احتجاجات إثيوبيا الدامية.. القصة الكاملة لغضب شعب الأرومو

بعد مقتل 8 أشخاص وإصابة 80 آخرين
احتجاجات إثيوبيا الدامية.. القصة الكاملة لغضب شعب الأرومو
تم النشر في

أثار اغتيال المغنّي الإثيوبي الشاب هاشالو هونديسا، المنتمي إلى شعب الأورومو، رميًّا بالرصاص في ضاحية جيلان كوندومينيومز بأديس أبابا، ردود فعل غاضبة أشعلت شعب الأورومو، وأدت إلى احتجاجات عنيفة أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، وحظر خدمات الإنترنت والاتصالات.

وسلطت الاحتجاجات الضوء على شعب الأرومو وقضاياه؛ حيث تشكو تلك العرقية التي تعد أكبر جماعة عرقية في إثيوبيا، منذ فترة طويلة يشكون من استبعادهم من السلطة السياسية، رغم ترحيب كثيرين منهم بتولي أبي أحمد رئاسة الوزراء في 2018، لكن بعضهم يقولون الآن إنه لم يبذل جهدًا كافيًّا نحو مجتمعه العرقي ويشككوا في جدارته كزعيم من الأورومو، وفق رويترز.

وعلى مدى عقود ظل حزب واحد، أعضاؤه من إقليم تيجراي الشمالي، مهيمنًا على الائتلاف الحاكم في إثيوبيا؛ ما أثار استياء الأورومو المقيمين أبعد باتجاه الجنوب، وأثارت خطة حكومية لتوسعة العاصمة باستخدام أراضٍ زراعية مملوكة للأورومو في عام 2015 احتجاجات استمرت ثلاث سنوات وقمع دموي قاد إلى استقالة رئيس الوزراء وتعيين أبي أحمد.

وأتاح أبي حريات كبيرة على مستوى البلاد لكن أجزاء من أوروميا في الغرب والجنوب تخضع للحكم العسكري الاتحادي؛ حيث سجلت منظمة العفو الدولية أعمال قتل وانتهاكات تمارسها قوات الأمن.

وينتقد بعض نشطاء الأورومو البارزين أبي أحمد علنًا، ويقولون إنه دفع بحزبه الازدهار على حساب مصالح الأورومو، وفي أكتوبر احتج شباب الأورومو ضد أبي وتأييدًا لجوهر محمد قطب الإعلام، وهو من الأورومو كذلك، في احتجاجات أسفرت عن مقتل 86 شخصًا، وهاجم جيش تحرير الأورومو المعارض القوات الحكومية وتتهمه الحكومة كذلك باستهداف مدنيين.

وسينافس حزب الازدهار الذي يتزعمه أبي أحمد في انتخابات وطنية يتعين إجراؤها بعد 12 شهرًا من إعلان المسؤولين أن جائحة فيروس كورونا باتت تحت السيطرة.

وتأجل موعدها المقرر في أغسطس المقبل بسبب الجائحة. وتعهد أبي بأن تكون حرة ونزيهة على عكس الانتخابات السابقة. لكن الانقسامات في موطنه في أوروميا تقلص من فرصه؛ حيث تأتي السلطة في إثيوبيا عادة من القدرة على حشد كتل تصويتية كبيرة من الجماعات العرقية.

وفي هذه الأثناء، يحشد القادة السياسيون في مختلف أرجاء البلاد تأييد الناخبين ويتحدون الحزب الحاكم بالمطالبة بالمزيد من الأراضي والموارد لجماعاتهم العرقية وبتعويضات عن عقود من القمع الحكومي.

وفي بلد يبلغ عدد سكانه نحو 109 ملايين نسمة وبه أكثر من 80 جماعة عرقية، يتعين على أبي أحمد التعامل مع التحديات بحذر، ففرض أي رد فعل بالقوة قد يتسبب بتمرد في حين أن السماح بالعنف يهدده بفقد السيطرة.

ففي الاحتجاجات الأخيرة، أفادت وسائل إعلام إثيوبية تنتمي إلى قومية الأورومو بأن قوى الأمن اعتقلت القياديين السياسيين المعارضين جوار محمد وبيكيلي جربا، المدافعين عن حقوق الأورومو، واقتادتهما إلى مكان غير معلوم.

وندّد الناشط الإثيوبي المُعارض جوار محمد بمقتل هونديسا، مُعتبرًا الحادث «ضربة لقومية الأورومو» التي ينتمي إليها الإثيوبي الراحل.

وكتب مؤسس شبكة أوروميا الإعلامية المستقلة عبر فيسبوك: إنهم لم يقتلوا هاشالو وحده، لكنهم فتحوا النار على قلب قومية الأورومو، مُجددًا، يُمكنكم قتلنا جميعًا، لكنكم لن توقفونا مُطلقًا.

في الوقت ذاته، أفادت شبكة «أوروميا» الإعلامية، التي يملكها المعارض الإثيوبي، وتُعرف اختصارًا بـ(أو إم إنOMN ) بتعرض مكاتبها في العاصمة أديس أبابا لمداهمة واقتياد موظفيها من قِبل عناصر من الأمن إلى مكان مجهول. بحسب موقع (أفريكا نيوز).

كان هونديسا، البالغ من العمر 36 عامًا، نُقِل إلى المستشفى بعد إطلاق النار عليه، مساء الإثنين الماضي، لكن وافته المنيّة بعد بضع ساعات، ورافق آلاف من الشباب الإثيوبي، جثمان هونديسا من أورومو إلى مدينة أمبو في ولاية أوروميا الإقليمية؛ لحضور مراسم الجنازة والدفن.

ووفق «أفريكا نيوز»، لعبت أغاني هونديسا دورًا حاسمًا في تعزيز حريات وحقوق قومية أورومو العرقية. وكانت انتفاضة تلك القومية الشعبية حاسمة في تولّي آبي أحمد رئاسة الحكومة عام 2018.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa