لا يزال تنظيم الإخوان يثير القلق في الأوساط السياسية والأمنية في النمسا، بينما صعّد التنظيم وأتباعه من هجومهم على الحكومة في فيينا باستخدام أفلام دعائية تبث مضامين كاذبة.
وقالت صحيفة كرونيه النمساوية واسعة الانتشار، إن تنظيم الإخوان يعتمد في شرائطه الدعائية على الترويج لأنفسهم كضحايا، ويزعمون أنهم يدفعون ثمن الإسلاموفوبيا في أوروبا.
ووفق الصحيفة فإن الإخوان يعتمدون على عدد من الأكاديميين والباحثين التابعين لهم، ممن يعملون في عدد من الجامعات النمساوية، بحيث يقدم هؤلاء مضامين مزيفة أو موجهة إيجابيًا لصالح وجود الإخوان في البلد الناطق بالألمانية.
ورغم قيام 930 مسؤولًا أمنيًا بحملة كبرى قبل بضعة أشهر ضد أنشطة الإخوان المريبة في النمسا استنادًا إلى تحقيقات وتحريات تتابعت على مدار عام كامل، إلا أن الجماعة تصر على تصوير نفسها باعتبارها ضحية لمؤامرة كبرى.
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي النمساوية المختلفة الأيام القليلة الماضية فيلمًا دعائيًا للإخوان بعنوان «الهجوم»، يزعم ارتكاب السلطات الأمنية النمساوية خروقات قانونية في حق الجماعة وعناصرها، بينما وصف مراقبون إخوان النمسا بأنهم «ذئاب في ثياب الحملان».
وتلاحق الإخوان في النمسا اتهامات تتعلق بغسل الأموال والإرهاب – كما أن هناك العديد من الأسباب التي دفعت مكتب المدعي العام إلى اتخاذ إجراءات ضد الجماعة في 9 نوفمبر 2020 تحت اسم «عملية الأقصر»، لعل أبرزها رغبة التنظيم في استغلال القوانين المحلية لاختراق الحكومة.
وكان قد تم تفتيش 51 شقة وشركة وجمعية في فيينا وجراتس وكارينثيا خلال الحملة الأمنية، كما تم التحفظ على أجهزة الكمبيوتر ومحركات الأقراص الصلبة وعدة ملايين من اليوروهات في 128 حسابًا.
المثير في الأمر أن الفيلم الدعائي الإخواني تم إعداده بصورة احترافية، وفي الوقت نفسه يطالب بتبرعات للجماعة بزعم استخدامها للدفاع عن التنظيم وأهداف، بينما تصر الحكومة في فيينا على أن الإخوان يستهدفون تكوين شبكات متداخلة للتسلل إلى الدولة وتشويه سمعة الشرطة والقضاء فيها.