شهدت منطقة القصيم حضورًا لافتًا على خارطة السياحة المحلية، واحتلت اهتمامًا كبيرًا في أجندة السياح المحليين والخليجيين خلال إجازة الصيف؛ وذلك بسب تنوع أجوائها التراثية والتاريخية والسياحية، ووجود العديد من المواقع الطبيعية الجاذبة، والحرف اليدوية والصناعات التقليدية، إضافة إلى مقومات السياحة الريفية والبيئية والطبيعية والتراثية والثقافية، وكذلك الفعاليات والمهرجانات العديدة التي تقام خلال الصيف.
وأوضحت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، في تقرير لها نشرته عبر موقعها الإلكتروني، أن منطقة القصيم تتميز بمواقعها التاريخية والأثرية العديدة التي تتوزع في كافة نواحي المنطقة، ومنها برج الشنانة بمحافظة الرس، وصخرة عنترة بن شداد بمحافظة عيون الجواء، والقصيباء، وبلدة المذنب التراثية، وبلدة عيون الجواء التراثية، وبلدة رياض الخبراء التراثية، إضافة إلى المتاحف العامة والخاصة والمواقع التراثية، مثل سوق المسوكف الشعبية بمحافظة عنيزة، ومتحف القصيم الإقليمي، ومتحف مدينة بريدة، ومتحف قصر الدبيخي التراثي ببريدة، وقلعة جدعية بالرس، فيما تمثل تجربة الصناعات الحرفية في القصيم إنجازًا مهمًّا للمنطقة.
كما تتميز القصيم في مجال السياحة الريفية والبيئية والبرية، وتعد رافدًا مهمًّا يضاف إلى نقاط الجذب التي تتمتع بها المنطقة؛ وذلك من خلال استثمار عدد من مزارع القصيم وأريافها الجميلة في بريدة وفلايح عنيزة القديمة كمنتج سياحي من خلال «النزل الريفية».
وهناك أيضًا «النزل التراثية» التي تشهد نسب إشغال عالية، خاصةً في موسم إجازة الصيف، فيما يشهد قطاع الإيواء السياحي في المنطقة نموًّا كبيرًا، مع زيادة عدد منشآت الإيواء السياحي المرخصة من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
أما مهرجانات صيف القصيم المقامة فعالياتها في مدينة بريدة وعدد من محافظات ومراكز المنطقة، فتجذب آلاف الأهالي والزوار خلال إجازة الصيف، خاصةً في فترة المساء؛ ففي بريدة تتواصل فعاليات (صيف بريدة) في منتزه الملك عبدالله وسط حضور متميز من الكبار والصغار. ويحظى المهرجان بالعديد من الفعاليات الاجتماعية والترفيهية، إضافة إلى فعاليات صيف القصيم في مركز البصر في منتزه الأمير فيصل بن مشعل. ويشهد هذا المهرجان تدفق العديد من أهالي وزوار مدينة بريدة للاستمتاع بفعالياته الجاذبة التي تقام بجوار أرياف بريدة الغربية التي تتميز بالهدوء والتنوع الزراعي، بمشاركة عدد من الأسر المنتجة والحرفيين.
كما جذبت فعاليات صيف محافظات عنيزة والرس والمذنب والبدائع، أهالي وزوار المنطقة خلال صيف هذا العام، من خلال فعاليات وأنشطة متعددة تستهدف شرائح اجتماعية متنوعة، مسجلةً حضورًا لافتًا ونشاطًا اجتماعيًّا واقتصاديًّا فاعلًا، بجانب توفير فرص العمل للعديد من المواطنين والمواطنات في هذه المحافظات في عدد من الأنشطة الموسمية التي تدر أرباحًا مجزية.
وتشهد المزارع التراثية التي تتميز بها منطقة القصيم هذه الأيام، حراكًا كبيرًا في خارطة سياحة القصيم. وتحظى هذه المزارع باهتمام السياح والزوار للمنطقة، وسط تأكيدات عدد من المستثمرين في هذا المجال أن هذا النشاط يعد من أبرز اهتمامات زوار القصيم؛ لامتزاج الحاضر بالماضي في مكوناته، ولتميز المزارع التراثية بأجوائها المعتدلة مقارنة بغيرها من الأماكن.
ويرى المستثمرون أن أنشطة المزارع التراثية تزداد في الفترة الصباحية حتى منتصف اليوم، وأنها أسهمت في إيجاد فرص عمل لعدد من النساء بتسويق إنتاجهن من الأكلات الشعبية والمنتجات الحرفية والهدايا، بجانب بيع المنتجات الزراعية المتعددة.
أما المتاحف الخاصة في مدينة بريدة ومحافظات المنطقة فتشهد نشاطًا صيفيًّا متزايدًا؛ حيث تتنوع هذه المتاحف بين متاحف للتراث والأدوات القديمة وبين متاحف خاصة بالسيارات القديمة وبين متاحف تحكي مرحلة زمنية معينة، فيما أسهم تنافس ملاك تلك المتاحف في تنوع محتوياتها ومعروضاتها التي جذبت العديد من الزوار وسجلت حضورًا متميزًا صيف هذا العام.