لطالما ارتبط فنجان القهوة لدى الصباح مع إدمان السجائر لدى المدخنين، واستطاع مجموعة من الباحثون الأمريكيون من جامعة فلوريدا، معرفة السر في هذا الارتباط وتوصلوا إلى وجود مركبين في القهوة يؤثران بشكل مباشر على مستقبلات النيكوتين في الدماغ.
وقال مؤلف الدراسة روجر بابكي، أستاذ علم العقاقير في كلية الطب بجامعة فلوريدا: "تساءلت كثيرًا عن سبب تلازم العادتين، كثير من المدخنين يبحثون عن القهوة في الصباح، أردنا أن نعرف ما إذا كانت هناك أشياء في القهوة تؤثر على مستقبلات النيكوتين في الدماغ".
ووفقًا لوكالة "يو بي آي" للأنباء فقد طبّق الباحثون محلول قهوة محمص داكن على الخلايا التي تنبعث منها مستقبلات النيكوتين لدى فئران.
وخلص الباحثون إلى أن مركبًا عضويًّا في القهوة قد يساعد في استعادة الخلل الوظيفي للمستقبلات الذي يؤدي إلى الرغبة الشديدة في النيكوتين لدى المدخنين.
ونشرت جامعة فلوريدا نتائج بحثها في دورية "نيورو فارماكولوجي"، علمًا بأن الباحثين أكدوا ضرورة إجراء المزيد من البحوث على نطاق واسع، وتطبيقها على البشر.
وفي وقت سابق، وجد باحثون من جامعة بريستول أن التدخين يزيد في الواقع من الرغبة في تناول الكافيين، وحللت مجموعة الباحثين بإشراف "ماركوس مونافو" بيانات عن الملفات الشخصية الوراثية وأسلوب الحياة والتغذية لـ250 ألف شخص في بريطانيا والنرويج والدنمارك.
ووجد خلال البحث أن الذين يمتلكون CHRNA5، كانوا أكثر استهلاكًا للكافيين من غيرهم (بمعدل 0,15 كوب في اليوم الواحد)، كما أنهم غالبًا يدخنون بمعدل سيجارة إضافية يوميًّا أكثر من غيرهم من المدخنين الذين ليس لديهم هذا البديل الجيني.
ونوه العلماء إلى أن هذا الجين الخاص قد يؤثر على طريقة هضم الكافيين في الجسم، إذ يتم هضم وتحليل الكافيين بسرعة تجعل الجسم لا يشعر بتأثيره كما يجب، ما يجعل المدخن يرغب بالمزيد من القهوة لأن جرعته لم تمده بالطاقة الكافية.
