اعتاد زوار المنطقة التاريخية بسوق البلد في محافظة الطائف كل عام قبيل وأثناء حلول شهر رمضان المبارك ارتياد المنطقة المركزية للتسوق وشراء احتياجاتهم الرمضانية من مأكولات شعبية وملبوسات وحُلي.
ويستمتع الزوار في ليالي الشهر الفضيل بزيارة المحال التراثية وساحات وميادين وسط البلد وخاناتها التي تحتفظ بمخزون هائل من الموروث الثقافي والاجتماعي، وانتشار بسطات الكبدة والبليلة التي أضفت متعة للمتسوقين بين ردهات وأزقّة السوق.
ويقبل الزوار للاستمتاع بتلك الأجواء والنفحات الرمضانية التي توشحتها الحارات القديمة، كحارة" فوق، وأسفل، والسليمانية" يطوّقها بعض من معالم السور القديم من ثلاث بوابات "باب الريع، والعباس، والحزم" كما ذكرت الروايات التاريخية أن السور يحيط به 10 مساجد تاريخية ومنها مسجد العباس، ومسجد الهادي، ومسجد الهنود.
وقد شيدت تلك المساجد لتكون منهلاً ومنارة للعلوم القرآنية والشرعية واللغة العربية في ذلك الوقت، إضافة إلى مكتبة عبدالله بن العباس التاريخية التي تزخر بالعديد من المخطوطات والكتب والمعاجم وكتب اللغة العربية والفقه والفرائض ومؤلفات لبعض المؤرخين، إلى جانب العديد من المكتبات التاريخية الأخرى كمكتبة المعرفة ومكتبة الزايدي ومكتبة الكمال.
ويتميز السوق بتعدد منتجاته من السمن البري والعسل والأجبان والتمور والحبوب والعطارة ودهن العود، والورد الطائفي والأواني والأدوات المنزلية والملبوسات الرجالية والنسائية، والمخابز والأفران الشعبية، ومنتجات ومشتقات الحرير ومحال الحلوى والبسكويت ومحال الزينة.
ويرى المتسوقون أن لسوق البلد نكهة خاصة ليلة بعد أخرى، من خلال ازدياد المتسوقين والمستهلكين في ليالي الشهر الفضيل سواءً من أبناء البلد أو أبناء الجاليات، الذين يرون أن للمنطقة المركزية أو التاريخية عبقاً وحنيناً للماضي وشذى ذكراه تفوح في أرجاء المكان، وأصالة للمنازل والبيوت المنتشرة في برحة القزاز والدكاكين والأسواق الشعبية المنتشرة مثل خان الملطاني وخان بن رزيق وبيت آل عرب وسوق الخميس وبرحة مسجد الهادي وسوق الهجلة والكركون "مخفر الشرطة" ودكاكين ابن معمر وبيت أبي ناصف وغيرها من البيوت والحارات المنتشرة في أرجاء المحافظة.