غادر زين الدين زيدان، الذي يعتبر أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم الفرنسية، الملعب وحيدًا قبل 15 عامًا، في حالة صمت وحزن بعد الحصول على البطاقة الحمراء في نهائي كأس العالم، في مشهد لازال محفورًا في ذاكرة الديوك، رغم عودة الفرنسيين للتربّع على عرش المونديال في روسيا قبل 3 سنوات.
ومع خروج المنتخب الفرنسي، مساء أمس الاثنين، من بطولة كأس الأمم الأوروبية الحالية «يورو 2020»، عاد المشهد ليتكرر مجددًا عندما غادر كيليان مبابي، نجم هجوم الديوك، الملعب وحيدًا حزينًا منكس الرأس، بعدما أهدر ركلة الترجيح الخامسة للفريق، ليطيح به خارج البطولة فيما صعد المنتخب السويسري إلى دور الثمانية.
وفشل المنتخب الفرنسي في الحفاظ على التقدم على نظيره السويسري بثلاثية مقابل هدف، في الدقائق العشر الأخيرة، ليسقط في فخ التعادل الدرامي، قبل أن يسقط على نحو مخيب بركلات الترجيح بنتيجة 5-4، بعدما تصدّى حارس المرمى السويسري لكرة مبابي الأخيرة.
نطحة زيدان
وربما تذكر مبابي، صاحب الـ22 عامًا، في هذه اللحظات واقعة طرد زيدان في نهائي كأس العالم 2006 بألمانيا، بعدما نطح برأسه صدر مدافع المنتخب الإيطالي ماتيرازي، ليترك فريقه يخسر في المباراة النهائية للبطولة.
وغادر مبابي الملعب الوطني بالعاصمة الرومانية بوخارست، وهو يشعر بالعبء الذي كانت تضعه فرنسا على عاتقه، لاسيما وأن يمثل أبرز نجوم المنتخب الفرنسي الحالي، ليوثّق المشهد عبر الحساب الشخصي على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»: «أردت مساعدة الفريق ولكنني فشلت».
ولكن على غرار زيدان، الذي يعدّ أحد أبرز الأيقونات في تاريخ فرنسا، لا يمكن أن يتسبب إخفاق وحيد في هدم مسيرة اللاعب الكروية، لاسيما وأنه لعب دورًا بارزًا قبل ثلاث سنوات في فوز المنتخب الفرنسي بلقب كأس العالم في روسيا.
وحاول ديدييه ديشامب، المدير الفني للمنتخب الفرنسي حاليًا، وزميل زيدان في مغامرة الفوز بلقب كأس العالم 1998 ويورو 2000، أن يواسي المهاجم الشاب بعد الإخفاق في ترجيح كفة الديوك، مؤكدًا: «مبابي يعلم مسؤولياته بالطبع، أراد أن يسدد ركلة الترجيح الموكلة إليه».
كبوة فرنسية
واستنكر ديشامب في وقت لاحق ما يتردد عن وجود انقسامات في معسكر الفريق بعد هذه المسيرة الأقل من مستوى الترشيحات التي سبقت الفريق إلى البطولة حيث تضمنت مسيرة المنتخب الفرنسي في يورو 2020 فوزًا واحدًا فقط في أربع مباريات خاضها الفريق في البطولة وإن خاض الفريق فعاليات الدور الأول ضمن المجموعة السادسة الصعبة «مجموعة الموت»، التي ضمت معه منتخبات ألمانيا والبرتغال حاملة اللقب والمجر.
وكان ديشامب اتّخذ أكثر من قرار صائب، مثل إعادة المهاجم كريم بنزيمة إلى صفوف الفريق بعد سنوات من الاستبعاد، ليرد مهاجم ريال مدريد الدين بالتوقيع على هدفين في مباراة الأمس أمام سويسرا، حيث ظهر في قمة مستواه ضمن فريق يضم نجوما بارزين، مثل؛ مبابي وأنطوان جريزمان وبول بوجبا ونجولو كانتي.
وعجز مدرب الديوك عن تفسير سقوط الفريق في ثلاثة تعادلات متتالية أمام البرتغال والمجر في دور المجموعات ثم في مباراة الأمس أمام سويسرا قبل الخسارة بركلات الترجيح، معقبًا: «إذا فازت فرنسا فنحن الأفضل في العالم، وإذا خسرنا فهذه مسؤوليتي».
وتجاهل ديشامب الحديث بشأن مصيره مع المنتخب الفرنسي، بعد مسيرة مميزة، قاد خلالها الديوك إلى نهائي يورو 2016 الذي خسره أمام البرتغال، كما قاده قبل ثلاثة أعوام للفوز بلقب كأس العالم 2018.
رحلة جديدة
وحاول أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه، في تغريدة على «تويتر»، مواساة الجناح الفرنسي الواعد عقب الخروج المخيب من البطولة الأوروبية، قائلًا: «حافظ على رأسك مرفوعة يا كيليان! غدًا هو اليوم الأول في رحلة جديدة».
وكتب مبابي: «النوم سيكون صعبًا، ولكن للأسف فإن هذه هي تقلبات الرياضة التي أحبها كثيرًا، أهم شيء هو أن تنهض وأنت أكثر قوة»، في إشارة إلى طي صفحة يورو 2020 والنظر إلى المستقبل، على عكس زيدان الذي اعتزل مباشرة بعد واقعة نهائي مونديال 2006.
اقرأ أيضًا: