رفض الفرنسي آرسين فينجر، رئيس منظومة التطوير الرياضي في الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، الرضوخ أمام الانتقادات الحادة من جانب أوروبا حيال المقترح السعودي بإقامة بطولة كأس العالم كل عامين، وتهديدات «يويفا» بمقاطعة المونديال حال تطبيق المشروع الجديد، مشددًا على أن التطوير المنشود يجعل اللعبة أفضل وأكثر وضوحًا وبساطة.
وأوضح فينجر، في تصريحات عبر هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، أن التغييرات المقترح تطبيقها اعتبارًا من عام 2025 تفيد كل الأطراف، مشددًا على أن المضي قدمًا على هذا النحو من الانتقادات دون مناقشة الأمر سيدفع الجميع للاصطدام بالحائط.
وبناء على مقترح من الاتحاد السعودي لكرة القدم، شهد فيفا تأييد الأغلبية لدراسة جدوى قدمها فينجر أخيرًا، وتشمل إقامة كأس العالم كل عامين اعتبارًا من نسخة 2026، بدلًا من إقامتها كل أربعة أعوام.
ويتضمن المشروع الجديد إقامة البطولات القارية في الأعوام الفردية، لتجنب التضارب مع المونديال، وأن يشهد كل عام فترة توقف دولي واحدة أو فترتين فقط، بدلًا من خمس وذلك تفاديًا لخوض اللاعبين عددًا أكبر من المباريات.
وكان الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «كاف» قد وافق كونكاكاف في التأكيد على ضرورة تعميق الحديث والمناقشات لمدة أطول بخصوص تعديل المدة الزمنية لتنظيم بطولة كأس العالم، في الوقت الذي أعلن الاتحاد الأوروبي رفض المقترح الجديد لمونديال المنتخبات نظرًا لازدحام الأجندة الدولية، وهو الموقف الذي حظيّ بتضامن اتحاد أمريكا الجنوبية.
وعارض ألكسندر تشيفرين، رئيس «يويفا»، مطلع سبتمبر الجاري، مقترح إقامة كأس العالم كل عامين، مهددًا بمقاطعة منتخبات القارة العجوز للمونديال، في حال موافقة «فيفا» على دخول المشروع حيز التنفيذ.
وطلب تشيفرين من «فيفا» إصلاح جدول المباريات الدولية، وصرف النظر عن مقترح تنظيم كأس العالم كل عامين، فيما قرر الاتحاد الدولي عقد اجتماع مع الاتحادات الرياضية المختلفة بنهاية الشهر الجاري، لمناقشة كافة الملفات الجدلية والتي تمت إثارتها خلال الفترة الأخيرة.
وفنَّد فينجر ادعاءات حدوث فوضى جراء تنفيذ مقترح تطوير المونديال أو حدوث ازدحام في روزنامة المباريات، معقبًا: «الأمر لا يتعلق بي، وإنما يتعلق باقتراح من شأنه أن يجعل كرة القدم أفضل وأكثر وضوحًا وبساطة وأكثر أهمية للعالم».
وأكمل مدرب أرسنال الإنجليزي السابق: «أنا لست في رحلة غرور، طُلب مني المساعدة في تشكيل جدول المنافسات في المستقبل، وأتشاور مع العالم بأسره حول هذا الأمر، ما يضر باللاعبين بالتأكيد هو السفر المتكرر والرحلات الطويلة، وبتقليل فترة التصفيات، أعتقد أن الأندية ستستفيد كما أن الفائدة ستعم الجميع».
ورفض فينجر ما يتردد بشأن تقليل المقترح من قيمة كأس العالم وأن بطولة كأس العالم للسيدات ستعاني في حالة إقامتها في العام نفسه الذي يقام فيه مونديال الرجال، معقبًا: «المونديال يُشكّل حدثًا كبيرًا لا أعتقد أن تلك المكانة من الممكن أن تتأثر، أنت تريد أن تكون الأفضل في العالم، ولن تتنازل عن أن تكون الأفضل في العالم في كل مرة، مهما تكرر الأمر».
اقرأ أيضًا:
