يبدأ اليوم الخميس، الموافق الثامن من ذي الحجة يوم التروية، وسط مناسك مقدسة ومشاعر روحانية للحجاج، قبل توجههم لجبل عرفات في يوم عرفة الموافق التاسع من ذي الحجة، في بداية مناسك موسم الحج.
يتوجه حجاج بيت الله الحرام خلال ساعات إلى صعيد منى لقضاء يوم التروية اقتداءً بسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - محرمين على اختلاف نسكهم - متمتعين وقارنين ومفردين. حيث يستقر مليون حاج، اليوم الخميس، في «منى» وسط استعدادات مكثفة ومستمرة لكل الجهات الحكومية والخدمية في تنفيذ خطة تصعيد ضيوف الرحمن إلى المشعر، وقضاء يوم التروية إتباعًا لسنة المصطفى، صلى الله عليه وسلم، وسط أجواء روحانية وسكينة، في حين تهيأ مشعر منى بكل الخدمات والتجهيزات، استعدادًا لضيوف الرحمن الذين يصلون في الساعات الليلة.
ويُعد مشعر منى أول محطات مناسك الحج في المشاعر المقدسة، ويقضي الحجاج في هذا المشعر يوم التروية وليالي التاسع والحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة لمن يتعجل، وليلة الثالث عشر لمن يتأخر.
يعد اليوم الثامن من ذي الحجة هو يوم التروية؛ حيث يستعد حجاج بيت الله الحرام إلى الوقوف بعرفات لأداء ركن الحج الأعظم، وتبدأ أعمال الحج من يوم التروية فيذهب الحاجّ المُفْرِد والقارن إلى منى ضحى، وكذلك المُتَمَتِّع لكن بعد أن يُحْرِم؛ لأنَّه قد تحلَّل من إحرامه بعد أداء العمرة.
تعود تسمية يوم التروية بهذا الاسم لكون الحجاج كانوا يتزودون بالماء قبل هذا اليوم؛ لأن الحجاج كانوا يتزودون بالماء قبل يوم التروية؛ لأن تلك الأماكن لم تكن بها ماء فكانوا يتروون من الماء إليها.
تشمل أعمال يوم التروية بالنسبة للحاج المقرن والمفرد فهما يبقيان على إحرامهما من الميقات، أما الحاج المتمتع فيحرم بالحج، ثم يتوجه الحاج بعد ذلك إلى مشعر منى لقضاء هذا اليوم والمبيت.
والمبيت في منى ضمن أعمال يوم التروية سنة وليس واجبا، فالحاج إذا تقدم إلى عرفة ولم يبت في منى في ليلة التاسع فلا حرج عليه، وخلال فترة المبيت والإقامة في منى التي تبعد حوالي 7 كم شمال شرق مكة على الطريق الرابط بين مكة ومزدلفة، يستحب للحاج الإكثار من الدعاء والتلبية أثناء تلك الفترة.
ومن بين أعمال يوم التروية أن ينطلق فيه الحجاج إلى منًى، ويحرم المتمتع بالحج، أما المفرد والقارن فهما على إحرامهما، ويبيتون بمنًى اتباعًا للسنة، ويصلون فيها خمس صلواتٍ: الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، وهذا الفجر هو فجر يوم عرفة.
