بدأت وزارة الثقافة إجراءات تسلّمها قرية المفتاحة الأثرية، تنفيذًا لأمرٍ سامٍ، يقضي بانتقال مسؤولية الإشراف على القرية وتشغيلها وصيانتها إلى الوزارة، وفق إطار عمل مشترك يجمعها بالجهات الرسمية ذات العلاقة، مثل إمارة منطقة عسير، و«هيئة تطوير منطقة عسير»، و«صندوق الاستثمارات العامة».
وقال المتحدث الرسمي لوزارة الثقافة، عبدالكريم الحميد، إن الوزارة ستعمل على تطوير القرية وإحيائها بالفعاليات والأنشطة المستمرة، التي تُرضي أهالي المنطقة وتحقق تطلعاتهم، بالتعاون مع جميع المعنيين بالقطاع الثقافي في المنطقة، مشيرًا إلى أن الوزارة ستعمل بطريقة تكاملية مع إمارة المنطقة؛ لضمان المحافظة على مكانة قرية المفتاحة؛ باعتبارها قيمة ثقافية وطنية مهمة لا بد من المحافظة عليها وتنميتها.
وأوضح الحميد، أن إطار العمل المشترك مع إمارة منطقة عسير، تضمّن الاطلاع الميداني على القرية، ودراسة أوضاعها من حيث المساحات والبنية التحتية، بالإضافة إلى معرفة الصعوبات والمعوقات، التي واجهتها في مراحل سابقة، لافتًا إلى أن الاجتماعات مع الجهات الرسمية في منطقة عسير، كانت مثمرة وفعّالة؛ حيث تمت خلالها مواءمة آليات العمل بشكل يضمن تحقيق الأهداف المشتركة.
وتعد قرية المفتاحة من المعالم السياحية البارزة في المملكة، ورغم عمرها الممتد لمئات السنين، إلا أن فكرة استثمارها سياحيًا بدأت عام 1990م؛ حيث تم تحويلها إلى متنفس إبداعي يضم «مركز الملك فهد الثقافي»، ومقر المفتاحة الأثري، ومحلات الحِرف، إضافة إلى مسرح المفتاحة الذي يُعد من أكبر المسارح في المملكة؛ حيث يحتوي على 3500 مقعد، ويشهد سنويًا احتفالات المنطقة.
وستعمل وزارة الثقافة مع الجهات الرسمية في المنطقة، على تطوير القرية بكل محتوياتها في سياق المشروع الشامل؛ لتطوير القطاع الثقافي السعودي، الذي تضمنته وثيقة الرؤية والتوجهات، التي أعلنت عنها الوزارة مؤخرًا، والتي احتوت على مبادرات معنية بالمواقع الثقافية وتطويرها، وتغذيتها بالفعاليات والأنشطة الثقافية المتنوعة.