تعد هواية لعبة الشطرنج من أكثر الهوايات عراقة وتشبعا بالفكر والثقافة، حيث أنها مزيج من الرياضة والفكر العلمي والعناصر الفنية. ولإن الشطرنج نشاط شامل للجميع وميسور الكلفة يمكن أن يمارسه الجميع في أي مكان، دون اعتبار لحواجز اللغة أو العمر أو نوع الجنس أو القدرة البدنية أو المركز الاجتماعي.
وأشار موقع الأمم المتحدة إلى أن 70% من سكان العالم سبق لهم ممارسة هواية لعبة الشطرنج في مرحلة ما من حياتهم، فيما يمارس أكثر 605 مليون شخص هذه اللعبة بانتظام، واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة — بموجب قراراها 278/72 — يوم 20 يوليو بوصفه اليوم العالمي للشطرنج ويُراد من المناسبات الأممية (الدولية منها والعالمية) تثقيف الجمهور العامة والاحتفاء بالإنجازات الإنسانية وتعزيزها.
هواية الفكر والرياضة
تتميز هواية لعبة الشطرنج بأنها تجمع بين الفكر والرياضة، لاعتمادها بالأساس على مهارات الذكاء وسرعة البديهة، فهي تمزج بين الرياضة والتفكير وعناصر فنية أخرى. فضلا عن ميزة سهولة ممارستها، لكونها نشاطا بلا تكلفة، ويمكن مزاولتها من قبل الجميع وفي أي مكان، دون اعتبار لأي حاجز اجتماعي مثل اللغة والعمر والنوع الاجتماعي والقدرة البدنية وحتى الوضع الاجتماعي.
يُجمع العلماء المعاصرون أن لعبة الشطرنج اختراع هندي ابتُكر في القرن السادس للميلاد، ومن الهند انتقلت اللعبة إلى بلاد فارس. ولا تختلف إستراتيجية لعبة الشطرنج عن إستراتيجية الحياة، فإعمال القدرات العقلية وحسن التفكير واستغلال الوقت من مقومات التوفيق في الحياة.
لكن البعض يعيد أصل لعبة الشطرنج إلى العهد الفرعوني، خاصة بعدما اكتشف علماء الآثار خلال تنقيبهم في مقبرة “توت عنخ آمون” عام 1930م ما يُشبه رقعة شطرنج صُفّت عليها قطع اللعب.
وفي التراث العربي القديم تغنى الشاعر الجاهلي إمرؤ القيس في إحدى قصائده الشهيرة باللعبة ويقال إنه على الأغلب أن امرأ القيس عرف الشطرنج في مدينة أنقرة التركية قبل أكثر من 1500 عام عندما أخذته أسفاره إلى تلك البلاد.
تتكون رقعة اللعبة من 64 مربعا، تتوزع عليها 32 قطعة "16 بيضاء/ 16 سوداء" موزعة بين الملك والوزير والقلعتين والفيلين والحصانين وثمانية جنود، يتصارع فيها لاعبان اثنان فقط، يحرك كل واحد منهما أنواعا مختلفة من القطع بتقنية معينة، بحيث تستهدف كل قطعة من قطع اللاعب الإمساك بالقطعة الرئيسة للخصم "الملك"، وهكذا يتبادل الطرفان الأدوار، وفق مجموعة محددة من الحركات المحتملة، حتى يموت أحد الملكين لتنتهي اللعبة حينها.
وفي السعودية وفرت البوابة الوطنية للهوايات "هاوي" إحدى مبادرات برنامج جودة الحياة بيئة ممتعة وثرية لهواة لعبة الشطرنج، والتي ساهمت في زيادة وانتشار اللعبة بمختلف مناطق المملكة حيث بلغ عدد الأندية الخاصة بهواة الشطرنج أكثر من 46 ناديًا في مختلف المناطق وبلغ مجموع أعضاءها أكثر من 1047 عضوا يجتمعون في هذه الأندية لممارسة هوايتهم المحببة.
هاوي توحد الهواة
ونجحت "هاوي" خلال العامين الماضيين في توحيد المجتمعات في المملكة لممارسة هواياتهم وشغفهم، بعد أن ساعدتهم من خلال الخدمات التي تقدمها مثل تأسيس الأندية الخاصة بهم، وتسجيل العضويات، وإدارة أعضاء أندية الهواة ونشاطاتها من خلال صفحات للأندية، ورفع طلبات الدعم، وإيضاح اللوائح التي تنظم القطاع، إضافة إلى حجز الحاضنات والمرافق، وحضور الدورات التدريبية.
يذكر أن قطاع الهوايات في المملكة، من القطاعات التي شهدت تحولًا كبيرًا منذ إطلاق رؤية المملكة 2030، وإسناد كل ما يرتبط بالقطاع إلى برنامج جودة الحياة الذي يقوم بتنفيذ مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى دعم وتطوير القطاع؛ تحقيقًا لمستهدفات رؤية 2030 في تحفيز حيوية المجتمع، وتوفير خيارات أكثر تعزز أنماط الحياة الإيجابية.
ومنذ الإطلاق الرسمي لـ "هاوي" تَضاعف عدد أندية الهوايات المسجل في البوابة الوطنية للهوايات، ليتجاوز 1091 نادي هواة لأكثر من 219 هواية، وبلغ عدد الأعضاء المسجلين أكثر من 64 الف هاوٍ من الجنسين من مختلف الأعمار، كما أقيمت أكثر من 1277 فعالية للهواة ضمن البوابة.