على الرغم من الفوز بلقب الدوري الإيطالي مع يوفنتوس في الموسمين الماضيين، جاء إخفاق البيانكونيري في دوري أبطال أوروبا بالموسم الحالي، ليثير الجدل مجددًا بشأن إمكانية رحيل البرتغالي كريستيانو رونالدو عن صفوف الفريق، خاصة مع تزامن هذا الإخفاق الأوروبي مع الضغوط المالية الكبيرة التي يعانيها السيدة العجوز.
وعاد مستقبل رونالدو مع النادي الإيطالي؛ ليتصدر المشهد من جديد مع اقتراب الموسم من خط النهاية، وكذلك فترة الانتقالات الصيفية المقبلة؛ حيث تردد أن يوفنتوس يرغب في بيع الهداف البرتغالي المخضرم من أجل الخروج بأكبر المكاسب المادية في هذا التوقيت الحرج.
وحاول رونالدو التقليل من التكهنات التي أُثيرت مؤخرًا بشأن الرحيل المرتقب عن الدوري الإيطالي: «هذا الأمر ما زال بعيدًا عن كلمة النهاية»، دون الإشارة إلى المستقبل القريب الذي يبدو ضبابيًّا إلى حد كبير.
وفي ظل الضغوط التي يعانيها يوفنتوس على المستوى المالي، في ظل أزمة تفشي الإصابات بفيروس كورونا المستجد، لا يمكن استبعاد رحيل صاروخ ماديرا عن صفوف الفريق الإيطالي خاصة مع ارتفاع راتب البرتغالي.
وسلطت وكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا»، الضوء على أربع وجهات ممكنة لرونالدو في الفترة المقبلة، تحمل الكثير من الحنين إلى البدايات وسنوات التألق، فيما يحمل الخيار الأخير رغبة سابقة من جانب الدون بشأن محطة الختام.
محطة برنابيو
وأشارت تقارير إعلامية في كل من إسبانيا وإيطاليا إلى أن رونالدو والريال على استعداد لاستعادة الارتباط بينهما بعد ثلاث سنوات من رحيل اللاعب عن صفوف الفريق الملكي، بعدما قضى البرتغالي نحو عقد كامل في صفوف الفريق الإسباني تضمن فوزه مع الريال بلقب دوري أبطال أوروبا أربع مرات.
وفي الأوقات الطبيعية، يكون لدى الريال القدرة على إيجاد المصادر المناسبة لتمويل هذه الصفقات، لكن الميرينجي ومنافسه التقليدي العنيد برشلونة يعانيان أيضًا مثل باقي الأندية على المستوى المالي؛ بسبب تبعات جائحة كورونا، لا سيما أنها تزامنت مع عملية إعادة تطوير استاد سنتياجو برنابيو معقل الملكي.
العودة إلى مانشستر
لم ينجح أي ناد في تجنب آثار أزمة كورونا، لكن نادي مانشستر يونايتد تعامل مع هذه التبعات بشكل أفضل من غيره في ظل الإدارة المالية المتحمسة والطموحة للنادي، وقد يسهم هذا في أن يستعيد النادي الإنجليزي جهود البرتغالي الذي بدأ صناعة اسمه وشهرته على إستاد أولد ترافورد، عندما انتقل إلى المدينة الصناعية في 2003.
ورغم التركيز على ضم العناصر الشابة، كان مانشستر يونايتد حقق النجاح سابقًا في الاستعانة والاستفادة بجهود بعض اللاعبين أصحاب الخبرة، مثل السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، وإدينسون كافاني، رغم بعض المشاكل البدنية التي يواجهها الأوروجواياني في الموسم الحالي.
الحنين إلى البدايات
أثارت والدة رونالدو الجدل بشأن إمكانية عودة رونالدو إلى اللعب في البرتغال، عندما ظهرت في مقطع فيديو للعائلة وهي ترفع قميص سبورتينج لشبونة الذي بدأ فيه كريستيانو مسيرته الكروية، وظهر القميص في الفيديو وعلى ظهره اسم الدون ورقمه المعتاد «7».
وكان صاحب الكرات الذهبية الخمس، نشأ في قطاع الناشئين والشباب بنادي سبورتينج لشبونة، لكنه قضى موسمًا واحدًا مع الفريق الأول بالنادي البرتغالي الشهير، ثم انتقل بعدها ليبدأ مشوار التألق مع مانشستر يونايتد.
لكن هذا قد يحتاج إلى تقليص المطالب المالية ليوفنتوس، حتى تناسب قدرات سبورتينج لشبونة من ناحية إضافة إلى ضرورة وجود قناعة ورغبة من رونالدو في استئناف عمل بدأه قبل سنوات طويلة في الدوري البرتغالي.
الخيار الأمريكي
من المؤكد أن خيار الانتقال للعب في الدوري الأمريكي ما زال قائما بالنسبة لرونالدو، كما أن نادي إنتر ميامي، المملوك لنجم كرة القدم الإنجليزي السابق ديفيد بيكهام، ربما يظل هو الخيار الأبرز على لائحة أولويات الدون.
ولكن لم يتضح بعد ما إذا كان رونالدو لديه الاستعداد للرحيل عن الكرة الأوروبية، في وقت لا يزال فيه قادرًا على هز الشباك بوفرة وبشكل شبه منتظم في أقوى البطولات، وهو الواقع الذي برهن عليه بالتوقيع على ثلاثة أهداف «هاتريك» قاد بها يوفنتوس للفوز على كالياري، أمس الأحد، في الدوري الإيطالي.
وإذا قرر رونالدو الرحيل عن الكرة الأوروبية، يظل المقابل المالي عنصرًا مهمًا في إتمام هذه الصفقة، لا سيما أن قائمة إنتر ميامي بها مكان واحد شاغر، لكن النادي يخضع حاليًّا لتحقيقات من قبل …