العرب والأفغان والسُنة أبرزها.. الأقليات تتحالف مع المعارضة ضد قمع النظام الإيراني

تحركات أوقفت إعدام المتظاهرين..
العرب والأفغان والسُنة أبرزها.. الأقليات تتحالف مع المعارضة ضد قمع النظام الإيراني

قالت صحيفة فرايتاج الألمانية، إن حملة «لا لتنفيذ الإعدام» التي انطلقت مؤخرًا في إيران، بالتوازي مع مظاهرات شعبية حاشدة تتصاعد حاليًّا ضد قمع السلطة في ذلك البلد، تجاوزت المطالبة بعدم إعدام 3 من المتظاهرين؛ لتصبح صرخة ثورة ضد كل وسائل القمع التي يستخدمها النظام الجائر تجاه مختلف الأقليات والنشطاء السياسيين والمعارضين.

ونجح الضغط الشعبي في إجبار السلطات الإيرانية على إيقاف إعدام 3 متظاهرين محكوم عليهم بالشنق لإدانتهم بإثارة الشغب والتجمهور إبان مظاهرات البنزين التي انطلقت في نوفمبر الماضي. وساهم الزخم الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي جنبًا إلى جنب مع غليان الشارع في إنقاذ حياة الشبان، فيما رصدت منصات حقوقية نشر هاشتاج «لا لتنفيذ الإعدام» وحملته نحو 10 ملايين مرة عبر الحسابات الناطقة بالفارسية طيلة الأيام القليلة الماضية.

وتعد عمليات الإعدام وعمليات القتل التي يقوم بها النظام الإيراني، من بين استراتيجياتها الرئيسية؛ للحفاظ على النظام بأكمله. ففي إيران، يمكن الحكم على أي شخص أو مجموعة تشكك في الحكومة ونظامها اجتماعيًّا أو دينيًّا أو عرقيًّا أو سياسيًّا بالإعدام. وهذا لا يشمل فقط السجناء السياسيين والمتظاهرين، لكن أيضًا الأشخاص العاديين الذين تم تجريم سلوكهم أو وجودهم أو هويتهم. وعلى سبيل المثال لا الحصر: الأكراد والعرب والأفغان والبلوش والسُنة والسجناء السياسيون والمتظاهرون والنساء غير الملتزمات والأطفال غيرهم.

تقول الصحيفة الألمانية، إن استراتيجية الدولة تقوم على سياسة التفزيع. ويعرف الناس أن حياتهم في خطر إذا ما تحدوا النظام السياسي والاجتماعي للدولة ولو بأبسط طريقة. وغالبًا ما أفادت منظمات حقوق الإنسان الإيرانية بأن إجراءات الدولة القمعية كانت مصحوبة دائمًا بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان للسجناء، مثل الاعترافات القسرية جراء التعذيب. ووفقًا لمنظمة العدالة من أجل إيرانJustice for Iran ، ومقرها لندن، فقد رصدت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية أكثر من 860 اعترافًا وتشهيرًا بين 2009 و2019.

وزادت عمليات القتل العلنية من قبل السلطات الإيرانية للمعارضين، ويكفي أن تظاهرات نوفمبر الماضية المعترضة على صعود أسعار البنزين خلفت حوالي 1500 قتيل في الشوارع على أيدي قوات أمن الدولة في غضون أيام قليلة.

وحسب الصحيفة فإن موجة الغضب الشعبي الحالية في إيران اتسعت لتشمل الكثير من الأقليات، ويكفي أن الكثير من ذوي الأصول الأفغانية كانوا ضمن حملة «لا لتنفيذ الإعدام»، ويمكن ملاحظة أن الأشخاص الذين استخدموا الهاشتاج لم يكتبوا فقط عن الشباب الثلاثة محل الأزمة، وإنما كتبوا أيضًا عن تجاربهم الخاصة مع الدولة الإيرانية ومع العنف المنظم للدولة.

ولم تشهد إيران يومًا هادئًا واحدًا منذ اندلاع مظاهرات الغضب في نوفمبر 2019. وفي ديسمبر، عندما كان التصعيد بين إيران والولايات المتحدة على أشده، كان عمليات قتل المتظاهرين والمعارضين مستمرة. وبعد ذلك بوقت قصير، أسقط الحرس الثوري الإيراني طائرة أوكرانية؛ ما أسفر عن مقتل 176 شخصًا، بينهم إيرانيون، ثم وصلت كورونا إلى البلاد والتي انهارت تمامًا تحت وطأة تفشي الوباء الذي جسد دليلًا عمليًّا على فشل وعجز النظام الإيراني.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa