تمكّن الاتحاد السعودي للرياضات اللاسلكية والتحكم عن بُعد من تأهيل وتدريب 12 ألف متدرب ومتدربة، 6500 منهم من الفتيات والباقي من الذكور، وذلك في عدد من الدورات المتقدمة في «الروبوت، والبرمجة، والتصنيع الرقمي، والمنافسات الرياضية»، وتجاوزت نسبة التفاعل اليومي 70% للعنصر النسائي، فيما كانت نسبة المشاريع المقدمة من الإناث 67%.
وأطلق الاتحاد هذه الدورات بدءًا من يناير 2020 وحتى منتصف شهر يونيو الجاري، والتزامًا منه بالإجراءات الاحترازية التي أقرّتها المملكة خلال مكافحة جائحة كورونا، تم التعاون بين الاتحاد ووزارة التعليم وشركة BE-STEAM الشريك التقني للاتحاد بإقامة هذه الدورات عبر فصول افتراضية تشمل مسارات عدة يوميًّا.
وأكد رئيس الاتحاد السعودي للرياضات اللاسلكية والتحكم عن بُعد والروبوت، سعود بن بداح الفغم، أن هذه الدورات اهتمت بشكل كبير بآلية تقييم الفكرة، وماذا يعني أن تكون رائد أعمال.. وكيف تتكون الشركات الناشئة وتحدياتها ومفاتيح نجاحها,.. كما أنه تم الاهتمام بتطوير تقنيات ومشاريع للمساهمة في مواجهة الأوبئة، وأخذ المتدربين نموذجًا على ذلك وهو جائحة كورونا سواء بالمساعدة على التباعد الاجتماعي أو ما يهتم بعمليات التعقيم والتخلص من النفايات الخطرة.
وأضاف: «اهتمت الدورات بالتصنيع الرقمي بوصفه إحدى مهارات الثورة الصناعية الرابعة؛ إذ تعرّف المتدربون والمتدربات على مبادئه وأنواعه وتطوراته، كما تعرفوا على كيفية استخدام أدوات العصر الحديث من روبوتات وطابعات ثلاثية الأبعاد وغيرها من التقنيات، وهذه البرامج تستهدف استقطاب المزيد من الرياضيين والفنيين والمهندسين والمستثمرين في الصناعة, الأمر الذي يمكّن المملكة من جذب استثمارات صناعية كبرى من خلال توفير بيئة أعمال تقنية من صغار المصنّعين وسلاسل الإمداد الصناعية».
وبيّن الفغم أن هذه الدورات حققت العديد من الأهداف المرصودة لها ومنها تنمية القدرات التقنية لشباب الوطن وإكسابهم مهارات ومعارف رقمية، والمساهمة في وضع «لَبِنة» من لَبِنات بناء مجتمع رقمي فاعل يًسهم في تحقيق التنمية الشاملة، وتمكين الكوادر الوطنية في هذا القطاع؛ تحقيقًا لرؤية المملكة 2030.
وأشار إلى أن «تحكم» قام بتجهيز فصول افتراضية تدريبية لمدة ساعتين يوميًّا، اكتسب المتدربون والمتدربات خلالها مهارات في البرمجة والتصميم والروبوت, إضافة إلى مواد رياضية مثل الطائرات اللاسلكية، كما تم تعزيز مهارات الجيل الصناعي الرابع كالتصميم والهندسة والبرمجة والعلوم، واستكشاف مهارات الابتكار والإبداع والتنافس الرياضي، وتجاوزت نسبة التفاعل اليومي في الفصول التفاعلية الافتراضية 70% للعنصر النسائي، فيما كانت نسبة المشاريع المقدمة من الإناث 67%.
وحول المردود الاقتصادي للمستفيدين من هذه الدورات، قال الفغم: «خلال هذه الدورات لم نهتم بالجانب العلمي المعرفي فقط بل طورنا مهارات البحث العلمي وربط الأفكار والتفكير النقدي، واهتممنا بالأفكار والمشاريع ذات الجدوى الاقتصادية مع ربط جميع التطبيقات والمشاريع بالواقع العملي وجدواه في الوظائف المستقبلية»، موضحًا أن هناك العديد من الجهات التي ساهمت في خروج هذه الدورات واستفادة هذا العدد الكبير من أبناء الوطن وبناته على رأسها وزارة التعليم ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
يشار إلى أن المرأة السعودية استفادت من برامج وأنشطة الاتحاد السعودي للرياضات اللاسلكية والتحكم عن بُعد خلال الفترة الماضية في العديد من المجالات أولها مجال التحكيم؛ حيث درّبت نحو 150 مُحكّمة، وإصدار شهادات محكّمات معتمدة من معهد إعداد القادة لهن، وبلغ عدد المحكمات اللاتي اعتمدن 31 محكمة في الروبوت كأوائل المحكمات في البطولات المحلية والدولية للروبوت في السعودية.
أما المجال الثاني فهو «المسابقات»؛ حيث أقيمت منافسات ومسابقات عدة خلال عام 2019م في الروبوت، ومنها بطولة فيرست العالمية التي شهدت مشاركة نحو 350 مدربة و2400 مشاركة بنسبة 62% من إجمالي المشاركين داخل المملكة، وحققت الفرق المشاركة 18 لقبًا ومركزًا في البطولة، وتأهل الفريق الفائز بالمركز الأول لتمثيل المملكة في البطولة العالمية في هيوستن بأمريكا.
وأيضًا بطولة الأولمبياد العالمي للروبوت التي شارك فيها نحو 300 مدربة و750 مشاركة بنسبة 58% من إجمالي المشاركين داخل المملكة، وحققت الفرق المشاركة 9 مراكز في هذه البطولة على مستوى المملكة، وحصل فريقان من العنصر النسائي على المركز الأول في فئتين مختلفة في التصفيات المحلية، وتأهلوا للمشاركة في البطولة العالمية في مدينة جيور بالمجر، وحصل أحد الفرق على المركز 18 من أصل 423 فريقًا مشاركًا على مستوى العالم.
فيما كان المجال الثالث «التدريب والتطوير» إذ قدّمت دورات مختلفة للمشاركات والمدربات، وبلغ إجمالي المستفيدات من الدورات التدريبية الحضورية نحو 450 مستفيدة، كما أقيمت دورات تدريبية عن بُعد في رياضة الروبوت حضرها نحو 700 مستفيدة من مختلف الأعمار؛ حيث تعكس هذه الأرقام مدى فعالية المشاركة النسائية في أنشطة الاتحاد الخاصة بالروبوت، وأهمية الدور الذي تقدمه هذه الشريحة في تنشيط وتفعيل هذه الأنشطة.