توصلت دراسة بحثية إلى أنَّ رسائل التوبيخ عبر البريد الإلكتروني في العمل جزء لا يتجزأ من العالم الحديث، ولكن يمكن أن يكون لها آثار جانبية سيئة طويلة الأمد. وفقًا لما نشرته «ديلي ميل» البريطانية.
وبحسب ما ذكره الباحثون فإنَّ أهمية الدراسة ترجع إلى أن «حجم عمليات تبادل البريد الإلكتروني ارتفع بشكل كبير خلال الجائحة، حيث يعمل الملايين حول العالم عن بُعد من منازلهم».
وحددت الدراسة، التي أجراها فريق باحثين من جامعة «إلينوي»، شكلين مختلفين من التوبيخ عبر البريد الإلكتروني، الأول هو الشكل الـ«نشط» والذي يتضمن ملاحظات مهينة أو مسيئة من المُرسل، أما الشكل الثاني فهو الـ«سلبي»، مثل تجاهل طلب أو رأي، مما يجعل من الصعب معرفة ما إذا كان المستلم قد نسي الإجابة أو تجاهلها عمدًا.
وأشارت الدراسة إلى أنّه سواء كانت الرسائل المُسيئة «سلبية» أو «نشطة»، فإنَّ عدم اتباع أسلوب اللياقة واللباقة عبر البريد الإلكتروني يمكن أن يؤدي إلى شعور الناس بعدم اليقين، ويثقل الموظفين بمشاعر سلبية شديدة.
ويمكن لرسائل البريد الإلكتروني السلبية على وجه الخصوص أن تترك الموظفين في حيرة، حيث تستحوذ على تفكير مُستلم الرسالة بشكل متواصل وتساوره الكثير من التساؤلات عما يقصده المُرسل ونيته، مما يؤدي إلى مشاكل في النوم.
وأظهر الدراسة أيضًا أن تلقي بريد إلكتروني بالتوبيخ في العمل يمكن أن يتسبب في انخفاض فوري في الإنتاجية والأرق والمشاعر السلبية في اليوم التالي.
واستطلعت الدراسة آراء 233 موظفًا حول تجارب تلقي التوبيخ أو الإساءة عبر البريد الإلكتروني. وكشفت إجابات المشاركين في الدراسة أن بعض الموظفين «يقومون بإعادة قراءة البريد الإلكتروني المزعج أو تكرار التحقق من الرد على الطلب أو الرأي الذي قاموا باقتراحه، مما قد يؤدي إلى تفاقم الضائقة التي يتسبب فيها البريد الإلكتروني المُسيء».
ويرى الباحثون أنَّ الخيار الأفضل هو الانفصال بشكل تام عن مشاكل العمل بعد الانتهاء من ساعات الدوام. وكلما كان ذلك ممكنًا، يجب على المديرين أيضًا وضع توقعات واضحة ومعقولة بشأن التواصل عبر البريد الإلكتروني.
اقرأ أيضًا: