يقع "جبل سلع" على بعد 500 متر شمال غرب المسجد النبوي، ويسمى جبل ثواب، ويعدّ أقرب جبال المدينة المنورة إلى المسجد النبوي، ويمتد من الشمال إلى الجنوب، ويصل طوله من الشمال للجنوب إلى ألف متر تقريباً.
وأوضح الباحث والمؤرخ الدكتور فؤاد المغامسي، أن القبائل التي نزلت في جبل سلع جهينة وبلي، وبني أشجع في الجهة الجنوبية والجنوبية الشرقية منه، وبني سلمة وبنو عدي، وبنو عبيد، وبنو سواد ممن سكنت حوله بين وادي العقيق والخندق، ولجبل سلع مكانة تاريخية متميزة، فقد وقعت عنده عدة أحداث مهمة على سفوحه أو بالقرب منه، كغزوة الخندق التي تجمّع فيها المشركون في جهته الغربية، وكان يفصل بينه وبينهم الخندق الذي حفره المسلمون في السنة الخامسة للهجرة، اتخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - سفح جبل سلع مقراً لقيادة المسلمين، حيث ضُربت خيمة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما رابط عدد من الصحابة - رضوان الله عليهم - في مواقع مختلفة من جبل سلع.
وبيّن الدكتور المغامسي أنّ منطقة جبل سلع تعد جزءاً من حدود المنطقة المركزية بالمدينة المنورة، ويطلق على المنطقة في وقتنا الحاضر "المساجد السبعة" ويقع مسجد الفتح في غربي الجبل، وبالقرب منه كانت بداية الخندق، كما تعتبر منطقة "جبل سلع" وما حولها موقعاً تاريخياً مميزاً في المدينة المنورة يستقطب الزائرين على مدار العام.
وتحوي المنطقة "شعب بني حرام" وهي عبارة عن موضع يحيط بجوانبه الثلاثة جبل سلع، ومكانه بالجهة القبلية لمسجد الخندق على يسار المتجه إلى وسط البلد عن طريق السيح جاعلاً جبل سلع على شماله، كما يوجد به "مسجد بني حرام" وهو من المساجد التي صلّى فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وحول هذا الموضوع التقطت"واس" مشاهداً للمنطقة التاريخية في جبل سلع ومحيطه، إذ يتوسطها مسجد الخندق الذي تؤدى فيه فروض الصلوات اليومية، وصلاة الجمعة، والعيدين، ويفد إليه جموع من الزائرين والسائحين من مختلف الجنسيات، ضمن برامج زيارتهم لمعالم المدينة المنورة.