مازال الدولي السعودي محمد كنو، متوسط ميدان الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال، يتصدر المشهد في الشارع الرياضي في انتظار الفصل في أزمة الوقيع لقطبي الرياض، وذلك عقب الكشف عن تفاصيل مثيرة جرت في كواليس التوقيع مع النصر، مطلع يناير الفائت، في صفقة مجانية عقب دخول الفترة الحرة.
وفجّر كنو حالة من الجدل بعدما قرر على نحو مفاجئ تمديد التعاقد مع الزعيم، عقب مفاوضات ماراثونية بين الطرفين ليصدر ارتياحًا إلى المدرج الأزرق، ما لبث أن تحوّل إلى توتر متزايد إثر رد الجار اللدود النصر على تلك الخطوة بالكشف عن الحصول على توقيع متوسط ميدان الزعيم، ليصبح كل الأطراف في موقف لا يحسدون عليه.
وكشف برنامج «في المرمى»، عبر قناة «العربية»، كواليس توقيع محمد كنو مع النصر؛ حيث عقد متوسط ميدان الهلال جلسة مفاوضات بعد 24 ساعة فقط من دخول الفترة الحرة، رفقة وكيله، مع مدير الاحتراف بفارس نجد، عبدالله التركي، ليتفق شفهيًا على الانتقال إلى الطرف الأصفر للعاصمة.
ولفت التقرير إلى أن محمد كنو وقّع على عقدٍ من 8 صفحات، في 2 يناير الفائت، وبصم على كل ورقة منها، قبل أن يوقّع أيضًا، إقرار بعدم التوقيع مع نادٍ آخر، ليستلم في ذات الجلسة شيكات آجلة تمثل مقدم التعاقد الجديد.
وأشار التقرير إلى أن كنو طلب من إدارة النصر عدم الكشف عن الصفقة إلا بعد مباراة كأس السوبر السعودي، والتي جرت في 6 يناير الفائت، وجمعت الهلال، بطل الدوري، مع نظيره الفيصلي، حامل لقب كأس خادم الحرمين الشريفين، وانتهت لصالح الزعيم عبر ركلات الترجيح بعد انتهاء اللقاء على إيقاع التعادل الإيجابي بهدفين لكل طرف.
والتزمت إدارة النصر بعدم الإفصاح عن الصفقة مباشرة، غير إنها أرسلت يوم 3 يناير نسخة من العقد إلى لجنة الاحتراف التابعة بالاتحاد السعودي لكرة القدم، إلا أن موعد السوبر حمل تطورًا لافتًا في مسار محمد كنو، الذي ظهر باكيًا ليلة التتويج رفقة عضو مجلس إدارة الهلال فهد المفرج؛ حيث أعلن الزعيم فجر 7 يناير تمديد عقد متوسط الميدان الدولي.
ومع تتابع الأحداث وتصاعد اللغط من هنا وهناك، استدعت لجنة الاحتراف محمد كنو ووكيله، في 17 يناير، من أجل الاستماع إلى أقوال الطرفين، قبل أن تستمع في يوم 24 من الشهر نفسه إلى أحمد الغامدي، الرئيس التنفيذي، وعبدالله التركي، مدير الاحتراف من جانب النصر، وفهد المفرج، عضو مجلس الإدارة، وعبدالله الجربوع، الرئيس التنفيذي، من طرف الهلال، مع طلب الحصول على كل المستندات، في إطار بحث القضية المعقدة من كافة جوانبها قبل اتخاذ القرار المناسب.
وأصدرت لجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين وغرفة فض المنازعات بالاتحاد السعودي لكرة القدم، بيانًا مشتركًا، في منتصف فبراير الجاري، بشأن قضية محمد كنو، تضمن حزمة من المواد القانونية التي تخص ملابسات الأزمة، قبل أن تقرر إحالة نسخة من ملف القضية إلى الغرفة شاملًا الإفادات وجلسات الاستماع وكافة متعلقات القضية، لتكمل اللازم وفقًا لاختصاصها الخاص بالنظر في المنازعات التعاقدية وإيقاع العقوبات الرياضية.
وينتهي عقد متوسط ميدان الزعيم البالغ من العمر 27 عامًا مع الهلال، في يونيو 2022؛ ليدخل رسميًا الفترة الحرة والتي تمثل الأشهر الستة الأخيرة من عقده، مطلع يناير الجاري، وهو ما منحه حق التفاوض والتعاقد مع أي نادٍ والانتقال إليه مجانًا دون الحاجة إلى موافقة أزرق الرياض.
ويمثل كنو أحد عناصر التألق في صفوف الزعيم منذ انتقل إلى نادي العاصمة في صيف 2017 قادمًا من فريق الاتفاق؛ حيث دافع عن شعار الهلال في 152 مباراة لحساب جميع المنافسات، وقَّع خلالها على 11 أهداف، وقدَّم 13 تمريرة حاسمة، وتُوِّج مع الفريق بـ8 ألقاب.