أنوسونوسيا ووهم التفوق

أنوسونوسيا ووهم التفوق

في سنة 1995م قام الأمريكي مكارثر ويلر بسرقة أحد البنوك بعدما وضع على وجهه عصير الليمون، واثقًا أن ذلك سيجعله غير مرئي لكاميرات المراقبة، وذلك حسب ما ذكر أن عصير الليمون يعمل كحبر سري خفي للكاميرات، وتم القبض عليه في نفس اليوم.

وكان هذا ما استفز عالم النفس الاجتماعي ديفيد دونينغ وجوستن كروجر عام 1999م لعمل دراسات وأبحاث والخروج بنظريتهم التي سميت بأسمائهم «تأثير دانينغ- كروجر».

دانينغ - كروجر - وهم التفوق

ومن خلال دراسة قاما بها للطلاب للتقييم الذاتي لمهاراتهم في التفكير المنطقي وقواعد اللغة الإنجليزية والفكاهة. وكانت النتيجة أن مجموعة الطلاب الأكفاء قاموا بالتقليل من رتبهم في المجموعة في حين بالغت مجموعة الطلاب غير الأكفاء في تقدير رتبهم وكانت مقاربة لرتب الأكفاء.

وفي أربع دراسات أخرى عملوها أشارت إلى أن المشاركين في الدراسة الذين احتلوا المراتب الأخيرة قد بالغوا في تقدير آدائهم وقدراتهم؛ على الرغم من درجاتهم في الاختبار المتواضعة التي وكانوا في المراتب الأخيرة.
ومن جهة أخرى مال الطلاب الأكفاء إلى التقليل من شأن كفاءتهم الذاتية؛ لأنهم يفترضون خطأً أن المهام السهلة عليهم هي أيضًا سهلة بالنسبة الآخرين.

نشأت نظرية

وهنا نشأت نظرية «تأثير دانينغ- كروجر» عام 1999م وهي:
• أن وهم التفوق هو تحيز معرفي ينتج من خطأ في رؤية الذات أولًا والخطأ الثاني هو سوء التقدير للأشخاص ذوي الكفاءة العالية أي في رؤية الآخرين.

• وأيضًا في الأشخاص ذوي الكفاءة يكمن الخطأ في شعورهم أن القيام بمهمة معينة أمر سهل؛ لأن ذات المهمة ذات سهل وبالتالي كاستنتاج خاطئ منهم أنها تكون أيضًا سهلة على الجميع.

أنوسونوسيا

أنوسونوسيا هي حالة إنكار الشخص لعجزه ولعدم كفاءته وفي أحيان قد يكون فعلًا غير مدرك لوجود ذلك في شخصيته «خدع ذهنية – وهم» وهي ذات علاقة وثيقة أو مصدر مهم وداعم لوهم التفوق أو «تأثير دانينغ- كروجر».

قال الخليل بن أحمد: الناس أربعة: فكلم ثلاثة ولا تكلم واحدًا..
• رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فكلمه.
• ورجل يعلم ويرى أنه لا يعلم فكلمه.
• ورجل لا يعلم ويرى انه لا يعلم فكلمه.
• ورجل لا يعلم ويرى أنه يعلم فلا تكلمه.

أين وكيف تعرفهم؟

مع تزايد وتوسع وسائل التواصل الاجتماعي بتطبيقاتها المتعددة وأيضًا في بعض المجالس نرى ظهور بعض الأمور من أشخاص تشير بشكل كبير إلى«تأثير دانينغ- كروجر»، و أيضًا «أنوسونوسيا»، وذلك من خلال الطرح والنقاش.

الوقاية والعلاج

فعلينا جميعا للوقاية من ذلك وعلاجه إن وجد، هو بعرض المهارات والكفاءات على أناس ذوي ثقة ومتخصصين وتقبُّل النقد واقتراحات التحسين منهم، وأيضًا زيادة التعلم وتوسيع المدارك قال تعالى: «قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ»، وأيضًا عمل التقييمات للذات والمعلومات واختباراتها المعتمدة «كثير منها على الإنترنت» من فترة لأخرى.

فرحان حسن الشمري
للتواصل مع الكاتب:
‏e-mail: fhshasn@gmail.com
‏Twitter: @farhan_939

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa