ناصر الخليفي.. مصير محمد بن همام ينتظر رجل تميم
جدّد القضاء السويسري، اليوم الخميس، التأكيد على الجهود الدولية التي تحاول استئصال تحالف الفساد القطري في عالم الرياضي، بعد اتهام رئيس مجموعة قنوات «بي إن سبورتس» القطرية، ناصر الخليفي، بارتكاب جرائم فساد، ويمكن القول أن التطور يعد أقوى ضربة لتحالف الفساد الذي تمدد لسنوات، تحديدًا خلال فترة الشراكة بين العرش القطري والرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم، السويسري جوزيف بلاتر، والتي كان من نتائجها، لاحقًا، الإطاحة بعدد كبير من الشخصيات الكبرى، بعدما كشفت تحقيقات ضلوعها في الفساد حتى الثمالة، لاسيما الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي، الفرنسي ميشيل بلاتيني، والأمين العامّ للاتحاد الدولي، جيروم فالكه.
جريمة ناصر الخليفي
وعلى الرغم من أن خبر توجيه اتهامات الفساد إلى ناصر الخليفي كان سعيدًا بالنسبة إلى الذين يتطلعون إلى رؤية تنافس شريف ليس فقط على الصعيد الرياضي، بل وعلى صعيد الاستثمار الرياضي، إلا أن توجيه مثل هذه الاتهامات جاء متأخرًا كثيرًا واستغرق وقتًا أطول مما ينبغي، ووجه الاستغراب هنا هو أن عناصر جريمة الفساد متكاملة وواضحة للعيان، وكل ما كان مطلوبًا فقط هو مواجهة المجرم بجريمته ثم توجيه الاتهام تليها الإدانة والعقاب.
لكن يبدو أن ناصر الخليفي استعان بمجموعة من المحامين الذين نجحوا في إطالة أمد المراوغة دون أن ينجحوا في تنظيف ما فعله موكلهم من قذارات أساءت إلى الرياضة والاستثمار الرياضي وسممت المجال برمته بأفعال بعيدة كل البعد عن النزاهة.
بوابة تميم بن حمد الذهبية
ومع بدء دوران عجلة التطهير، يجد ناصر الخليفي نفسه في موقف غاية في الصعوبة، فهو من ناحية لم يكن سوى مجرد أداة طيّعة في يد سيده، وهذا السيد هو أمير قطر تميم بن حمد، الرجل الذي طالما بحث عن دور مهم بين الكبار دون جدوى، فلم يجد وسيلة لتسليط الأضواء على وجهه الملطخ بجرائم تمويل ودعم الإرهاب في كل مكان بما فيها بلاد الأشقاء، سوى دخول المجال الرياضي من خلال تكوين شبكة قنوات تتخصص في بثّ البطولات والأحداث الرياضية الكبرى، معتبرًا ذلك بوابة ذهبية للحصول على دور أكبر من حجمه وحجم إمارته الصغيرة.
ناصر الخليفي ومحمد بن همام
واليوم، يمرّ ناصر الخليفي بالمرحلة ذاتها التي مر بها الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي، محمد بن همام، الذي خدم النظام القطري بكل اجتهاد وإخلاص حتى تمكن من جلب حق تنظيم بطولة كأس العالم 2022 لقطر، بعدما استخدم مختلف وسائل الإغواء للأشخاص الذين كان بيدهم حق التصويت.
قطر تتفوق على أمريكا
وقد تبين أن "محمد بن همام" متورط في عمليات قذرة من أقصى الأرض إلى أقصاها، وحصل على ميزانية مفتوحة من أجل ضمان حصول قطر على حق تنظيم كأس العالم، ويبدو أن الرجل كان عبقريًّا في تنفيذ مهمته لدرجة أن ملف قطر تفوق على الملف الأمريكي!!
قطر تضحي بمحمد بن همام
لكن بعدما تبين لنظام الدوحة أن رائحة فساده قد فاحت، لم يتردد لحظة واحدة في التضحية بمحمد بن همام بعد كل الخدمات القذرة التي قدمها.. وبالرغم من قيام الرجل بالتضحية بسمعته من أجل خدمة أغراض أسياده، لكن يهون محمد بن همام وسمعته وتاريخه من أجل إبقاء صفحة نظام الحكم القطري ناصعة.
الدور على صديق تميم بن حمد
والمؤكد أن ناصر الخليفي ينتظر مصيرًا مشابهًا لمصير محمد بن همام، حيث إن نظام تميم بن حمد لا يختلف عن نظام والده، ولن يتردد الأمير الصغير في التضحية بزميل الدراسة وصديق العمر –حسبما وصفه بنفسه- من أجل الإبقاء على ابتسامته الزائفة التي يوزعها يمينًا ويسارًا كلما وقف أمام الكاميرات هنا وهناك للتصوير.
مصير شبكة الفساد الرياضي القطرية
المهم الآن أن مصير ناصر الخليفي لم يعد محلّ تساؤل بعدما أصبح محصورًا ما بين التعرض لعقوبات قاسية في السجون الأوروبية، أو قيام نظام تميم بالقضاء عليه وسحبه من المشهد الدولي تمامًا، بل إن المهم هو ما مصير شبكة الفساد القطرية بعدما أدت حالة السّعار التي يعيشها نظام تمام وبحث رموزه باستماتة عن تضخيم الذات، إلى حجب بصيرتهم عن اليوم الموعود الذي ستتساقط فيه كل المصائب على رؤوسهم تباعًا، وسيقفون أمام العالم دون ورقة توت واحدة تستر مساوئَهم.