قرر نادي مانشستر سيتي الاستئناف ضد عقوبة حرمانه من المشاركة في البطولات الأوروبية لمدة عامين، لكن العقوبة المفروضة على النادي الإنجليزي قد يكون لها مردود أكبر في الأشهر القادمة.
وأعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا»، أمس الجمعة، حرمان مانشستر سيتي من المشاركة في أي بطولة أوروبية خاصة بالأندية خلال الموسمين المقبلين مع تغريمه 30 مليون يورو.
وذكر يويفا، في بيان نشره على موقعه الإلكتروني على الإنترنت، أنه قرر تغريم مانشستر سيتي 30 مليون يورو بسبب «انتهاكات خطيرة للوائح اللعب المالي النظيف»، بالإضافة إلى منعه من المشاركة في دوري أبطال أوروبا والبطولات الخاصة بالأندية في الموسمين المقبلين.
وقرر سيتي الاستئناف أمام المحكمة الدولية للتحكيم الرياضي «كاس» في «أقرب فرصة»، أملًا في إلغاء ما وصفه النادي «بالإجراءات المجحفة».
عقوبة اليويفا كانت القرار المتوقع الذي طال انتظاره، وحظي بإشادة خافيير تيباس رئيس رابطة الدوري الإسباني، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة جاءت متأخرة لكن أفضل من عدم قدومها مطلقًا.
وذكر الاتحاد الأوروبي: «عقب جلسة استماع عُقدت يوم 22 يناير 2020، أخطرت الغرفة القضائية التابعة لهيئة الرقابة المالية، برئاسة خوسيه دا كونيا؛ نادي مانشستر سيتي بالقرار النهائي في القضية التي أحالها رئيس الغرفة القضائية».
وأضاف: «وجدت الغرفة القضائية، بعد دراسة كل الأدلة، أن مانشستر سيتي ارتكب انتهاكات جسيمة لقواعد رخصة اليويفا للأندية، وقواعد اللعب المالي النظيف، بالمبالغة في عقود الرعاية في حساباته، وفي المعلومات المقدمة إلى يويفا خلال الفترة من 2012 و2016».
وتابع: «وجدت الغرفة القضائية أيضًا أن النادي فشل في التعاون في التحقيق في هذه القضية من قبل الغرفة القضائية».
وبدأ الاتحاد الأوروبي تحقيقاته عقب تقرير من قبل مجلة «دير شبيجل» الألمانية، التي استشهدت بأن الوثائق المسربة ترجِّح أن مانشستر سيتي تعمَّد خداع الاتحاد الأوروبي بتضخيم القيمة المالية لعقود الرعاية من أجل تلبية قواعد اللعب المالي النظيف، التي بموجبها لا يمكن للأندية أن تنفق ببذخ.
ومن الرسائل الإلكترونية المسربة، تلك التي أظهرت الشيخ منصور مالك نادي مانشستر سيتي، يدفع 57.5 مليون جنيه إسترليني من أصل 67.5 مليون إسترليني تخص حقوق رعاية قميص الفريق والاستاد وأكاديمية النادي؛ وذلك من خلال شركته «أبوظبي يونايتد جروب».
ووفقًا للوائح اللعب المالي النظيف، يضع يويفا حدودًا لمدى تأثير ملاك الأندية في ميزانية الفريق؛ من أجل تشجيع الأندية على الإنفاق في حدود مواردها المالية.
ويرى رودني مارش الذي لعب في صفوف سيتي بين عامي 1972 و1976، أن القرار قد يجبر الشيخ منصور على طرح النادي للبيع.
وقال، في تصريحات إذاعية: «إذا تم تأييد العقوبة المتعلقة بدوري أبطال أوروبا، قد يتجه المالك إلى البيع».
وأضاف مارش: «منصور قال إنه يريد أن يصبح مانشستر سيتي أكبر نادٍ في أوروبا، ويفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، لكن انظروا إلى ما فعله.. كان لديه (المدرب السابق) روبرتو مانشيني الذي فاز بكل شيء باستثناء دوري أبطال أوروبا لكنه أقاله.
وماذا بشأن المدرب الحالي بيب جوارديولا؟ عقد المدرب الإسباني يمتد حتى 2021، وفي ظل عدم المشاركة بدوري الأبطال فهل سيرحل دون أن يحقق حلمه».
ويلتقي سيتي في دور الستة عشر لنسخة العام الحالي في دوري الأبطال، مع ريال مدريد الإسباني. ويتطلع جوارديولا إلى ما قد تصبح آخر مباراة له مع سيتي في البطولة القارية.
وأشار جوارديولا: «سأستمتع بالاستعدادات لمواجهة مدريد، وأرى ما الذي بإمكاني فعله، وستكون أسعد لحظة في مسيرتي».
وبدون دوري أبطال أوروبا، ستثار علامات الاستفهام بشأن كيفية انجذاب اللاعبين الكبار إلى نادٍ لا يشارك على المستوى القاري، وفقًا لوجهة نظر بول آينس لاعب وسط مانشستر يونايتد السابق.
وقال آينس: «بالنسبة إلى بيب سيكون عليه الفوز باللقب هذا العام».
وأضاف: «أفضل اللاعبين يرغبون في الانتقال إلى أفضل الأندية بسبب دوري أبطال أوروبا.. إذا لم يشارك الفريق في العامين المقبلين، فهل سيكون بإمكانه ضم أفضل اللاعبين؟».
وقرر اليويفا السماح باستمرار فريق السيدات بمانشستر سيتي في المشاركة بدوري الأبطال.
آخر الأسئلة التي تخص مصير مانشستر سيتي، يتعلق بفريق الرجال بالدوري الإنجليزي الممتاز، فهل يتعرض لخصم نقاط من رصيده الحالي، أو ربما يتحوَّل الأمر إلى الأسوأ في الموسم المقبل، ويتم إقصاء الفريق من البطولة بموجب عقوبة اليويفا؟
قرار الإقصاء من الدوري الإنجليزي يبدو مستبعدًا، لكن رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز رفضت التعليق في المرحلة الحالية،
في انتظار نتيجة الاستئناف أمام كاس؛ فإن الأشهر المقبلة ستشهد أسئلة أكثر من الإجابات بالنسبة إلى مانشستر سيتي.
اقرأ أيضًا: