جرت العادة منذ نسخة 2006 بألمانيا، أن يخوض صاحب الأرض المباراة الافتتاحية الرسمية لبطولة كأس العالم، وهو الأمر الذي يمثل فألًا حسنًا لمنتخب قطر في النسخة المرتقبة أواخر هذا العام في الدوحة، حتى وإن لم تكن هي المباراة الأولى فعليًا في المونديال الذي يُقام لأول مرة في الشرق الأوسط.
وكانت القرعة، التي أجريت يوم الجمعة الماضي، أوقعت المنتخب القطري في مواجهة نظيره الإكوادوري بالمباراة الافتتاحية الرسمية لكأس العالم 2022، علمًا بأنها لن تكون أول مباراة في هذه النسخة التاريخية، حيث تسبقها مباراة المنتخبين السنغالي والهولندي ضمن المجموعة الأولى، وكذلك إنجلترا وإيران، عن الثانية.
ويأمل المنتخب القطري بالتأكيد في أن يحالفه الحظ والنجاح مثلما حالف منظمي الأرض في المباريات الافتتاحية خلال النسخ القليلة الماضية، من أجل شحن بطاريات الثقة في الموعد الكبير، وتجاوز عقبات الدور الأول على أقل تقدير.
وعندما تلتقي قطر مع الإكوادور على إستاد البيت في 21 نوفمبر المقبل، لن تكون مباراة افتتاحية فقط لنسخة تاريخية من كأس العالم، لكنها ستكون ضربة البداية في مشاركات العنابي في المونديال، حيث يخوض الفريق البطولة للمرة الأولى.
وأشار الاتحاد الدولي «فيفـا» عبر الموقع الإلكتروني، إلى ملامح العديد من المباريات الافتتاحية في بطولات كأس العالم، وإلى التطور الذي طرأ على هذه المباريات، ومنها جعل حامل اللقب هو الأساس في المباراة الافتتاحية، ثم تولي أصحاب الأرض هذه المهمة.
ولفت «فيفا» إلى أن جميع المباريات الثماني الأولى في نسخة 1934 بإيطاليا أقيمت في نفس التوقيت، وكان من بينها مباراة المنتخبين الإيطالي والأمريكي والتي انتهت بفوز أصحاب الأرض 7-1، ليكون هذا الفوز ضربة البداية في طريق الآزوري نحو منصة التتويج بلقب البطولة.
وفي 1950 بالبرازيل، تغلب المنتخب البرازيلي على نظيره المكسيكي 4-0 في المباراة الافتتاحية على إستاد ماراكانا العريق، وبعدها بثماني سنوات، خسر المنتخب المكسيكي أيضًا أمام نظيره السويدي صاحب الأرض 0-3 في المباراة الافتتاحية، التي أقيمت بمدينة سولنا.
وفي نسخة 1962، التي استضافتها تشيلي، افتتحت فعاليات البطولة بأربع مباريات في آن واحد، وحقق المنتخب التشيلي الفوز على نظيره السويسري 3-1، وفي المقابل، كانت المباراة الافتتاحية في كل من نسختي 1966 و1970 أقل بريقًا مما كانت عليه المباريات الافتتاحية في النسخ التي سبقتهما.
وشهدت نسخة 1966 أول مباراة افتتاحية رسمية في تاريخ بطولات كأس العالم، وتعادل فيها المنتخب الإنجليزي صاحب الأرض مع أوروجواي سلبيًا على ملعب ويمبلي الشهير، وأمام أكثر من 100 ألف مشجع احتشدوا في مدرجات إستاد أزتيكا، تعادل المنتخب المكسيكي صاحب الأرض مع نظيره السوفيتي سلبيًا في افتتاح نسخة 1970.
وبداية من نسخة 1974 بألمانيا وحتى نسخة 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، كان حامل اللقب هو من يخوض المباراة الافتتاحية قبل أن يتحول هذا الشرف إلى أصحاب الأرض رسميًا، بداية من نسخة 2006 في ألمانيا.
وفي افتتاح مونديال 2006، فاز المنتخب الألماني على نظيره الكوستاريكي 4-2، وتعادل منتخب جنوب أفريقيا مع نظيره المكسيكي في افتتاح نسخة 2010 بجنوب أفريقيا، بينما فاز المنتخب البرازيلي صاحب الأرض على نظيره الكرواتي 3-1 في افتتاح نسخة 2014، ثم فاز المنتخب الروسي على نظيره السعودي 5-0 في افتتاح نسخة 2018 بروسيا.
وعلى مدار تاريخ بطولات كأس العالم، لم يخسر صاحب الأرض في افتتاح البطولة، وهو ما يمثل فألًا حسنًا للمنتخب القطري قبل مواجهة نظيره الإكوادوري في البيت، حيث يأمل في الحفاظ على إرث المونديال من أجل ضربة بداية مثالية داخل الديار.
