بدأ ضيوف الرحمن مع الساعات الأولى بعد شروق شمس اليوم، يوم عرفة، التوجه إلى صعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم، بعد قضاء يوم التروية والمبيت في منى ليلة أمس، وتتعدد أعمال الحجاج في يوم عرفة.
ومن أعمال الحجاج في يوم عرفة، تبدأ منذ طلوع الشمس من اليوم التاسع من ذي الحجة حيث يتوجه الحجاج من منى إلى عرفة فنزل بنمرة إلى الزوال إن تيسر له. وإلا فلا حرج عليه؛ لأن النزول بنمرة سنة لا واجب.
وبعد زوال الشمس صلى الظهر والعصر ركعتين ركعتين، يجمع بينهما جمع تقديم كما فعل رسول الله، وإذا تيسر له أن يقف في موقف النبي عند الصخرات فهو أفضل، وإلا وقف فيما تيسر له من عرفة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: وقفت ههنا وعرفة كلها موقف».
وينتظر الحاج في عرفة إلى غروب الشمس، ويُسْتَحَبُّ له أن يكثر من الذكر والدعاء مُسْتَقْبِلًا القبلة.
ويمتد الوقوف بعرفة إلى طلوع الفجر من يوم العاشر؛ والمعتاد أن ينفر الحجيج من عرفات بعد غروب شمس عرفة للتوجه إلى مزدلفة، حيث يصلي بها الحجاج المغرب والعشاء والفجر، ثم يمكثون فيها للدعاء والذكر إلى قرب طلوع الشمس من يوم العاشر وهو يوم النحر، استعدادا للتوجه إلى رمي الجمرات.
وعن أبي قتادة - رضي الله عنه - ، أن النبي - صلى الله عليه وسلّم - قال: (صِيام يوم عرفة أحتسب على اللهِ أنْ يُكفِّرَ السِّنةَ التي قبله، والسنة التي بعدها رواه مسلم.
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء)
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - . أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلّم - قال: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير).
وفي اليوم العاشر من ذي الحجة، تتعدد أعمال مناسك الحج، ففيه رمي جمرة العقبة، وذبح الهدي، وحلق الرأس، وطواف الإفاضة، حيث ترمى جمرة العقبة الكبرى وهي أقرب الجمرات إلى مكة، فترمي فيها بسبع حصيات متعاقبات؛ وبعدها يذبح الحاجّ هديه، وهو واجب على القارن والمتمتع.
ثم بعد ذلك يحلق الشعر وتقصيره إلا أن والحلق أفضل من التقصير؛ لأنَّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم دعا للمحلّقين ثلاث مرات وللمقصرين مرة، والمرأة تقص من شعرها قدر أنملة الإصبع.
وبعدها يؤدي الحجاج طواف الإفاضة، ويُسَمَّى أيضًا طواف الزيارة، أو طواف الركن، ثم يسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط، يبدأ فيها من الصفا وينتهي عند المروة، ثم يرمي الحجاج الجمرات الباقية، وتنتهي المناسك بأداء طواف الوداع.
