمل بأن يتم تنظيمه في العام المقبل على مدى خمس أو ست عطلات نهاية أسبوع. ولا شك أن ذلك سيوفر دعمًا كبيرًا للفرسان وعشاق الرياضة في المملكة.
وأكمل: «نجحت ألمانيا تنظيم فعاليات ممتعة حقًا في هذا المجال؛ لأنها تقوم بذلك منذ فترة طويلة، وبمرور الوقت سيزداد عدد الجماهير في المملكة الذين يمكنهم التفاعل مع هذه الرياضة بشكل أفضل، ودعم الفرسان المشاركين فيها أكثر من أي وقت مضى». كما تشكل هذه الفعالية فرصة جيدة بالنسبة للأجيال الجديدة للاطلاع على هذه الرياضة الرائعة.
وأكد الراجحي الاحتياج لتشجيع المزيد من الفرسان على المشاركة في هذه الرياضة إذا كان هناك تطلع لبناء أجيال جديدة من الفرسان الذين يسيرون على خطى الأمير عبدالله بن متعب، وكامل باحمدان، ورمزي الدهامي؛ والذين كانوا أبطال هذه الرياضة لمدة 30 أو 40 عامًا، مُتمنيًّا أن يوفر مهرجان الدرعية للفروسية ذلك الإلهام.
ويندرج مهرجان الدرعية للفروسية ضمن إطار «موسم الدرعية»، الذي يستمر شهرًا كاملًا، ويحتفي بباقة متنوعة من الفعاليات الترفيهية والثقافية المتميزة والتي تُقام بالقرب من مدينة الرياض. وتشمل قائمة الفعاليات الكبرى الدورة الثانية من سباق: فورمولا إي، كأس الدرعية للتنس، نزال الدرعية التاريخي للملاكمة، والذي شهد فوز أنتوني جوشوا على آندي رويز جونيور.