نزوح جماعي في أفغانستان هربًا من حكم «طالبان» المتشدد

نزوح جماعي في أفغانستان هربًا من حكم «طالبان» المتشدد

تشهد مناطق عدة في أفغانستان عمليات نزوح جماعية لمئات الآلاف من الأفغان الفارين من الحملة العسكرية الشرسة التي تشنها عناصر حركة «طالبان»، وسيطرتهم على أكثر من نصف ضواحي البلاد، في أعقاب انسحاب القوات الأمريكية والأجنبية.

وتحدثت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، مساء الأحد، عن تنامي المخاوف بين الأفغان من عودة قاسية للحكم المتشدد، أو نشوب حرب أهلية دامية بين الميليشيات المختلفة و«طالبان».

وتحدثت بيانات الأمم المتحدة عن نزوح أكثر من 30 ألف أفغاني أسبوعيًا هربًا من أعمال العنف، يلجأ كثير منهم إلى الحدود. ومنذ بداية العام، نزح أكثر من 330 ألف أفغاني، خرج نصفهم على الأقل من منازلهم بعد أن أعلنت الولايات المتحدة بدء عملية الانسحاب العسكري، في مايو الماضي. 

وانتقل هؤلاء إلى مخيمات موقتة أو منازل الأقارب في المدن الأخيرة التي لاتزال تحت سيطرة القوات الحكومية. ويحاول الآلاف من الأفغان تأمين جوازات سفر وتأشيرات للخروج من البلاد، فيما لجأت الغالبية إلى شبكات التهريب غير الشرعية للخروج عبر الحدود.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، زادت أعداد الأفغان العابرين للحدود بشكل غير قانوني بنسبة بلغت 40% تقريبًا، مقارنة بالفترة قبل بدء القوات الأجنبية مراحل الانسحاب، في مايو الماضي، حسب تقديرات منظمة الهجرة الدولية.

وتنذر هذه الأرقام بأزمة لجوء جديدة تلوح في الأفق، ما رفع أجراس الإنذار في الدول المجاورة لأفغانستان وأوروبا من أن أعمال العنف التي تصاعدت منذ بدء الانسحاب العسكري انتقلت بالفعل عبر الحدود.

وقال الناطق باسم المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة، بابار بالوش: «أفغانستان على شفا أزمة إنسانية جديدة. الفشل في الوصول إلى اتفاق سلام ووقف العنف الجاري سيؤدي إلى حركة نزوح أكبر».

وقال الباحث في شؤون الهجرة، دافيد مانسفيلد، إن أعداد السيارات التي تغادر حدود أفغانستان يوميًا من معبر زارانج، غرب البلاد، بلغت 200 سيارة تقريبًا، في زيادة نسبتها 300% مقارنة بالعام 2019. وبحلول بداية يوليو، تغادر 450 سيارة على الأقل الحدود يوميًا. 

وتعد أفغانستان أحد أكبر مواطن اللاجئين وطالبي اللجوء، بنحو ثلاثة ملايين لاجئ، ويعد الأفغان أصحاب أكبر عدد من طلبات اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي بعد سوريا.

وفيما أعلنت طاجيستان في وقت سابق استعدادها استضافة 100 ألف لاجئ أفغاني، واستقبلت بالفعل 1600 لاجئ هذا الشهر، أعربت دول أخرى عن رغبة أقل في استضافة الفارين الأفغان، وقاموا عوضًا عن ذلك بتعزيز الإجراءات الأمنية عن الحدود، لعدم قدرة البلاد واقتصادها تحمل موجة نزوح جديدة.

ويحتاج أكثر من سكان أفغانستان إلى مساعدات إنسانية طارئة هذا العام، وهو ضعف أعداد العام الماضي، وأربعة أضعاف الأعداد في العام 2017، حسب بيانات الأمم المتحدة.

اقرأ أيضًا: 

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa