باحثة اجتماعية لـ«عاجل»: نشر الرجال لمقاطع طبخهم كسر لروتين الحجر وفرصة لتوطيد العلاقات الأسرية

أقدم عليها مشاهير التواصل ومواطنون آخرون
باحثة اجتماعية لـ«عاجل»: نشر الرجال لمقاطع طبخهم كسر لروتين الحجر وفرصة لتوطيد العلاقات الأسرية

انتشرت خلال الفترة الأخيرة، مقاطع كثيرة لمشاهير التواصل الاجتماعي ومواطنين عاديين، وهم يقومون بتجربة إعداد وصفات طعام جديدة بالمطبخ.

وفى هذا الصدد، أرجعت الباحثة الاجتماعية «منال عبدالرحمن الغفيص»، لـ«عاجل»، سبب ذلك هو الرغبة في كسر الروتين وملل الحجر المنزلي.

وقالت الباحثة الاجتماعية وطالبة الدكتوراه في علم الاجتماع بجامعة القصيم، منال عبدالرحمن الغفيص، إن ما يحدث يمكن وصفه بـ«فعاليات الحجر»، حيث أصبح من المعتاد مشاهدة الرجال في مقاطع الفيديو وهم يقومون بإعداد المأكولات المتنوعة في المطبخ.

وذكرت أنه يمكن تفسير ذلك اجتماعياً، بأنه نوع من كسر الروتين والملل في المنزل بسبب الحجر المنزلي، لأن الرجل عادة لا يقوم بأداء أي مهام في المنزل، وأغلب مهامه تكون منوطة بتوفير احتياجات المنزل من الخارج، وعادة ما يكون العمل في المنزل خاصًا بالمرأة.

وأضافت أنه من باب كسر الروتين ووقت الفراغ الذي يجده الرجل، أصبح يقوم بأعمال كان يمارسها بعضهم في الاستراحات والطلعات البرية.

وأوضحت الباحثة الاجتماعية، أنه يمكن تفسير ذلك من الناحية النفسية، بأنه «تعويض» للرجل، حيث إن الإحساس بالعزلة ونقص الحرية في الخروج يولد شيئًا من التعويض ببعض الأعمال التي كان يمارسها الرجل خارج المنزل، أو من باب مشاركة الآخرين في وسائل التواصل الاجتماعي وتبادل الطرفة والمواقف وكسر الروتين.

وأضافت الغفيص، أن هذه المواقف تعد مشاركة اجتماعية للزوج وتخفيف العبء عن الزوجة في مهام وأعمال المنزل.
وأشارت إلى أنه يغلب على مقاطع الفيديو المتداولة، الإيجابية والطابع الكوميدي، كما أنها تبرز الروح الإنسانية في الرجل وسعيه لكسر عامل الرتابة والملل عن الأسرة.

وأكدت أنه مع استمرار الحظر المنزلي بسبب كورونا، من المؤكد أن هذه المقاطع لن تنتهي بسبب طرافتها وتشجيعها لمعشر الرجال -وهو المطلوب- لخلق جو جميل وصحي يتشارك به الزوجان من أجل مصلحة الأسرة ومن أجل تقارب أكثر، فوجود الرجل مع أسرته يساعد على الاستقرار الأسري والهدوء النفسي، ولا يكون ذلك إلا بالتعاون والتشارك وتحمل المسؤولية.

وأضافت الباحثة الاجتماعية، أن الرجل العربي وخاصة السعودي، أعطي صورة إيجابية عن نفسه وأثبت بجدارة استحقاقه هذا اللقب، فهو رجل صاحب المواقف الثابتة والرزينة لأنه واع لدوره في خلق جو مثالي لأفراد عائلته، فهذا يعتبر من باب إدارة الأزمات في هذه الفترة.

وأشارت الغفيص إلى أن الرجل مصدر القوة ومصدر التحمل والحزم لبقية أفراد الاسرة، فهذه الممارسات والتصرفات تضفي للأسرة مردودًا إيجابيًا ولها تأثير على الأبناء في تربيتهم ومستقبلهم وتعاملهم، فالقدوة الصالحة لها أثر قوي وجميل على الجميع.

وأضافت أن هذا التصرف يلقى قبولًا لدى المرأة، فهي بسبب كونها أكثر عاطفية من الرجل، تميل للرجل الذي يساعدها ويحترم أنوثتها ويمنحها مساحة راحة، فبنظرها يعتبر عاملًا إيجابيًا شاعريًا تفخر به تضاف له كنقاط قوة.

وبينت الغفيص، أن مساعدة الرجل لزوجته يساعد على أن يحظى بحياة زوجية هادئة هانئة سعيدة، ويقوى الروابط الزوجية والمشاركة الوجدانية بينهما، فهو يخلق بينهما مساحة للحوار مليئة بالحب والتفاهم، وينشأ الأبناء في جو عائلي مستقر بعيدًا عن المشاكل التي قد تؤثر على مستقبلهم وقراراتهم، ويعودهم على تحمل المسؤولية، ويساعدهم على الاستقرار الأسري والاجتماعي والنفسي.

ووجهت الغفيص، رسالة للرجال قائلة: «يا معشر الرجال.. جددوا لغة العاطفة والمشاعر والأحاسيس بينكم وبين زوجاتكم، بمختلف الطرق.. فالحجر المنزلي فرصة لتوطيد العلاقات الزوجية وبناء أسرة قوية».

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa