أثار اغتيال أبو محمد المصري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة الإرهابي في العاصمة الإيرانية طهران، قبل أيام، الجدل حول استضافة إيران لعناصر التنظيم وعائلاتهم.
ونفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، في بيان، السبت، إن تقرير صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن اغتيال «كنز القاعدة» أبو محمد المصري في طهران «معلومات مختلقة»، مجددًا نفي وجود أي عناصر من التنظيم المتطرف على أرض إيران.
غير أن محمد رضا حيدري، الدبلوماسي الإيراني السابق الذي انشق عن السلطة في أعقاب قمع الاحتجاجات الشعبية عام 2009، أكد أن بعض عناصر القاعدة وعائلاتهم يقيمون منذ فترة طويلة جدًا سراً في إيران.
وقال رضا حيدري في مقابلة مع مجلة «لو بوان» الفرنسية أن استراتيجية إيران تقضي بإقامة اتصالات مع أعداء الولايات المتحدة حتى تتمكن من ضرب مصالح واشنطن في المنطقة، تماشيًا مع المثل القائل عدو عدوي صديقي.
ولجأ بعض كبار تنظيم القاعدة إلى إيران بعدما بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001، أثناء مطاردة الجيش الأميركي لمسؤولي القاعدة في أفغانستان، وفقًا لمجلة «لو بوان» الفرنسية.
ووفقًا لأرشيف وكالة المخابرات المركزية، الذي رفعت عنه السرية في ديسمبر 2017، فإن أول عضو في القاعدة استقر في إيران بديسمبر 2001 كان أبو حفص الموريتاني، وهو صديق مقرب لبن لادن.
غير أن راز زيمت، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي «INSS» أوضح أن استقبال إيران لمسؤولي القاعدة يمكن فهمه وتفسيره عند رؤية المزايا التي قد تستفيد منها طهران مقابل ذلك، فهم أولًا بمثابة ورقة مساومة في حال خطفت القاعدة إيرانيين وأخذتهم رهائن.
ولفت إلى أن إيران تسعى بذلك أيضًا إلى السيطرة على أنشطة الجماعة، وبالتالي منعها من مهاجمة الأراضي الإيرانية، كما أنها بطبيعة الحال تأمل في التعاون مع القاعدة ضد أهداف أميركية.
اقرأ أيضًا:
