حركة طالبان.. تفاصيل النشأة.. وأسرار التقدم العسكري في أفغانستان

حركة طالبان.. تفاصيل النشأة.. وأسرار التقدم العسكري في أفغانستان

في الرابع عشر من أبريل الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، مطلع مايو الماضي، وقال بايدين، إن واشنطن حققت أهدافها في مكافحة التهديد الإرهابي، ولم تذهب إلى أفغانستان من أجل بناء أمة، بل تلك مسؤولية الأفغان.

وفيما كان القرار خطوة مهمة لإنهاء أطول حرب أمريكية في تاريخ البلاد، فقد بدأ بالفعل في 1 مايو 2021، سحب القوات الأمريكية، وعناصر عسكرية تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث بلغ عدد القوات 9500 جندي وضابط، بينهم 2500 مقاتل أمريكي على الأراضي الأفغانية.

في الوقت ذاته، بدأت معارك عنيفة تدور بين حركة طالبان والجيش الأفغاني، بالتحديد في منطقة هلمند الجنوبية، وتمكنت طالبان من السيطرة على مقاطعة بوركا بولاية بغلان في الشمال.

ومنذ بداية الانسحاب الأمريكي، بسطت حركة طالبان سيطرتها على أكثر من نصف المقاطعات الأفغانية البالغ عددها 400، ومن ثم بدأت الاستيلاء على عواصم الولايات، ما يعد ردة للخلف، خاصة أن التحركات الأخيرة لطالبان ينتهك اتفاق السلام الموقع عام 2020 بين طالبان والولايات المتحدة.

وفيما يدور الحديث، الآن، عن سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية (كابول) وشروعها في تكوين حكومة جديدة، ودخولها في حرب مستعرة في حال تطلب الأمر.

ويقول محللون، إن الحركة رأت في انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو، فرصة كبيرة لإعادة تموضعها في الداخل الأفغاني، خاصة في ظل حالة الهشاشة التي يعاني منها الجيش الأفغاني، وأكبر دليل على ذلك هو سيطرة الحركة على بعض العواصم دون مقاومة تذكر، بل إن المدن التي قاومت لم تستطع الصمود لساعات أمام القوات المسلحة للحركة.

وذهب مراقبون إلى وجود صفقة وضعت بنودها في سرية تامة بين ممثلو الولايات المتحدة الأمريكية، وحركة طالبان على أن تترك لهم الدولة على أن يكون ولاء الحركة للولايات المتحدة الأمريكية.

البداية والنشأة

نشأت الحركة الإسلامية لطلبة المدارس الدينية المعروفة (طالبان)، بولاية قندهار الواقعة جنوب غرب البلاد على الحدود مع باكستان عام 1994 على يد الملا محمد عمر مجاهد.

وفي وقت لاحق، تم مبايعة الملا محمد عمر زعيمًا للحركة المكونة من 51 طالبًا في المدارس الإسلامية، ويقول عن أسباب بزوغ الفكرة بعد أن فكر في الفساد المستشري في ولاية قندهار، حيث كان يتلقى علومه الدينية.

خلال تلك الفترة التي تمتد لـ 27 عاما، مرت الحركة بالعديد من المحطات التاريخية التي شهدت فترة تمددها وانكماشها وعودته إلى الواجهة من جديد.

أهداف الحركة

في عام 1994، أعلنت طالبان على لسان الناطق الرسمي باسمها  -آنذاك- الملا عبدالمنان نيازي، بعد أن تمكنوا من السيطرة على مديرية سبين بولدك، أن هدف حركتهم هو استعادة الأمن والاستقرار وجمع الأسلحة من جميع الأطراف، إضافة إلى إزالة مراكز جمع الإتاوات من الطرق العامة التي سلبت الناس أموالهم وانتهكت أعراضهم.

في وقت لاحق ومع تصاعد دور الحركة، عمدت إلى تطوير أهدافها، والتي بدأت بضرورة العمل على إقامة حكومة على نهج الخلافة الراشدة، وأن يكون الإسلام دين الشعب والحكومة جميعا، هذا إلى جانب أن يكون قانون الدولة مستمدًّا من الشريعة الإسلامية، والعمل على اختيار العلماء والملتزمين بالإسلام للمناصب المهمة في الحكومة.

وتضمنت مجموعة الأهداف كذلك قلع جذور العصبيات القومية والقبلية، وحفظ أهل الذمة والمستأمنين وصيانة أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ورعاية حقوقهم المنصوص عليها في الشريعة الإسلامية، وكذا توثيق العلاقات مع جميع الدول والمنظمات الإٍسلامية، وأن تتولى حركة طالبان تحسين العلاقات السياسية مع جميع الدول الإسلامية وفق القواعد الشرعية، والتركيز على الحجاب الشرعي للمرأة وإلزامها به في جميع المجالات، وتعيين هيئات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جميع أنحاء الدولة، فضلًا عن قمع الجرائم الأخلاقية ومكافحة المخدرات والصور والأفلام المحرمة.

بالإضافة إلى استقلال المحاكم الشرعية وفوقيتها على جميع الإدارات الحكومية، وإعداد جيش مدرب لحفظ الدولة الإسلامية من الاعتداءات الخارجية، واختيار منهج إسلامي شامل لجميع المدارس والجامعات وتدريس العلوم العصرية، لتحاكم في جميع القضايا السياسية والدولية إلى الكتاب والسنة، وأسلمة اقتصاد الدولة والاهتمام بالتنمية في جميع المجالات، وطلب المساعدات من الدول الإسلامية لإعمار أفغانستان، وجمع الزكاة والعشر وغيرهما وصرفها في المشاريع والمرافق العامة.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa