تابعت صحيفة «إندبندنت» البريطانية زيارة سلطان عمان، السلطان هيثم بن طارق، إلى المملكة العربية السعودية، في زيارته الخارجية الأولى منذ توليه السلطة، وهي زيارة تهدف إلى مناقشة حزمة من الملفات ذات الاهتمام المشترك، بينها الأوضاع في اليمن والتعاون الاقتصادي.
وقالت الصحيفة، مساء الأحد، إن اختيار السلطان هيثم للمملكة العربية السعودية لتكون وجهته الخارجية الأولى «تأكيد على احترام عمان لمكانة ونفوذ المملكة الإقليمي، ودورها الحيوي في الملفات المشتركة وخصوصًا فيما يتعلق باليمن، إذ تأتي الزيارة على خلفية مساعي دبلوماسية مكثفة لإنهاء حرب استمرت أكثر من عشر سنوات».
كما أضافت أن الزيارة، وهي الأولى من نوعها لحاكم عماني منذ سنوات طويلة، تعكس أهمية المصالح الاقتصادية المشتركة بين البلدين، في الوقت الذي تواجه فيه عمان أزمة اقتصادية صعبة، دفعتها لطلب مساعدة من صندوق النقد الدولي لإدارة ديونها المتراكمة التي بلغت 83% تقريبًا من إجمالي الناتج المحلي.
وقالت الصحيفة: «توثيق العلاقات مع المملكة العربية السعودية ضرورة حيوية بالنسبة إلى عمان، في الوقت الذي تعاني فيه الأخيرة من خلل اقتصادي، وصعوبة في تحقيق إصلاحات اقتصادية وتقليل اعتماد اقتصادها على النفط، ما دفعها إلى جيرانها من دول مجلس التعاون الخليجي بحثًا عن الدعم».
ويواجه السلطان هيثم، الذي تولى السلطة العام الماضي بعد وفاة والده السلطان قابوس، سلسلة من الاختبارات القاسية، بين عشرات المليارات من الديون المستحقة، والتصنيف الائتماني المتناقص، وارتفاع نسب البطالة بين الشباب.
وكان سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، في استقبال السلطان هيثم فور وصوله مدينة نيوم، قبل أن يلتقي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان، لعقد لقاءات ثنائية. كما من المتوقع أن تم توقيع عدد من الاتفاقات الثنائية في مجالات التجارة والثقافة والاستثمار والنقل.
وتزامنت الزيارة، حسب وكالة «بلومبرج»، مع افتتاح المعبر البري الأول الرابط بين المملكة العربية السعودية وعمان، فيما تعمل الأخيرة لتنويع طرق التجارة الإقليمية.
وعلق الباحث في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجموعة «يوروآسيا»، أيهم كامل، قائلًا: «هناك عمل كثير يُبذل خلف الكواليس لوضع الأساس وتمهيد الطريق أمام تعاون استثنائي بين المملكة العربية السعودية وعمان. يُعرف السلطان هيثم بتفضيله واحترامه لمواقف المملكة فيما يتعلق بشؤون الخليج».
إقرأ أيضًا: