تخطط الجهات المعنية في المملكة لأن تصيح الدرعية بما تحتويه من تراث معماري ومتاحف مفتوحة ومتنزهات وأماكن للمهن والمنتجات التقليدية، نقطة جذب للزائرين، سواء من خارج البلاد او من الداخل، وذلك بأكثر من 25 مليون زائر بحلول عام 2030م.
ويمثل إعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، اليوم الإثنين، ضم الدرعية إلى المشاريع الكبرى لصندوق الاستثمارات العامة، خطوة كبيرة لتحقيق هذا الحلم، وتحويل الدرعية لمركز سياحي ضخم في المملكة ومنطقة الخليج.
وكانت وزارة الثقافة ذكرت في وقت سابق، أن مشروع بوابة الدرعية الذي دشنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في عام 2019م، يستهدف جذب 25 مليون زائر سنويًا، والذي يُعد أهم مخرجات ومنجزات رؤية المملكة 2030.
وأوضحت وزارة الثقافة أن مشروع بوابة الدرعية يعد وأحدًا من المشروعات الوطنية التي وُلدت من رحم الأهداف والتطلعات الطموحة للرؤية، ونمت وتطورت في إطار السعي الحثيث لتحقيق برامجها، لتُصبح بوابة الدرعية أكبر مشروع تراثي وثقافي في العالم؛ ولتصبح الدرعية التاريخية واحدة من أهم الوجهات السياحية والثقافية وأماكن التجمع الإنساني في المنطقة والعالم.
وتستهدف الاستراتيجية الوطنية للسياحة، استضافة نحو 100 مليون سائح من مختلف أنحاء العالم في المملكة، بحلول عام 2030 م. كما تهدف رؤية المملكة 2030 إلى أن تسهم السياحة بأكثر من 10% من الناتج المحلي للدولة.
وتتضافر الدرعية مع مشروعات سياحية أخرى، لجذب الملايين من الزوار على المملكة، ومنها مشروع البحر الأحمر والعلا وتطوير جزيرة سندالة بالبحر الأحمر وغيرها من المشاريع الكبرى.
ووفقًا لبيان وزارة الثقافة، فإن مشروع بوابة الدرعية يسعى لإنشاء عدد من المتاحف المتميزة، والفنادق العالمية ذات الطراز التاريخي؛ ليعيش الزائر تجربةً فريدةً من خلال عراقة المدن القديمة، وفقًا لأفضل المعايير العالمية العصرية المتميزة، بالإضافة إلى أسواق تجارية على الطراز القديم؛ حيث تنتشر الأسواق المفتوحة على ضفتي وادي حنيفة، ليعيد تجسيد أدواره الموسمية العريقة.
كما يتضمن المشروع سوق اليمامة الذي ينشط بتجارة منتجات عضوية طبيعية طازجة، باسمه المستوحى من منطقة اليمامة التي كانت تعرف قديما بالخضراء؛ لخصوبة أراضيها ووفرة مياهها.
إضافة إلى إنشاء العديد من المراكز التعليمية، والأكاديميات الثقافية والتراثية المتميزة، ومؤسسات التعليم المهني، والتي سيتم من خلالها عقد برامج وورش عمل لتعليم الزائرين والسائحين جملة من المهن التاريخية والتراثية العريقة التي تعتز بها البلاد.
وفي قلب مشروع بوابة الدرعية يأتي قصر طريف التاريخي، وحي طريف تم تصنيفه في اليونيسكو كموقع للتراث العالمي، وهو الموطن الأول للدولة السعودية.
وأكدت وزارة الثقافة أن الدرعية تشكل اليوم بصمة خاصة في الثقافة السعودية، فتُعد أحياؤها التراثية، وعمارتها الأثرية، ومتاحفها، مركزًا عربيًا حضاريًا يجمع عراقة التاريخ والتقدم التقني، فضلًا عن كونها وجهةً سياحيةً، ومركزًا لإقامة المناسبات الثقافية والرياضية.
ودشن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، في نوفمبر 2019م، مشروع بوابة الدرعية، باستثمارات تبلغ 64 مليار ريال، والذي يهدف إلى ترميم المنطقة التاريخية كمشروع تراثي ثقافي، وإعادتها إلى ماضيها العريق في القرن الثامن عشر؛ ولتصبح وجهة سياحية محلية وعالمية.
ويهدف المخطط الرئيس لبوابة الدرعية، إلى بناء مجتمع حضاري تقليدي متعدد الاستخدامات يحتفي بالتاريخ الثقافي العريق للمملكة ممتدًا على مساحة سبعة كيلومترات مربعة بحيث يوفر المخطط خمسة أماكن مميزة للتجمع والاستكشاف تشمل: ميدان الملك سلمان ويقع في الجهة الشمالية ويمثل أكبر منطقة للتجمع في بوابة الدرعية، ومدرج سمحان يقع في منتصف الطريق الممتد على طول الجرف بجوار منطقة التجزئة على الجانب الغربي لبوابة الدرعية.
وكذلك ميدان النصب التذكاري لأبطال المملكة ويقع وسط بوابة الدرعية ليربط بين شرق وغرب البوابة ويجاور منطقة أنماط الحياة الجديدة، وميدان المسجد ويقع على طول الطريق المعبّد ويمثل نقطة الوصول إلى مسجد الملك سلمان، وميدان القرية التاريخية.
كما يتضمن المخطط ستة متاحف هي: متحف منزل آل سعود الذي يضم جناحًا مخصصًا للملك سلمان ويحتضن إرث المملكة وإنجازات خادم الحرمين، ومتحف الدولة السعودية وشبه الجزيرة العربية: يستعرض تاريخ المنطقة وتطور الدولة السعودية.
ومتحف رحلة المئة قصة: سيمكِّن الزوار والمقيمين من التفاعل مع قصص تاريخ المملكة وثقافاتها عبر مختلف المواقع ومن خلال التجارب الواقعية والإلكترونية، ومركز الدرعية للفنون: يُعنى بالفنون والثقافة المعاصرة ويقع ضمن منطقة البجيري ويربط الماضي بالحاضر والثقافة بالطبيعة، ومتحف الفنون الرقمية: يحفز لخوض تجربة مبتكرة ومشابهة للواقع تعرض مختلف المعلومات عن تاريخ الدرعية بهدف جذب الأجيال الجديدة لاستكشاف تراثهم الوطني.
والمتحف السادس هو متحف مسك للتراث: هو مؤسسة تعليمية تهدف لتحفيز الجيل القادم للتفاعل بكل ما يتعلق بتاريخ وإرث المملكة عبر ترويج آخر الأبحاث والتميز بطريقة العرض.
وأعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، اليوم الإثنين، عن ضم مشروع الدرعية كخامس المشاريع الكبرى المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، ليصبح واحدًا من المشاريع الفريدة من نوعها على مستوى العالم، بما يزخر به من مقومات ومعالم ثقافية وتراثية وسياحية.
ويأتي الإعلان امتدادًا وتأكيدًا على جهود ولي العهد فيما يتعلق بجميع العناصر الرئيسية المكونة للهوية الوطنية والثقافة السعودية ومنها مشروع الدرعية، وما يشكله من قيمة تاريخية وثقافية وسياسية في تاريخ الدولة السعودية الممتد منذ 300 عام.
ويكتسب مشروع الدرعية أهمية لكونه يحتضن العديد من معالم المملكة الثقافية والتراثية، كحي طريف التاريخي الذي يعد أحد المواقع المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، إضافة إلى العديد من المقومات التراثية التي ستجعل من المشروع وجهة جاذبة وفريدة، لتقدم لزوارها تجارب مميزة تتيح لهم التعرف على تاريخ المملكة والثقافة السعودية الأصيلة، وذلك من خلال استضافة الفعاليات الثقافية والتاريخية وزيارة المتاحف والمرافق المتنوعة.