كبوة السد تُنذر بمصير مظلم للمنتخب القطري في كأس العالم 2022

خرج من «خليجي 24» على يد «الأخضر»
كبوة السد تُنذر بمصير مظلم للمنتخب القطري في كأس العالم 2022
تم النشر في

على الرغم من أن الهزيمة، التي تلقاها فريق السد القطري ثقيلة في ختام مسيرته ببطولة كأس العالم للأندية المقامة حاليًا في قطر، إلا أن هذه الهزيمة تعتبر ناقوس خطر حقيقيًا إزاء ما يمكن أن يواجهه المنتخب القطري في بطولة كأس العالم، التي تسعى قطر إلى تنظيمها في عام 2022، وهو ما يتطلب إعادة ترتيب الأوراق وتصحيح الأوضاع ليس فقط على مستوى الفريق، وإنما على مستوى المنتخب القطري خلال الفترة المقبلة.

وخسر السد 2 - 6 أمام الترجي التونسي مساء أول أمس الثلاثاء، في مباراة تحديد المركزين الخامس والسادس؛ لينهي السد هذه النسخة التي شارك فيها ممثلًا عن البلد المضيف، في المركز السادس.

وفي ضوء حقيقة أن المنتخب القطري يعتمد بشكل كبير على لاعبي فريق السد، فإن المنتخب القطري نفسه سيكون في ورطة كبيرة؛ إذا لم يتم تصحيح أوضاع الكرة القطرية التي انكشفت على حقيقتها في كأس العالم للأندية، وتبين أن ما تدعيه أنديتها من قوة ليس له سند على أرض الواقع، وهو ما ينذر بمصير مظلم للمنتخب القطري في مونديال 2022.

وقد ألقت الهزيمة ومن قبلها هزيمة المنتخب القطري «العنابي» أمام نظيره السعودي في بطولة كأس الخليج العربي «خليجي 24»، الضوء على معاناة لاعبي السد والعنابي من الإجهاد في ظل توالي المباريات بشكل ربما لم يعتده اللاعبون من قبل.

وربما اتجهت بعض الانتقادات إلى المدرب تشافي هيرنانديز المدير الفني للسد؛ بسبب عدم خبرته بالعمل كمدير فني من قبل نظرًا لتوليه مسؤولية الفريق في الموسم الحالي، عقب اعتزاله اللعب في الموسم الماضي ضمن صفوف الفريق نفسه.

لكن الربط بين خروج المنتخب القطري من المربع الذهبي في كأس الخليج «خليجي 24»، التي كان المرشح الأبرز للفوز بلقبها، وسقوط السد بهذا الشكل في مونديال الأندية الحالي، قد يوضح أحد الأسباب الرئيسية وراء الإخفاق في البطولتين لاسيما مع العروض القوية، التي كان يقدمها حتى وقت قريب، ومنها عرضه القوي في مواجهة الهلال السعودي بالمربع الذهبي لدوري أبطال آسيا، إضافة إلى أن لاعبي العنابي الذين خرجوا من المربع الذهبي في «خليجي 24» هم أنفسهم من فازوا قبل أقل من عام بلقب كأس آسيا عن جدارة إضافة لمشاركتهم الجيدة في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية «كوبا أمريكا» بالبرازيل منتصف هذا العام.

ويبدو أن السبب الرئيسي في الإخفاق هو حالة الإجهاد التي يعاني منها اللاعبون، خاصة الدوليين منهم بسبب خوض عدد هائل من المباريات على مدار العام الحالي، وهو ما يدق ناقوس الخطر قبل ثلاث سنوات على استضافة قطر لفعاليات مونديال 222، والتي يسعى المنظمون أيضًا إلى خوضها بمنتخب قوي قادر على المنافسة والذهاب بعيدًا في البطولة؛ مثلما نجح منتخب اليد من قبل في بلوغ نهائي مونديال 2015 بالدوحة.

ويعتمد المنتخب القطري على عددٍ كبير من لاعبي السد الفائز بلقب دوري نجوم قطر في الموسم الماضي.

فعلى سبيل المثال، ضمت قائمة العنابي في «خليجي 24» ثمانية من لاعبي السد، هم: سعد الشيب حارس المرمى الأساسي للفريق وعبدالكريم حسن وبوعلام خوخي وبدرو ميجيل وطارق سلمان وسالم الهاجري وحسن الهيدوس وأكرم عفيف، ومعظمهم من العناصر الأساسية بانتظام في كل من الفريقين.

والمتتبع لمشاركات كل من المنتخب القطري والسد في البطولات والمباريات المختلفة خلال عام 2019، يدرك أن معظم هؤلاء اللاعبين خاض نحو ستين مباراة ما بين المنتخب والسد على مدار هذا العام، الذي يدنو من نهايته.

وخاض منتخب قطر سبع مباريات قوية في بطولة كأس آسيا في طريقه إلى منصة التتويج باللقب، كما خاض ثلاث مباريات على درجة عالية من التنافس في مشاركته الأولى ببطولة كوبا أمريكا، قبل أن ينخرط في التصفيات المشتركة المؤهلة لبطولتي كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023 .

وخلال مسيرته بالتصفيات هذا العام، خاض العنابي خمس مباريات حتى الآ، إضافة لخوضه أربع مباريات قوية في بطولة «خليجي 24»؛ ليكون الفريق بهذا خاض 19 مباراة رسمية خلال هذا العام بخلاف المباريات الودية.

وفي الوقت نفسه، خاض السد نحو ضعف هذا العدد في ظل مشاركته بأكثر من مسابقة؛ حيث خاض نحو 15 مباراة في دوري نجوم قطر هذا العام، وكان من الممكن أن يرتفع العدد لولا توقف المسابقة؛ بسبب ارتباطات العنابي بخليجي 24 والسد بمونديال الأندية.

وخاض الفريق ما يزيد على عشرين مباراة في المسابقات الأخرى، منها 12 مباراة في بطولة دوري أبطال آسيا، التي وصل فيها إلى المربع الذهبي.

ومن المؤكد أن اعتماد السد والمنتخب بشكل أساسي على مجموعة بعينها من اللاعبين في معظم هذه المباريات يضاعف من الضغوط الذهنية والبدنية الواقعة على اللاعبين، وهو ما أدى إلى إخفاق السد في مونديال الأندية بشكل كبير، لاسيما أن إمكانات اللاعبين وخبرة تشافي نفسه بالبطولة، كانت تؤهل الفريق للذهاب بعيدًا في هذه النسخة لأن الفريق يضم بين صفوفه هدافًا خطيرًا هو الجزائري بغداد بونجاح، إضافة إلى النجم المميز أكرم عفيف الفائز مؤخرًا بلقب أفضل لاعب آسيوي لعام 2019 .

وإذا كان السد الآن مطالبًا باستعادة التوازن بعد الهزيمة الثقيلة أمام الترجي ، فإن المنتخب القطري يحتاج أيضًا إلى إعادة ترتيب الأوراق ودراسة ارتباطاته الدولية، من خلال خريطة تشهد بطولات ومباريات منتقاة طبقًا للكيف أكثر منه للكم تسمح للاعبين بالتقاط الأنفاس والاستعداد التدريجي لمونديال 2022، خاصة أن برنامج مباريات 2019 من الصعب أن يتكرر بهذه الكثافة في عام آخر؛ حيث شهد العام الحالي مشاركة المنتخب في ثلاث بطولات كبيرة هي: كأس آسيا وكأس الخليج وكوبا أمريكا؛ بخلاف التصفيات وهو ما يصعب أن يتكرر.

وقد يجد منتخب قطر حلًا إضافيًا من خلال التجربة، التي طبقها المنتخب البحريني في الشهور الماضية؛ حيث حرص مدربه البرتغالي هيليو سوزا على الاعتماد على جميع اللاعبين في قائمته، سواء كان هذا في بطولة كأس أمم غرب آسيا، أو «خليجي 24» اللتين فاز بلقبيهما.

وكشفت البطولتان عن اعتماد دي سوزا على فريقين مختلفين؛ ما يمنح الفريق عمقًا استراتيجيًا في السنوات المقبلة.

وقد يكون في هذه التجربة حلًا مثاليًا أمام القطريين ببناء فريق الظل، أو الفريق الثاني للمنتخب الذي يمكنه المشاركة في بعض الارتباطات الرسمية لاختبار قوته وإكسابه الخبرة؛ لاسيما أن الأندية القطرية حاليًا تزخر بالعديد من اللاعبين المميزين، إضافة إلى اللاعبين الواعدين.

ومن المؤكد أن البحث عن حلول، أصبح لزامًا على الطاقم التدريبي للمنتخب القطري لتوسيع قاعد الاختيار قبل ثلاثة أعوام فقط على المونديال.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa