تداول مجموعة من الخبراء الشرعيين والقانونيين والاجتماعيين الذين استضافتهم هيئة حقوق الإنسان في حلقة نقاش نظمتها لجنة حقوق المرأة بمجلس الهيئة، وخلال حلقة النقاش المغلقة التي عقدتها الهيئة بعنوان «الإرث وحق المرأة الشرعي»؛ حيث تمت مناقشة هذا الملف من جميع جوانبه، وتمَّ طرح عدد من التساؤلات حول الطرق التي يمكن من خلالها تمكين المرأة من حقها في الإرث. وأجمع الخبراء الذين تداولوا هذا الملف على مجموعة من التوصيات جاءت كالآتي:
أوصى الشيخ عبد الله اليحيى بأهمية إنشاء مراكز مهنية في أعمال تصفية التركات بقسميها الرضائية والجبرية، وأعمال الحراسة القضائية على التركات، وتكون وسيلة عملية تحد من اللجوء إلى القضاء في قسمة التركات، وتعمل وفق ضوابط وقواعد قسمة الأموال المشتركة الصادرة عن وزارة العدل، كما أوصى بأهمية تفعيل دور مراكز الوساطة والتحكيم والاستشارات في تقديم المشورة القانونية الوقائية في قسمة التركات ومن ذلك خدمة المرأة وذوي الحاجة في إجراءات وآليات قسمة التركات، وتفعيل دور الهيئة العامة على أموال القاصرين، ومن في حكمهم، في فحص تحقق الغبطة والمصلحة في التصرفات نيابةً عن القاصرين، وتفعيل المادة السابعة والثلاثين من لائحة قسمة الأموال المشتركة؛ وذلك بتجريم كل من يتسبب في حرمان المرأة من الإرث أو إعاقة إجراءات القسمة للتركات، وتقنين نصوص الوكالات المفتوحة في شأن قسمة التركات بما يمنع استغلال التوكيل في قسمة التركات دون موافقة الورثة على الإجراء النهائي لقسمة التركات.
فيما أوصى عضو شورى السابق المهتم بالقضايا المجتمعية الدكتور نواف بن بداح الفغم بإنشاء منصة باسم «وارث» بحيث تتنقل إليها معلومات المتوفى بمجرد الوفاة والورثة والإرث حسب الإمكان وجميع المعلومات المعنية بهم، ليتمكن القاضي أو الجهة المعنية والورثة من الاطلاع على سير القضية ومستجداتها، وعلى حالة أملاك المورث المعنية في ظل سير تقسيم الإرث دون المحاكم الشرعية، على أن تتضمن المعلومات الوافية بقدر الإمكان، ويستطيع الجميع الدخول لها وإنهاء الإجراءات المترتبة على ذلك، وتتيح لكل وارث، خاصة المرأة، الاطلاع على حقوقها من خلال رسائل تثقيفية وإرشادية وحقوقية، كما أوصى بأن تكون هذه الحلقة سنوية، نظرًا إلى الحاجة لها، والعمل من خلال لجان منبثقة عنها لمخاطبة الجهات المعنية لمعرفة أعداد القضايا السنوية المنظورة أمام المحاكم، وكم يستغرق البت فيها، ومتوسط الفترة الزمنية للجان الإصلاح وغيرها لحل قضايا الميراث، موصيًا بإضافة البعد المهم الآخر من فئات الورثة وهو «الطفل».
بينما أوصت الدكتورة نورة الصويان بالعمل على التوعية للمجتمع بما يُمكِّن النساء من الحصول على حقوقهن عبر التوعية الاجتماعية والقانونية، وإبراز مواطن الخلل، وتعريف أفراد المجتمع وتوعيتهم بحق المرأة الشرعي والنظامي والاجتماعي والإنساني في حصولها على إرثها الشرعي، وأوصت بوضع استراتيجية ثقافية–اجتماعية لتغيير التصورات والمفاهيم المغلوطة عن المرأة، للوصول إلى التغيير الحقيقي في المجتمع.
وأوصى الدكتور سعود المصيبيح بأهمية سرعة البت في قضايا الإرث؛ لأن كمية الأموال المتداولة كبيرة جدًّا وتشمل عقارات ومزارع ومصانع وغيرها، ولا بد من حسمها حتى لا تتجمد هذه الأموال وتتوقف عجلة تنميتها، خصوصًا أن عددًا من قضايا الإرث تستمر مدة طويلة وتظل المباني والمنشآت مهجورة وعلى شوارع عامة بسبب الخلافات في الإرث، كما أوصى بتكوين لجنة في وزارة العدل بعضوية وزارة الداخلية والموارد والتنمية الاجتماعية للبت في قضايا الإرث ومتابعتها وتبني وصول بيانات المتوفى وأفراد أسرته عبر مركز المعلومات الوطني من وزارة الصحة والمستشفيات لمباشرة قضايا الإرث مبكرًا، واستكمال معلوماتها وحوكمة الوكيل على الورثة واختبار كفاءته والتأكد من التواصل مع جميع الورثة حتى لا يظلم أحد، وأكد ضرورة تثقيف الورثة في كيفية إدارة المال.
فيما أشار الدكتور ناصر العود إلى أهمية مشاركة البيانات مع وزارة الداخلية وقد يحد من الأمور المتعلقة في قضايا القُصَّر، مبينًا الدور المهم للجهات والمؤسسات الاجتماعية، وكذلك الاحتياج إلى جمعية متخصصة للذين لديهم إشكاليات في التركة مثل للمرأة أو الطفل أو ذوي الاحتياجات الخاصة أو كبار السن، وضرورة التوعية بأن تكون الوكالات محددة، بالإضافة إلى عدم تسليم الوكيل مبالغ مالية.
كما أوصت الدكتورة سناء العتيبي بأهمية وضع نص قانوني صريح يجرم حالات الاحتيال والإكراه التي تمارس ضد المرأة لحرمانها من ميراثها، وفرض عقوبات مشددة لمن يحرم المرأة من ميراثها، ونص قانوني آخر يلزم بتوزيع الحصص من الميراث عن طريق المحكمة، وإلزام الورثة بسرعة إجراء الحصر بعد وفاة المورث، بالإضافة إلى وضع قانون تنفيذ شرعي، وإيجاد دائرة تنفيذ شرعية خاصة بالميراث تابعة لكل محكمة، والحد من الإجراءات الطويلة، وتفويض مؤسسات حقوقية ونسوية بمراقبة تنفيذ الأحكام الصادرة لصالح النساء في هذا المجال، وربط المحاكم الشرعية بدائرة الأحوال الشخصية للتدقيق في حجج حصر الإرث، وضمان عدم استبعاد أي شخص من الورثة، بالإضافة إلى وضع تعليمات لكتاب العدل بتعريف الذين يقومون بتوكيل الغير بممتلكاتهم بالأبعاد القانونية للوكالة، وما يرتبط بموضوع الوكالة، ونشر الوعي بين النساء بتعريفهن بحقوقهن في الميراث، والطرق القانونية للحصول عليه، وأهمية التوعية الدينية في هذا الخصوص.
كما أوصى الدكتور حمد الرزين بتفعيل الربط الشبكي، ومشاركة المعلومات الآتية بين وزارات الداخلية والعدل والصحة لمعرفة الورثة، وإيجاد منصة إلكترونية لقسمة التركات. وتتولى جهة مختصة القسمة بمقابل رمزي، كما أوصى بنشر الأحكام القضائية التي صدرت عن المحاكم في قضايا مماثلة، وتفعيل أحكام لائحة قسمة التركات، وخصوصًا ما يتعلق بعقوبات المصفي (م26-27) وحالات عزله، وكذا ما يتعلق بعقوبات من استولى بطريق غير مشروع على شيء من المال المشترك (م37).
وأوصى الدكتور عبداللطيف الفوزان بوضع نظام (تنظيم) يبنى من مواد تنظيمية حقوقية لضبط إجراءات توزيع التركات، وتكون منضبطة بالتشريع الإسلامي، لضمان استقرار التركات في ملك الورثة جميعًا والمرأة خاصةً.
بينما أوصى الدكتور أحمد الصقيه بضرورة إدماج بعض حقوق الإنسان في برامج مؤسسات المجتمع المدني التنموية، وتنمية وتشجيع البعد الاجتهادي للتشريعات والقوانين.