توالت الأصوات الغاضبة من قيام الاتحاد الدولي لألعاب القوى بإسناد تنظيم بطولة العالم إلى إمارة قطر، وذلك على الرغم من أن كل الظروف المحيطة بالإمارة الصغيرة تؤكد بكل المقاييس استحالة تنظيمها بطولة ناجحة.
وشن صحفيان أمريكيان هجومًا حادًا على تنظيم البطولة في العاصمة القدرية الدوحة، فنشر جوناثان جالت، وهو صحفي رياضي شهير متخصص في سباقات العدو، عدة صور لمدرجات استاد خليفة الدولي الذي يحتضن معظم سباقات البطولة، وهي شبه خاوية من المشاهدين، وقال: «هكذا يبدو استاد خليفة قبل خمس دقائق على انطلاق الجولة النهائية لسباق 100 متر عدو»، مسجلًا إحجام الشعب القطري عن متابعة بطولة تجرى على أرضه.
وبدت المدرجات في الصور المنشورة شبه خاوية، فضلًا عن وجود مساحات كبيرة دون أي جمهور، ما يعكس عدم اهتمام الشعب القطري بمتابعة بطولة دفع فيها نظامه الحاكم أموالًا طائلة من أجل استضافتها، فضلًا عن تكاليف الاستضافة في حد ذاتها، وهو أمر يشير إلى انفصال الأسرة الحاكمة عن شعبها، وإصرارها على إنفاق الملايين على بطولات لا تؤدي إلى تكريس أي استفادة حقيقية للشعب القطري.
أما الصحفي بن إيزاكس فقد لفت نظره أيضا الإحجام الجماهيري الكبير الذي تعانيه البطولة، فغرّد قائلًا: «قبل عامين أقيمت بطولة العالم لألعاب القوى في العاصمة البريطانية لندن، وكان الاستاد الأوليمبي ممتلئًا عن آخره بالمشاهدين في مختلف المنافسات، واليوم في الدوحة يبدو استاد خاويًّا بعدما باع المنظمون خمسين ألف تذكرة لمنافسات تمتد عشرة أيام كاملة.. لماذا أحضرونا إلى مكان مثل هذا؟!.. هذه مضيعة للوقت»، على حد قوله.
كما عبر الإعلامي النيوزيلاندي جاي هيفلديت عن دهشته من إقامة السباقات في أوقات غريبة فقال: «يا لها من مهزلة.. سباق خمسين كيلومترًا مشي ببطولة العالم الحالية في قطر، انطلق في منتصف الليل بتوقيت الدوحة، وانتهى في الثالثة والنصف صباحًا.. إنها فوضى تنظيمية».