لا يفوت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أي فرصة دون محاولة عرقلة سياسات وخطط عمل عمدة إسطنبول ومنافسه المحتمل في الانتخابات الرئاسية في عام 2023 أكرم إمام أوغلو، بحيث يتم إظهار الأخير، وعلى غير الحقيقة، فاشلًا أو لا يستحق الشعبية التي يتمتع بها في سائر البلاد.
ومؤخرًا، تبنى إمام أوغلو مشروعًا لتوفير الخبز لسكان إسطنبول بأسعار مدعومة، بتوفيرها في أكشاك عامة تم نشرها في مختلف أرجاء المدينة، وخاصةً أحياءها الفقيرة.
ووفق صحيفة فرانكفورتر روند شاو الألمانية، فإنه يمكنك الحصول على 250 جرامًا من الخبز الأبيض مقابل ليرة واحدة، أي ما يعادل نحو 11 سنتًا. أما إذا إراد المرء طلب الحصة نفسها من المخابز الخاصة، فسيكلف الأمر ضعف ذلك السعر تقريبًا.
وبيع الخبز بسعر مخفض له تقليد طويل في إسطنبول؛ فمنذ سبعينيات القرن الماضي، كانت أكشاك الخبز تبيع «الخبز» لسكان إسطنبول بسعر مخفض.
لكن الأمر الآن أصبح أكثر تعقيدًا؛ فالكثير من الناس في تركيا أوضاعهم المعيشية سيئة، ومعدل البطالة 13%. ومن ثم، فإن قوائم الانتظار أمام الأكشاك طويلة بالمقابل، واستجابةً لتلك التحديات زاد الإنتاج اليومي للخبز بالفعل من 890 ألفًا إلى 1.5 مليون رغيف في اليوم.
وقال أوزجين ناما نائب رئيس الشركة البلدية IHE، لـ«شبكة التحرير الألمانية» الإخبارية: «في الواقع، يجب أن نخبز 2.5 مليون رغيف خبز».
لكن لا يبدو الأمر بهذه البساطة؛ لأن حزب العدالة والتنمية الحاكم يمنع بناء وفتح المزيد من الأكشاك؛ لذلك تم التخطيط لتقديم منصات بيع متنقلة، ولكن هنا أيضًا، استخدمت الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان حق النقض ضدها.
ويرى مراقبون أن تصرفات حزب العدالة والتنمية لا تعدو إلا محاولات واضحة لإلحاق الأذى بعمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو.
وتمكن إمام أوغلو من اقتناص عمدة مدينة إسطنبول من حزب العدالة والتنمية خلال الانتخابات المحلية لعام 2019، وفي الوقت نفسه، يُنظر إلى إمام أوغلو على أنه منافس محتمل لأردوغان في انتخابات الرئاسة عام 2023.
ووفقًا لـ«شبكة التحرير الألمانية»، فإن الرئيس التركي أردوغان «تستفزه» للغاية رؤية إمام أوغلو يتألق كرجل من «عامة الشعب» وقريب منهم.