بدأ المسلمون اليوم التاسع من محرم صيام يوم تاسوعاء سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قبل اليوم العاشر من محرم وهو يوم عاشوراء، والذي يعد من الأيام المستحب صيامها كما ورد في السنة النبوية.
ويوافق غدًا اليوم العاشر من محرم، وهو يوم عاشوراء والذي نجى الله سبحانه وتعالى نبيه موسى من بطش فرعون وقومه، وصيام يوم عاشوراء سنة فعلية وقولية وردت عن النبي صلى الله عليه وآله سلم، ويترتب على فعل هذه السُّنَّة تكفير ذنوب سنة قبله كما مر من الأحاديث.
ومن فضائل صيام يوم العاشر من محرم، صيام يوم عاشوراء أنه يكفر السنة الماضية: ففي صحيح مسلم أن رجلا سأل رسول الله عن صيام يوم عاشوراء فقال: (أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)، (أخرجه مسلم (١١٦)].
وقد تحرى نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم صيام هذا اليوم: روى ابن عباس قال: ما رأيت النبي يتحرى صوم يوم فضّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء) (أخرجه البخاري (٢٠٠٦)] .
وصيام يوم تاسوعاء قبله سُنة أيضًا قبل صيام يوم عاشوراء؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لَمَّا صام يوم عاشوراء قيل له: إن اليهود والنصارى تعظمه، فقال: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ»، قَالَ ابن عباس: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ. أخرجه مسلم في "صحيحه".
ويجوز صوم يوم عاشوراء منفردًا، ولا حرج في ذلك شرعًا؛ لأنه لم يرد نهي عن صومه منفردًا، بل ورد ثبوت الثواب لمن صامه ولو منفردًا.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. أخرجه البخاري في "صحيحه".
