
انتشر في الآونة الأخيرة تحدي غريب على تطبيق «تيك توك»، يزعم بأن شرب منقوع أوراق الخس يساعد المرء في الحصول على فترة طويلة من النوم العميق، فيما يبدو أنه محاولة جديدة لتحسين كفاءة النوم والتخلص من التوتر العام الذي بات أحد أمراض العصر.
وتحت وسم «#lettucewater»، ظهر مشاركون وهم يقطعون أوراق الخس ثم يقومون بنقعها في كوب من الماء الساخن، ثم شربها، ويمكن إضافة الشاي الأخضر أو النعناع لإحساس مضاعف من الاسترخاء. وقالت إحدى المشاركات من لندن: «أشعر ببعض النعاس»، وبعد عدة ساعات خرجت لتعلن لمتابعيها أنها غضت في نوم عميق بعد شرب مياه الخس، حسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
حظي هذا التحدي بمشاركة أكثر من 31 مليون شخص خلال أيام، بعضهم شارك بدافع الفضول أو الملل، لكن على ما يبدو أن النسبة الأكبر شاركت في محاولة للحصول على ليلة من النوم الجيد، اتفق جميعهم على أن شرب منقوع الخس يساعد على النوم بشكل أسرع لفترة أطول.
هل يساعد الخس فعلًا على النوم؟
لكن ما حقيقة هذا التحدي، وهل فعلًا يساعد شرب منقوع الخس في الحصول على نوم أفضل؟ «نيويورك تايمز» أجرت استطلاع بين عدد من خبراء النوم والتغذية أبدوا تشككهم من جدوى الأمر، وبعضهم قال إن لا أساس له من الصحة.
وقالت ميشيل دريروب، مديرة برنامج طب النوم السلوكي في مركز اضطرابات النوم في «كليفلاند كلينيك»: «التحدي يبدو سهل للغاية، ويمكن تجربته حقًا فلا يوجد ضرر منه.. لكن لسوء الحظ، لا يوجد أي دليل يدعم صحته».
وأضافت أنه لا توجد أي دراسة تثبت أن أكل الخس أو شرب منقوع الأوراق يساعد في الحصول على نوم جيد، وأشارت إلى أن تحدي «تيك توك» ربما يستند على تجربة كورية، نُشرت بالعام 2017، على الفئران، وجدت أن إعطاء الفئران مستخلص مركز من حبوب وأوراق الخس كمهدئ جعلها تنام فترة أطول بمقدار 20 دقيقة من الفئران التي لم تحصل على المزيج.
ورغم وجود عدد من الدراسات البشرية والحيوانية، لم تركز على منقوع أوراق الخس بشكل خاص، تحدثت عن وجود ترابط بين حبوب الخس ومستخرجاته وتقليل أعراض الأرق، لكنها لم توفر دلائل قاطعة على أن الخس يساعد في تحسين النوم.
ولفتت دريروب إلى أنه حتى إذا احتوت أوراق الخس على مهدئ، إلا أن غلي بعض الأوراق في كوب واحد لن يحفز إطلاق ما يكفي من المهدئات لتحسين النوم كما يتصور البعض.
وقالت: «يتلخص الأمر في تأثير العلاج الوهمي. إذا كنت مقتنعًا أن شرب منقوع أوراق الخس يساعدك في النوم، هذا ما سيعتقده المخ. ففي تحليل بالعام 2018 لأكثر من 13 دراسة، وجدنا أن من يعانون من أعراض الأرق وحصلوا على علاج وهمي كانوا يعتقدون أنه علاج لاضطرابات النوم حصلوا بالفعل على تجربة نوم جيدة مقارنة بغيرهم».
وكانت أوراق الخس تُستخدم في الطب التقليدي قديمًا كمسكن طبيعي للآلام على مدى قرون، وخلال القرن التاسع عشر، على سبيل المثال، استخدم بعض الأطباء مادة «اللاكتوكاريوم»، وهي عصير حليبي مرير يفرزه الخس البري، كمهدئ، وبعضهم قام بمزج الخس مع مكونات أخرى، مثل الأفيون والشوكران، وهو نبات مزهر سام، لصنع مخدر عشبي.
اقرأ أيضًا: