بعد إعلان ولي العهد ضمها للمشاريع الكبرى.. «الدرعية» مركز للتراث والثقافة السعودية

الدرعية
الدرعية

جاء إعلان ولي العهد، اليوم الإثنين، عن ضم مشروع الدرعية إلى المشاريع الكبرى المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة؛ ليؤكد أهمية الدرعية كمركز للتراث والثقافة في المملكة، ومهد الدولة السعودية الأولى؛ لتشكل الدرعية قيمة تاريخية وثقافية وسياسية في تاريخ الدولة السعودية الممتد منذ 300 عام.

ويعد مشروع الدرعية هو خامس المشاريع الكبرى لصندوق الاستثمارات العامة، والمشاريع الأربعة السابقة هي: القدية، ونيوم، والبحر الأحمر، وروشن

وتقع الدرعية على أطراف الرياض وضفاف وادي حنيفة، وتتميز بطرازها المعماريّ الأثريّ وجدرانها الطينية المقوسة، وكانت من أهم مراكز الثقافة والتجارة في المملكة، وهي حاضنة الدولة السعودية الأولى وملتقى قوافل الحجاج والتجار، ودخلت الدرعية (حي طريف) قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 2010م، وهي ثاني موقع سعودي يدخل القائمة بعد العلا.

ـ حي طريف:

ومن أبرز معالم الدرعية السياحية، حي طريف والذي يضم أهم قلاعها ومبانيها بالإضافة إلى كونه منطقة حكم الدولة السعودية الأولى عندما أعلنتها عام 1727م عاصمةً للبلاد؛ لتضع حجر الأساس لبزوغ فجر المملكة.

ويضم حي طريف العديد من القصور والمعالم مثل: قصر سلوى، وقصر الضيافة التقليدي، وحمام طريف.

ـ حي البجيري:

ومن معالمها أيضًا حي البجيري وهو إحدى أهم الوجهات السياحية المفتوحة في المنطقة، وهو الحي الذي احتوى منزل الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ويمتاز الحي بأزقته الملتوية وبيوته الطينية المنخفضة.

وفي حي البجيري تم وضع اللبنة الأولى لمتحف الدرعية، وهو قصرٌ سابقٌ يستعرض شواهد التراث السعودي وكنوزه الأثرية.

ويمتاز بناء حي البجيري العمراني بتصاميمه التراثية الغنية بالألوان وجدرانه الطينية وأبوابه الخشبية الثقيلة، بالإضافة إلى احتواء شوارعه على بعض محال الحرف التقليدية مثل النسج والخطّ.

كما تنتشر بحي البجيري العديد من المقاهي والمطاعم لتقديم المأكولات المحلية العريقة، إلى جانب متاجر الهدايا التي تقدم خياراتٍ متنوعةٍ وبديعة.

ـ حديقة الدرعية:

تعد حديقة الدرعية من أشهر آثار الدرعية، وهي حلقة وصل بين كل من حي طريف وحي البجيري، وتتميز بأشجارها التي تجعلها مناسبة للتمشية والاستمتاع بالمناظر والأبنية.

ـ قصر الدرعية:

يوجد قصر الدرعية في حي طريف، ويتميز بمعماره التقليدي؛ حيث تغطي جدرانه الخارجية أشكال هندسية يوجد بها من الأعلى فتحات مثلثة الشكل، بهدف التهوية والإضاءة، وتوجد في أعلى القصر غرف مسقوفة، كانت تستخدم في فصل الصيف.

ومن المعالم البارزة في الدرعية، قصر سعد بن سعود الذي تم ترميمه مؤخرًا، وبُني القصر على الطراز النجدي التقليدي، وكذلك سور برج فيصل، أحد أبرز المعالم التاريخية بالدرعية.

ـ الدرعية عاصمة للثقافة العربية 2030:

اختارت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، في ديسمبر 2021م، الدرعية، عاصمة للثقافة العربية للعام 2030م، نظرا لرمزيتها الخالدة على صعيد الثقافة المحلية والإقليمية. لتصبح الدرعية ثاني مدينة سعودية يتم اختيارها عاصمة عربية للثقافة.

وسيتم تنظيم العديد من الفعاليات التي تشمل كل عناصر الثقافة، وورش العمل الفنية والعروض الخاصّة بالمسرح والسينما، والمهرجانات والمسابقات والأسابيع الثقافية، وتبادل الوفود والفرق الفنية وأنشطة أخرى.

ـ مركز للتجار والحجاج:

تبوأت الدرعية مكانة تجارية مهمة في شبه الجزيرة العربية، نظرا لموقعها الجغرافي المميز، حيث تقع في القلب تقريبا، لتقوم كحلقة وصل بين الجهات الأربع، لذا كانت طرق التجارة والحج من الجنوب والشرق تمر عبر الدرعية.

ووفقًا لماذ ذكره المؤرخون، فإن وادي حنيفة الذى تقع الدرعية به، كان مليئا بالتجار والقوافل من كل مكان، خاصة من الخليج العربي والشام والعراق.

ـ بوابة الدرعية:

في نوفمبر عام 2019م دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مشروع بوابة الدرعية، وهو مشروع سياحي ثقافي حيوي ضخم، يقام على مساحة (1.500.000 م2) ليضم أكبر متحف إسلامي في العالم يشمل مكتبة الملك سلمان بالإضافة إلى أسواق ومجمعات تجارية ومطاعم ومواقع احتفالات.

يسهم مشروع بوابة الدرعية في تحقيق رؤية السعودية 2030 حيث من المخطط أن يجذب 27 مليون زائر محلي ودولي بحلول عام 2030 وهو ما يعد دعمًا للاستراتيجية الوطنية للسياحة التي تهدف إلى استضافة 100 مليون سائح من أنحاء العالم في المملكة بحلول عام 2030 م.

ويسعى مشروع بوابة الدرعية إلى إنشاء عدد من المتاحف المتميزة، والفنادق العالمية ذات الطراز التاريخي؛ ليعيش الزائر تجربةً فريدةً من خلال عراقة المدن القديمة، وفقًا لأفضل المعايير العالمية العصرية المتميزة، بالإضافة إلى أسواق تجارية على الطراز القديم، حيث تنتشر الأسواق المفتوحة على ضفتي وادي حنيفة، ليعيد تجسيد أدواره الموسمية العريقة.

كما يتضمن المشروع سوق اليمامة الذي ينشط بتجارة منتجات عضوية طبيعية طازجة، باسمه المستوحى من منطقة اليمامة التي كانت تعرف بـ«الخضراء» لخصوبة أراضيها ووفرة مياهها، وكذلك العديد من المراكز التعليمية، والأكاديميات الثقافية والتراثية المتميزة، ومؤسسات التعليم المهني، والتي سيتم من خلالها عقد برامج وورش عمل لتعليم الزائرين والسائحين جملة من المهن التاريخية والتراثية العريقة التي تعتز بها البلاد.ويقع في قلب المشروع، قصر طريف التاريخي.

ـ الدرعية .. وجهة استثنائية:

وتحتل الدرعية مكانة خاصة في الثقافة السعودية؛ حيث تعد أحياؤها التراثية، وعمارتها الأثرية، ومتاحفها، مركزًا عربيًا حضاريًا يجمع عراقة التاريخ والتقدم التقني، فضلًا عن كونها وجهةً سياحيةً، ومركزًا لإقامة المناسبات الثقافية والرياضية.

كما تعد الدرعية وجهة استثنائية في الاستدامة، من حيث مبادراتها الرئيسية في الحفاظ على موارد المياه، وكفاءة الطاقة، والصحة، والثقافة والهوية السعودية، والتراث السعودي، بحيث تصبح صالحة للمشاة بنسبة 100٪، مما يوفر فرصة لتعزيز التواصل الإنساني والاجتماعي.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa