تستعد روسيا لتزويد إيران بنظام أقمار صناعية متقدم يُعطي طهران قدرة غير مسبوقة على تعقب الأهداف العسكرية المحتملة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وما وراءه، وفقًا لمسؤولين حاليين وسابقين في الولايات المتحدة والشرق الأوسط اطلعوا على تفاصيل الصفقة.
ومن المنتظر أن تمنح موسكو للإيرانيين قمرًا صناعيًّا روسي الصنع Kanopus-V مزودًا بكاميرا عالية الدقة لتعزيز قدرات التجسس الإيرانية، ما يسمح بالمراقبة المستمرة للمنشآت الاستراتيجية، مثل القواعد العسكرية الإسرائيلية والثكنات العراقية التي تضم القوات الأمريكية، وأهداف استراتيجية أخرى بالمنطقة، وفقًا لما أوردته واشنطن بوست.
وفي الوقت الذي يتم التسويق للقمر Kanopus-V للاستخدام المدني، شارك مسؤولون عسكريون إيرانيون بقوة في الصفقة، وقام قادة النخبة في الحرس الثوري الإيراني برحلات متعددة إلى روسيا منذ عام 2018 للمساعدة في التفاوض على شروط الاتفاقية.
وأشار المسؤولون إلى أن الخبراء الروس سافروا إلى إيران هذا الربيع للمساعدة في تدريب الأطقم التي ستشغل القمر الصناعي من منشأة تم بناؤها حديثًا بالقرب من مدينة كاراج الشمالية، وفقًا لمسؤول أمريكي حالي وسابق بالإضافة إلى مسؤول حكومي شرق أوسطي كبير مطلع على الصفقة.
ويتزامن الكشف عن هذه الصفقة في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس جو بايدن لاجتماعه الأول مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما قد يزيد من الخلافات الأمريكية الروسية.
كما أنه من المرجح أيضًا أن ينتهز معارضو الولايات المتحدة للدخول في الاتفاق النووي مع إيران هذا الكشف للتصعيد ضد أي تعامل مع طهران لا يتصدى لطموحاتها العسكرية في المنطقة.
بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع موسكو، سيتم إطلاق القمر الصناعي الإيراني الجديد في روسيا وسيحتوي على معدات روسية، بما في ذلك كاميرا دقيقة، وهذا يعني تطورًا كبيرًا لقدرات إيران الحالية، على الرغم من أنه لا يزال أقل بكثير من الجودة التي تحققها الأقمار الصناعية الأمريكية.
لكن الأهم من ذلك، أن إيران ستكون قادرة على "تكليف" القمر الصناعي الجديد بالتجسس على المواقع التي تختارها، وبقدر ما تشاء ، حسبما قال المسؤولون.