في وكالته بمحافظة الخبر بالمنطقة الشرقية يسابق «نواف الجامع» الزمن لترتيب أكبر عدد ممكن من الرحلات السياحية الداخلية سواء لاستقبال أو إرسال وفود سياحية حول مختلف مناطق المملكة.
ومع قرار إنهاء الإجراءات الاحترازية التي أعلنتها وزارتي الصحة والداخلية يوم السبت الماضي والسماح للمطاعم والمقاهي باستقبال الزوار بات من الممكن لـ «الجامع» إطلاق عروضه التي كانت تغطي استقبال الزوار من مختلف مناطق المملكة لزيارة معالم الأحساء، وأيضًا إرسال مجموعات سياحية من المنطقة الشرقية إلى العلا التي يرى أنها تمثل مستقبل السياحة بالمملكة.
وبينما يعمل «نواف الجامع» المستثمر في قطاع السياحة في وكالته «تيتانيوم» يستغل دقائق بين مكالمة وأخرى ليقول، «كنا نعمل بداية على تنظيم رحلات دولية وحجوزات تبدأ من الخامس من شوال، وكانت هي محور تركيزنا سعيا لتحقيق ما نستهدفه من مبيعات سنوية» ويتابع «الآن جاءت الأخبار السارة بوقف الإجراءات الاحترازية داخل المملكة وبدأنا أيضا بتنظيم رحلات سياحية داخلية».
ويتوقع «الجامع» الذي تخرج في جامعة الملك فيصل في تخصص إدارة الأعمال، ودفعه حبه للسفر لافتتاح وكالته الخاصة، أن تنجح وكالات السفر بالخروج بأقل الخسائر من جائحة كرورنا، ويوضح نواف الذي ولد عام 1980 ويبلغ من العمر 41 عاما الآن «ولدت في مدينة الظهران، وزرت 44 دولة، أي أكثر من سنوات عمري، وهناك الآلاف من السعوديين مثلي ممن يعشقون السفر بشكل كبير، ونتوقع إقبالا هائلا منهم مع نهاية شهر رمضان».
ورغم ضيق خيارات السفر الدولي التي تنحصر في الجهات الآمنة وهي دول الخليج وبعض الجزر لا يرى «الجامع» أن هذا سيكون عائقا أمام تنظيم العديد من الرحلات، ويؤكد «هناك توق للسفر، والعملاء بدئوا منذ الآن يتساءلون عن الوجهات المتوافرة وكيفية حجز رحلات سياحية إليها».
ويرى «الجامع» أن السفر أصبح ثقافة لدى المجتمع السعودي، ويقول «حب السفر، واهتمام من حولي به، دفعني للعمل في وكالة سفر وسياحة، ثم أصبحت مشرفا فمدير فرع ثم مديرا إقليميا في السعودية قبل أن أفتتح وكالتي الخاصة وأصبح مستثمرا في قطاع السياحة»، ويتابع «الاقبال الكبير من السعوديين على السفر هو كلمة السر في نجاحي، إضافة إلى اهتمامي الشخصي بالسفر والاستكشاف، وتجربتي هي أمر يستطيع أي شاب سعودي القيام به في ظل الدعم الكبير من الدولة للأعمال المتوسطة والصغيرة».
ويشير «نواف الجامع» إلى عدة مبادرات من الجهات الحكومية وقفت مع القطاع السياحي وحمته من الخسائر في ظل جائحة كورنا منها الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة «منشآت»، ومنصة «جدير»، ومنصة «استرداد» التي أعادت 80 % من بعض التكاليف الحكومية، وكذلك منصة «ساند» التي دعمت رواتب الموظفين السعوديين، مؤكدا «هذه المبادرات ساعدتنا كثيرا على تجاوز تداعيات أزمة كورونا وهي دليل واضح على اهتمام الدولة بدعم المنشآت الصغيرة، التي تمثل أحد أهم ركائز الاقتصاد المحلي».
ويؤكد الجامع أن حجز الرحلات الدولية الآن لم يعد يمثل مخاطرة بالنسبة للكثير من العملاء؛ حيث أصبحت معظم الوكالات تنهي جميع إجراءات الحجز وترتيب الرحلات، ولا تطالب بالدفع إلا قبل موعد الرحلة بفترة قصيرة وذلك للتأكد من أن الرحلات لن تتوقف بسبب أي عارض طارئ، ويختم حديثه قائلا «قريبا ستنطلق الطائرات من المملكة نحو وجهاتها الدولية، منهية فترة إغلاق طويلة، وغالبا سأكون على متن أحدها، مع عشرات من عشاق السفر السعوديين الذين يحملون توقا لاستكشاف مختلف دول العالم».