تقارب «مادورو» والمعارضة الفنزويلية هل ينهي الأزمة المستمرة منذ 2019؟

بعد تراجع شعبية جوايدو..
تقارب «مادورو» والمعارضة الفنزويلية هل ينهي الأزمة المستمرة منذ 2019؟

يبدو التقارب بين الحكومة الفنزويلية والمعارضة أقرب للتفاهم من أي وقت مضى؛ حيث أصبح الرئيس نيكولاس مادورو وقادة المعارضة منفتحين على التفاوض للبحث عن مخرج من الوضع المحفوف بالمخاطر في البلاد.

وبحسب صحيفة الباييس الإسبانية، فإن النظام الفنزويلي والمعارضة لا يريدان استمرار الحالة الراهنة كما هي، وأوضحت الصحيفة أن رحيل دونالد ترامب، الذي أغرق فنزويلا بالعقوبات، يفتح نافذة جديدة من الفرص أمام النظام، المقيدة أقدامه بسبب الوضع الاقتصادي غير المستدام.

وقال مايكل بنفولد الباحث العالمي في مركز ويلسون إن شعبية جوايدو قد تراجعت، كما انخفضت قدرة المعارضة على التعبئة، مما سمح للنظام الفنزويلي باكتساب أرضية في السيطرة المحلية والإقليمية.

وأضاف بنفولد: لا يريد مادورو المجازفة السياسية، لكنه يعرف بأنه لن يكون هناك رفع للعقوبات إذا لم يكن هناك تقدم نحو عملية ديمقراطية في البلاد.

وقال الرئيس الفنزويلي الخميس الماضي، إنه مستعد للموافقة على الاجتماع مع كل المعارضة بمساعدة الاتحاد الأوروبي وحكومة النرويج ومجموعة الاتصال، وقتما يريدون وحيث يريدون.

لم تكن تلك هي المفاجأة الأولى ولا الوحيدة خلال الأسبوع الماضي؛ حيث بدأت التحركات تطرق باب الرئيس الأمريكي جو بايدن، بعدما سمح مادورو بدخول المساعدات الإنسانية من الأمم المتحدة بعد عام من المفاوضات.

ومن بين مبادرات أخرى، خففت عقوبة السجن إلى الإقامة الجبرية لمدة ثلاث سنوات، لستة رجال أعمال فنزويليين مزدوجي الجنسية.

وقال جيف رامزي، مدير وحدة فنزويلا في منظمة Wola للأبحاث والدفاع لحقوق الإنسان: السؤال المهم هو كيف سيكون رد فعل إدارة بايدن، وما إذ كانت هناك طريقة لتشجيع نظام مادورو على تقديم المزيد من التنازلات لتحقيق استعادة الديمقراطية.

وأضاف رامزي: لقد قالوا إنهم يتابعونه عن كثب ويدعمون حلًا تفاوضيًّا، لكن هناك خطرًا من أنهم إذا لم يقدموا نوعًا من الإشارة أو الحافز (رفع أي من العقوبات التي فرضها ترامب)، فقد يتخلى مادورو عن هذه المحاولة الجديدة للانفتاح المحتمل.

وفي ذات السياق، عينت الجمعية الوطنية، التي يسيطر عليها النظام، مجلسًا انتخابيًّا وطنيًّا جديدًا مكونًا من ثلاثة أعضاء مرتبطين بالنظام واثنين من المعارضة.

تراجع شعبية المعارضة

أصبحت صور جميع القادة الذين اتحدوا حول شخصية غوايدو، عندما تم تعيينه رئيسًا مؤقتًا للبلاد في يناير 2019، مدعومة بالحشود في شوارع كاراكاس وبدعم دولي واسع، جزءًا من الماضي.

ووفقًا لاستطلاع داتا اناليسيس الذي نُشر في مارس الماضي، تراجعت نسبة الفنزويليين الذين سيصوتون لصالح جوايدو في الانتخابات من 77% عام 2019 إلى 11.4%.

ويؤكد بنفولد أن الفنزويلي غير مهتم بالسياسة، إنه يحاول البقاء على قيد الحياة، لقد تغيرت اللعبة بالفعل.

وقال خوسيه جريجوريو أوتشوا، ناشط في القطاع الشعبي في كارابيتا (غرب كاراكاس): الحصول على الطعام الكافي والخروج من أزمة وباء كوفيد-19هما الشغل الشاغل للموطنين.

وأدى تسارع التضخم المفرط إلى زيادة فجوة عدم المساواة، وأصبح الكفاح اليومي من أجل إيجاد المال لإطعام الأسرة بالإضافة إلى الوباء، ولأول مرة نقص الوقود وغاز الطهي في الدولة التي بها أكبر احتياطات نفطية.

ويمكن أن تتغير استراتيجية كل شيء أو لا شيء التي حافظت عليها المعارضة والمجتمع الدولي حتى الآن ضد مادورو، جوايدو منذ البداية، يفتح مفاوضات مع النظام.

وقال فريدي جيفارا، أحد أقرب مساعدي جوايدو والذي بني الأسبوع الماضي أول جسور التقارب مع ممثلي الحزب الحاكم عند لقائه بهم: نحن مضطرون إلى البحث عن حل عاجل لأزمة الشعب، وهو اتفاق الإنقاذ الوطني؛ لأن الوضع في النهاية أسوأ على الجميع.

وأضاف جيفارا: الاتفاق هو الاقتراح الذي قدمه جوايدو هذا الأسبوع، والذي يقترح فيه ميثاقا لتحقيق انتخابات حرة، ليس فقط على المستوى الإقليمي والمحلي على النحو الذي اقترحه الحزب الحاكم، لكن أيضًا الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي تسمح ببدء مرحلة انتقالية بوساطة الحزب الحاكم.

وأوضحت المصادر التي تم التشاور معها، والتي تتوق إلى استعادة الدور السياسي الذي تم التنازل عنه منذ عام 2019، أن استراتيجية العودة إلى المسار الانتخابي، هي أيضًا رغبة من مختلف القطاعات في الداخل.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa