تهدد الأزمة السياسية في إيطاليا، خطة محاصرة فيروس كورونا المستجد، على خلفية الصراع الدائر، حاليًّا. ومما زاد تعقيدَ الأمر، إعلانُ رئيس الوزراء جوزيبي كونتي، استقالته، بعد أسابيع من خلاف شديد مع سلفه ماتيو رينزي، الذي أعلن انسحاب حزبه من الائتلاف الحاكم، عقب اشتباكات حول التعامل مع الجائحة وخطة إنفاق 209 مليارات يورو من المقرر أن تحصل عليها إيطاليا بموجب خطة التعافي الاقتصادي للاتحاد الأوروبي.
وقالت صحيفة «جارديان» البريطانية، مساء الثلاثاء، إن الأزمة السياسية الحالية، يمكن أن تتلخص في كونها «صراعًا تكتيكيًّا بين كونتي ورينزي».
ويجد الإيطاليون صعوبة كبيرة في فهم الدوافع وراء الأزمة السياسية الأخيرة، في الوقت الذي يترنح فيه الاقتصاد في مأزق، ويتوفى فيه المئات يوميًّا متأثرين بالإصابة بفيروس «كوفيد–19».
واستقال كونتي بعد فشله في تأمين فوز بأغلبية أصوات مطلقة في تصويت بالثقة أُجرى في غرفتي البرلمان، الأسبوع الماضي، لكنه لا يزال يأمل زيادة فرصه في قيادة حكومة جديدة، ستكون الثالثة له، مع ائتلاف حاكم أكثر استقرارًا.
يأتي هذا في الوقت الذي يواجه فيه كونتي ضغطًا كبيرًا من أكبر حزبين في الائتلاف الحاكم (حركة الخمس نجوم، والحزب الديمقراطي)، من أجل تقديم استقالته استباقيًّا؛ لتفادي هزيمة مذلة في تصويت على الإصلاح القضائي، من المقرر إجراؤه هذا الأسبوع.
وتقول «جارديان» إن مغامرة كونتي هذه قد تنجح، وإلا سيضطر الرئيس سيرجيو ماتاريلا إلى تعيين رئيس وزراء جديد وتشكيل الحكومة، إذا لم تظهر قوة داعمة كافية لكونتي من خلال مشاوراته مع قادة الأحزاب في الأيام المقبلة.
وفي تلك الأثناء، يأمل رينزي –بالرهان على حزبه الذي يحظى بتأييد لا يتخطى 3% في استطلاعات الرأي– أن يعود إلى الحكومة من جديد، بيد أقوى وبدون كونتي.
وترغب كافة الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحاكم في إجراء انتخابات مبكرة؛ حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أنها ستنتهي بفوز المعارضة من الوسط اليميني. ويستبعد مراقبون احتمال إجراء انتخابات مبكرة لإنهاء الأزمة.
ومن جانبه، أعرب وزير الخارجية لويجي دي مايو، عن استيائه من الأزمة، وحذر من أنه «مع استقالة الحكومة، سيصبح كل شيء أبطأ وأصعب».
وأكد وزير الدفاع لورينزو جويريني، أن كونتي «رجل لا يمكن استبداله»، إلا أنه لفت إلى أن الوقت قد حان لأن يلتف الائتلاف الحاكم حول ميثاق سياسي جديد يصمد حتى عام 2023.
وسجلت إيطاليا، الثلاثاء، 541 وفاة من جراء الإصابة بـ«كوفيد–19»، مقارنةً بـ420 يوم الاثنين، وما يزيد ع عشرة آلاف حالة إصابة في يوم واحد فقط. وتعد إيطاليا من أسوأ البلدان الأوروبية تأثرًا بالجائحة، ولا تزال تطبق تدابير إغلاق جزئية، مع تباطؤ وصول اللقاح.