إنزيريلو: الدرعية على الطريق الصحيح رغم تحديات كورونا.. وهذا التحدي الأبرز في «فورمولا إي»

تحدث عن الأهمية التاريخية لـ«مدينة الملوك»
إنزيريلو: الدرعية على الطريق الصحيح رغم تحديات كورونا.. وهذا التحدي الأبرز في «فورمولا إي»

قال جيري إنزيريلو الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية، إن الدرعية تواصل المضي في المسار الصحيح، وعلى التوقيت الزمني المحدد لها، على الرغم من التحديات التي واجهها العالم في العام الفائت بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، مشددًا على أن فكرة إضاءة سباق فورمولا إي باستخدام تقنية مستدامة، تحدٍّ مختلف من نوعه، دفع أفراد فريق العمل إلى الإبداع والابتكار أكثر.

وأكد إنزيريلو، في تصريحات صحفية، أن أهمية الدرعية تكمن في أنها مسقط رأس الدولة السعودية الأولى، وجوهرة المملكة، وهي مدينة تاريخية عريقة تقع على بعد 15 دقيقة فقط من شمال غرب مدينة الرياض، معقبًا: «نعمل من خلال هيئة تطوير بوابة الدرعية، على تحويل الموقع إلى أحد أهم الوجهات العصرية للثقافة والتراث والضيافة والتبضع والتعليم على مستوى العالم».

وأضاف الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية: «إن هدفنا الأساسي هو تعزيز معرفة السعوديين بهذا التراث الغني، وإعادة تشكيل هذا الجزء المهم من التاريخ السعودي، بحيث يصبح من أهم أماكن جذب الزوار من حول العالم».

وتابع: «من المهم جدًّا بالنسبة إلينا أن يتعرف الزوار الذين نرحب بهم، على كرم الضيافة الذي نشتهر به في الدرعية، وأن يستمتعوا بتجربتهم فيه. وأريد أن أشير إلى أن الشعب السعودي يتمتع بطاقة شبابية كبيرة قد لا يعرفها الكثيرون عنه من خارج المملكة، وهو ما يجعل التجربة فريدة جدًّا، واستثنائية لمن يزور ويستكشف المكان».

عام التحديات

وحول مرور عام كامل على آخر سباق للفورمولا إي، بعد التوقف العارض بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد؛ أوضح جيري: «لا يُمكننا أن ننكر أن سنة 2020 كانت مليئة بالتحديات والتغيرات غير المتوقعة في جميع أنحاء العالم، لكن على الرغم من ذلك كله، تمضي الدرعية في المسار الصحيح، وعلى التوقيت الزمني المحدد لها، وقد واصلنا أعمال البناء في الأشهر الماضية».

واعترف إنزيريلو: «مثل الكثيرين، اضطررنا إلى إعادة صياغة الاستراتيجية التي نتبعها لتتماشى مع إجراءات التكيف مع الوضع الجديد. وفي هذه المرحلة، سيكون تركيزنا الأول على تطوير السياحة المحلية، وتحسين حياة مجتمع الدرعية والرياض كأول وجهة هنا سنفتتحها لاحقًا هذا العام، ثم زيادة التركيز فيما بعد على الزوار من خارج المملكة حين تعود الأوضاع إلى طبيعتها، وينفتح العالم من جديد».

وأردف: «من الناحية التشغيلية، نقوم بوضع حجر الأساس لمشروع ضخم للبنية التحتية تحت الأرض، سيصبح من أكبر البنى التحتية تحت سطح الأرض على مستوى العالم، وأكثرها تطورًا، وقد وقعنا مؤخرًا عقودًا جديدة بمليارات الريالات في البناء والتصميم وإدارة المشاريع، ونعمل حاليًّا على تكييف تقنيات البناء المختلفة لتتوافق مع الهندسة المعمارية النجدية الأصيلة التي تتميز بها المنطقة. أيضًا، نقوم من خلال أعمالنا على تأسيس مستقبل الدرعية.. ومتحمسون جدًّا لعرض المراحل الأولى من عملية التطوير عند اكتمالها لاحقًا هذا العام».

وبشأن استعدادات الدرعية لاستقبال أول سباق ليلي على الإطلاق في فورمولا إي؛ قال جيري: «هذه هي المرة الثالثة التي تنظم وزارة الرياضة سباق فورمولا إي في الدرعية خلال ثلاث سنوات. وسيبرز مضمار السباق المعروف الآن على مستوى العالم حول موقع الدرعية التابع لمنظمة اليونسكو للتراث العالمي تحت الأضواء الكاشفة في منطقة الطريف. وهذه خطوة أخرى تتخذها المملكة العربية السعودية في مهمتها في إضافة المزيد من الإثارة والتشويق لواحدة من أسرع الرياضات نموًّا في العالم».

حدث عالمي

واستطرد: «لقد كان سباق فورمولا إي الدرعية الافتتاحي أول حدث رياضي عالمي كبير من نوعه تستضيفه المملكة. وفي العام الماضي، استضافت السعودية أول سباق سيارات مزدوج في الشرق الأوسط. وفي شهر فبراير، سيعقد أول سباق ليلي على الإطلاق في تاريخ البطولة».

ووجه الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية، الشكر والتقدير للأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة، والأمير خالد بن سلطان العبدالله الفيصل رئيس الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، على قيادتهما الرشيدة، وكذلك لفريق وزارة الرياضة على المساعدة في تنظيم هذا الحدث الجديد والفريد، وتقديمه للمجتمع بشكل مبتكر وجذاب.

تحدٍّ مختلف

ولفت إلى أن فكرة الإضاءة الليلية باستخدام تقنية مستدامة كان تحديًا مختلفًا من نوعه، دفع أفراد فريق العمل إلى الإبداع والابتكار أكثر. ومن المُلهم جدًّا رؤية حلول جديدة مستدامة وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة يتم توظيفها في سباق هذا العام».

وأشار إلى أن تنظيم السباق المزدوج سيتم هذه السنة تحت أضواء الـ«ليد» المنخفضة الاستهلاك، التي تستخدم طاقة أقل بنسبة تصل إلى 50% مقارنةً بغيرها من أنظمة الطاقة. وتجب الإشارة إلى أنه يُعد استخدام مثل هذه التقنيات عنصرًا مهمًّا في سباق فورمولا إي التي تُركز على تقليل انبعاثات الكربون، ولكونها أول رياضة لا تطلق انبعاثات كربونية على الإطلاق منذ انطلاقها قبل سبع سنوات.

ومع حجم الأحداث الرياضية المتعددة التي تُقام في الدرعية، شدد جيري على أن «مهمة الهيئة هي ترسيخ مكانة الدرعية كواحدة من أهم أماكن تجمع الفعاليات على مستوى العالم، التي تتوافر فيها وسائل الراحة الحديثة، والمرافق المتطورة لتكون وجهة سياحية بامتياز، من خلال عملية التطوير وبفضل الرؤية الحديثة لوزير الرياضة، وعقد شراكات رياضية كبيرة، مثل شراكاتنا مع فورمولا إي».

وأكمل: «نحن سعداء جدًّا باستضافة فعاليات رياضية حديثة في المملكة والدرعية؛ لأنها تعكس استعدادنا لنصبح وجهة عالمية لا تقتصر على الرياضة فقط، ولكن أيضًا للترفيه والثقافة والتراث والتعليم. إن منظر مضمار الفورمولا إي والإضاءات فيه، والخلفية التاريخية للدرعية؛ هو انعكاس لرؤيتنا التي نتشاركها مع شركائنا، والتي تتمثل في حماية جوهر ماضينا، مع اتخاذ خطوات حديثة نحو المستقبل».

مدينة الملوك

وواصل إنزيريلو: «تشتهر الدرعية بأنها أرض الملوك والأبطال، وبأنها مهد الدولة السعودية الأولى، كما أن التاريخ العريق، والثقافة الغنية، والأحياء السكنية التاريخية، وموقع الطريف التاريخي التابع للتراث العالمي لليونسكو؛ هو ما يجعلها مدينة فريدة جدًّا لا مثيل لها في أي مكانٍ آخر».

وتابع: «استضافت الطرق المحيطة بموقع الدرعية التاريخي، السباق الذي كان يقام في عطلة نهاية الأسبوع في كل موسم للسباق منذ عام 2018. ويُساعد موقعنا الفريد، الذي يبعد 15 دقيقة فقط من شمال غرب مركز الرياض، في جذب المزيد من السكان المحليين في الرياض (يتوقع صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن يصل العدد إلى 20 مليون شخص بحلول عام 2030)، هذا بالإضافة إلى الزوار من خارج المملكة».

مشاريع طامحة

وألمح إلى أنه «مستقبلًا، سيلعب قطاعا الرياضة والصحة دورًا رائدًا في المملكة في مسيرة تحقيق رؤيتها لعام 2030، بدءًا من مشاريعنا الطامحة لإنشاء ملاعب جولف على مستوى عالمي، إلى الساحات والواحات الخلابة التي تعزز التفاعل الاجتماعي والإنساني، ومسارات اللجام المخصصة لراكبي الخيل. تعتبر هذه المنطقة غير معروفة إلى حدٍ كبير دوليًّا.. ونحن متحمسون جدًّا لاستضافة المزيد من الأحداث الرياضية العالمية هنا في الدرعية، وتشجيع الناس على اكتشافها والتعرف على تاريخها».

وكشف جيري السر وراء كون فورمولا إي رياضة السيارات الوحيدة التي يُمكن استضافتها في الدرعية، موضحًا: «تفتخر الدرعية بتنظيم سباق فورمولا إي بالتعاون مع وزارة الرياضة والترحيب بالمشجعين والمتنافسين من حول العالم للتوافد على أرضنا للعام الثالث على التوالي. وقد تم اختيار سباق فورمولا إي في الأساس كشريك لنا في رياضة السيارات نظرًا إلى دعمه الكبير في تعزيز مستقبلٍ صديق للبيئة، وهو أمر متأصل بعمق في رؤية المملكة 2030».

وأضاف إنزيريلو: «المملكة بلدٌ متنوع بقدر كبير، وتتميز بالمناظر والمناطق الطبيعية الخلابة غير المعروفة للكثيرين باستثناء سكانها. وفي جعبة المملكة العربية السعودية قرون من القصص لترويها للعالم. والدرعية هي منبع هذا التاريخ، ومولد التراث الأصيل الذي لا يتكرر، الذي يشكل جزءًا كبيرًا من تاريخنا وطوبوغرافيتنا منذ القدم حتى يومنا هذا؛ لذا نريد أن نشارك تاريخنا مع العالم».

رؤية 2030

وشدد على أن «استضافة الأحداث تتوافق مع رؤيتنا المشتركة للمستقبل، وتعطينا في الوقت نفسه الفرصة لنلقي الضوء على ماضينا العريق. ونشير إلى أن تقاطع الزمن القديم مع العصر الحديث هو أحد المبادئ الأساسية لرؤية المخطط الرئيسي لهيئة تطوير بوابة الدرعية، ونتطلع إلى رؤية مضمار سباق فورمولا إي المقام أمام موقع اليونسكو للطريف مضاءً ليلًا تحت سماء الدرعية».

وختم إنزيريلو تصريحاته: «إن أحد الأهداف الأساسية لهيئة تطوير بوابة الدرعية، هو تحسين حياة المجتمعات المحلية في الدرعية والرياض، من خلال تنظيم فعاليات تثري حياتهم اليومية على عتبة بوابة مدينة الرياض، كما أن أجواء الحماس والإثارة التي تخلقها مثل هذه الأحداث الفريدة، التي تساهم في تعزيز العلاقة بين الدرعية والمجتمع الرياضي الدولي؛ هي خطوة كبيرة نحو مستقبلنا ونحو تحقيق رؤيتنا 2030، ونحن فخورون جدًّا بتنظيم السباق الافتتاحي لموسم فورمولا إي على أرضنا، ودعوة الزوار والمشجعين للاستمتاع بكرم الضيافة لدينا، والتعرف على مشاريعنا الطامحة التي نعمل على تحقيقها في السنوات المقبلة».

اقرأ أيضًا:

«الفيصل» يزور «الأولمبية القطرية» ويبحث سبل التعاون المشترك بين الرياض والدوحة
الشورى يطالب بتمكين هيئة تطوير بوابة الدرعية من التحول لوجهة تاريخية سعودية

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa