لا تبدو الأمور على هيئتها الظاهرة، فهناك ما يتوارى خلف الأفعال والتصرفات وحتى الكلام؛ وفي مجال الرؤى التي نظنّها مكتملة الأبعاد ثمة ما يخفى، فيحدث الارتطام الذي يكلّف المأساة والندم!
يستمد برنامج "النقطة العمياء" فلسفته من عمق هذه الفكرة، ولذا ظل يستحوذ على انتباه المشاهد على قناة السعودية ومنصة شاهد، ويتم تداول محاوره المُنتقاة بفطنةٍ وبراعة، مسهمًا في رفع الوعي بما يكفي لتجنّب حسرة الندم.
وفي حلقةٍ جديدة، ناقش البرنامج عبر مقدمه "صلاح الغيدان" محور "الفتاوى الطبية" وما يعج به من نقاطٍ عمياء فادحة، مستضيفًا عالم أبحاث المسرطنات د. فهد الخضيري، ليُصدم المشاهد مجددًا بمآسي وقصص دفع أصحابها صحتهم ثمنًا لما كانوا يظنونه العلاج!
"جريمة العسل"
وروى الدكتور الخضيري قصة عسلٍ يستمد التسويق من أثره العلاجي الواضح، وبعد التحليل المخبريّ لهذا العسل وُجد أن فيه من العقاقير الطبية وطحين الأدوية ما الله بهِ عليم، كالعسل الذي يزعم بائعه بأن يدواي مرضى السكر، لتظهر الكارثة وهي مسحوق أدوية السكري الطبية في داخل هذا العسل المزعوم!
" ٢٧ مكوّنًا"
وذكر مقدم البرنامج الغيدان قصة مؤثر لديه أكثر من 1.5 مليون متابع، زعم عبر حسابه أنه كان مريضًا، وتماثل للشفاء بخلطة أعدتها والدته التي استخدمت 27 مكونًا.
ووصف د. الخضيري هذا الفعل بالجريمة، وأن الدواء الطبيّ المصرح قد يتنافى مع دواءٍ آخر، فكيف لكل هذه المكونات أن تُساق في خلطةٍ واحدة دون تعارض!