صباح اليوم، رحل عن عالمنا الفنان المصري عهدي صادق عن عُمر ناهز 71 عامًا، وهذا بعدما عانى من مشكلات صحية في الآونة الأخيرة، أفضت إلى نقله للعناية المركزة داخل مركز القاهرة لأمراض الكلى.
وقررت أسرة الفنان الراحل عهدي صادق تشييع جنازته عصر اليوم في الكنيسة الإنجيلية بالقاهرة الجديدة، ليواري الثرى وهو تاركًا إرثًا فنيًا امتلأ بعدد من الأدوار الهامة والمؤثرة، على رأسها شخصيتي «الخُمس» في أجزاء مسلسل «ليالي الحلمية»، و«طلبة» في مسلسل «أرابيسك».
وُلد الفنان الراحل في 16 نوفمبر 1950، ونشأ منذ صغره على حب الفن، حتى سعى إلى إشباع هذا الشغف بالتحاقه بالمعهد العالي للفنون المسرحية، والذي تخرج فيه في سبعينيات القرن الماضي، وهي الفترة التي بدأت فيها رحلة البحث عن فرصة حقيقة، يتعرف من خلالها الجمهور عليه.
وبالفعل، افتتح «عهدي» مسيرته كفنان بأدوار صغيرة، فشارك في مسلسلات «بعد الغروب»، و«قطار منتصف الليل»، و«الغربة»، و«لعبة التفكير»، بجانب أفلام «مدينة الصمت»، و«الكلمة الأخيرة»، و«المتوحشة»، كذلك كان من بين طاقم العمل الخاص بمسرحية «راسب مع مرتبة الشرف»، وغيرها من الأعمال الفنية.
وبالدخول إلى فترة الثمانينيات، بدأ نجمه يزداد سطوعًا، فشارك في عدد من الأفلام الهامة، منها على سبيل المثال لا الحصر «الكيف»، و«رمضان فوق البركان»، و«مطلوب حيًا أو ميتًا»، إضافةً إلى مشاركته في مسرحية «كعبلون»، والتي كانت من بطولة صديق عمره الراحل سعيد صالح.
وخلال نفس الفترة، كانت المشاركات الدرامية لـ «عهدي» فاعلة إلى أبعد الحدود، فبدأ في تجسيد شخصية «الخُمس» في الجزء الأول من مسلسل «ليالي الحلمية»، وهو ما استمر فيه حتى الجزء الخامس من العمل، كما اشترك في مسلسلات «الشهد والدموع»، و«رأفت الهجان»، و«الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين».
هذا الصعود استمر في تسعينيات القرن الماضي، خاصةً على المستوى الدرامي، فشارك في مسلسلات «أرابيسك»، و«بوابة الحلواني»، و«زيزينيا»، و«حلم الجنوبي»، و«أم كلثوم»، و«الرجل الآخر»، وغيرها من الأعمال الفنية.
استمر عطاء «عهدي» الفني خلال السنوات التالية بنفس النسق، فحضوره ظل قائمًا إلى أن توقف بحلول عام 2017، لعدم تلقيه أي سيناريو يناسبه على حد قوله، إلى أن غير اعتقاده حينما اطلع على ورق مسلسل «الفتوة»، الذي كان من بطولة الفنان ياسر جلال.
وبعد هذا العمل، شارك الفنان الراحل في مسلسلي «نقل عام»، و«السر» الذي لم يُعرض على الشاشات حتى الآن.
ورغم المسيرة الطويلة التي قضاها عهدي داخل الوسط الفني، إلا أنه لم يحظ بدور البطولة، وهو ما لم يشلغه حسب ما كشف عنه خلال حوار، أجرته معه صحيفة «الوفد» المصرية، فقال حينما سُئل عن ابتعاده عن الساحة: «كانت تعرض عليّ أدوار صغيرة، والمقصود هنا ليس فى مساحة الدور، ولكن فى أهمية الدور كانت أقل من المقبول».
خلال مسيرته، اهتم «عهدي» بالأطفال، وهو ما يتضح خلال مشاركته بالأدء الصوتي في عدد من أشهر الأعمال الخاصة بهذه الفئة، منها «كوكي كاك»، و«كونشرتو في درب سعادة»، و«شيكورونة»، و«المغامرون الخمسة».
ورغم ذيوع صيته، حرص «عهدي» على الإنزواء عن وسائل الإعلام، ولم يظهر إلا في مرات معدودة، كان أشهرها مداخلة هاتفية عبر فضائية «الحياة» المصرية، تناول خلالها تفاصيل علاقته القوية بالفنان الراحل سعيد صالح، وهذا خلال إحياء ذكرى وفاة الأخير.
وقال الفنان الراحل إلى أن قوة العلاقة التي جمعته بسعيد صالح، جعل الأمر يختلط على المقربين منهم، إلى حد بات من حولهم يُنادونهما بـ «سعيد صادق» و«عهدي صالح».
خلال الأيام القليلة الماضية، فوجئ المهتمون بالشأن الفني من تداول نبأ نقل عهدي صادق إلى معهد الكلى بالقاهرة بعد تدهور حالته الصحية، وهو خبر أكده زميله الفنان صبري عبدالمنعم الذي كتب عبر «فيس بوك»: «صديق العمر عهدي صادق بالعناية المركزة بمركز القاهرة لأمراض الكلي في حالة غير جيدة، ادعوا له بالشفاء».
ما سبق، أكدت عليه الفنانة نهال عنبر المسؤولة عن الملف الصحي بنقابة المهن التمثيلية في مصر، وقالت في تصريحات لوسائل الإعلام هناك، أن حالة «عهدي» حرجة، وفي «حاجة ماسة للدعاء».