بحماسه المتجدد والتزامه الفني والإنساني، ثم علاقاته الطيبة مع جميع أطراف اللعبة، يؤكد لاعب الهلال محمد الشلهوب أن الاستمرار في الملاعب، يحتاج قبل الموهبة عوامل شخصية تزيد من ثبات صاحبها، وتعزز مكانته بين المجموعة.
خلال تدريبات مساء أمس بملعب جامعة الملك سعود، ظهر الشلهوب، في الذكرى الحادية والعشرين لظهوره بقميص الفريق الأول للهلال، محتفظًا بذات السمات التي ميزته منذ إطلالته الأولى مع «الزعيم» في عام 1420هـ، وأبرزها الالتزام والحماس والتناغم مع زملائه.
وعلى الرغم من اقترابه من سن الأربعين، وقلة مشاركاته الرسمية في الفترة الأخيرة، لم تغب عن اليساري الموهوب ابتسامته الشهيرة، التي مثلت دائمًا رسالة متجددة للجماهير بنبذ التعصب، والتركيز على الجانب الممتع في كرة القدم.
20 موسمًا لعبها الشلهوب مع الفريق الأول للهلال، ونثر خلالها الكثير من الإبداع، وحصد رقمًا هائلًا من البطولات، لكن الأهم دائمًا كانت أخلاقه الرفيعة، التي جعلت محبي الأندية الأخرى يحتفظون له بمكانة خاصة، في حالة تشبه ما يحظى به نجم برشلونة السابق أندرياس إنييستا، الذي ظل موضع تقدير من أنصار مختلف الأندية، بما في ذلك الغريم التقليدي ريال مدريد، كونه سجل هدف تتويج إسبانيا بمونديال 2010.
ويشتهر الشلهوب بين متابعي الكرة السعودية بـ«صاحب المسيرة البيضاء»، إذ لم يشكُ منه مدرب أو منافس، ولم يدخل في معارك إعلامية كتلك التي اشتهر بها لاعبون آخرون حول العالم، لم يستمروا في الملاعب غير سنوات قليلة.
ولد محمد الشلهوب في عام 1980، وتدرج في جميع الفئات السنية لنادي الهلال حتى وصل للفريق الأول، مع بداية موسم 1420هـ.
تصفه الموسوعة الحرة «ويكيبيديا» بأنه من أفضل اللاعبين السعوديين في جيله، وهو أكثر لاعب بتاريخ الكرة السعودية تحقيقًا للألقاب بواقع 31 بطولة مع ناديه الهلال، بفارق 5 بطولات عن أقرب منافسيه، وهم زميلاه السابقان بنفس الفريق يوسف الثنيان وسامي الجابر، حسب المصدر نفسه.
التحق الشلهوب ببراعم نادي الهلال، ثم صعد إلى فريق الناشئين وحقق معه بطولة المملكة عام 1414هـ، والمركز الثاني في نفس البطولة في العام الذي تبعه، ثم صعد لشباب الهلال وحصل على المركز الثاني في بطولة المملكة عام 1416هـ وبطولة المملكة عام 1417هـ ووصيف بطل المملكة عام 1418هـ.
ومع بداية عام 1420هـ تم تصعيده للفريق الأول واستطاع أن يحجز مكانه في الوسط الأيسر الذي كان نقطة ضعف الهلال في ذلك الوقت، واستطاع تحقيق الرباعية في تلك السنة، وكان أول هدف للشلهوب بعد تصعيده للفريق الأول على نادي الاتحاد بعد عرضية من المحترف الكويتي جاسم الهويدي.
وطوال مسيرته حقق الشلهوب أرقامًا كبيرة، ففضلًا عن كونه الأكثر تتويجًا بالبطولات المتنوعة مع ناديه، صار الأكثر مشاركة في دوري أبطال آسيا بـ 78 مباراة .
وكان الشلهوب في طريقه للاعتزال العام الماضي، لكن مقربين منه أقنعوه بالبقاء عامًا جديدًا، أملًا في أن يكون وداعه للملاعب بحصد البطولة الآسيوية، التي تمثل هدفًا دائمًا لناديه.
ووصل الهلال بالفعل إلى الدور ربع النهائي لبطولة هذا العام، وتنتظره مواجهة حاسمة مع شقيقه الاتحاد في إياب هذا الدور، علمًا بأن الفائز من الفريقين سيلتقي المتأهل من النصر والسد القطري، في نصف النهائي.
