النمساوي بايمرو.. مهندس المدرعة «الفهد» يرحل بعد 40 عامًا قضاها بالدمام

تُوفي أثناء صلاته بمنزله
النمساوي بايمرو.. مهندس المدرعة «الفهد» يرحل بعد 40 عامًا قضاها بالدمام

توفي منذ أيام مهندس المدرعة العسكرية السعودية «الفهد»، هيرمان بايمرو، عن 82 عامًا، قضى نصفها في مدينة الدمام بالمنطقة الشرقية.

وجاء بايمرو إلى السعودية في عام 1977م، وظل فيها حتى وفاته يوم الإثنين المنصرم 28 يناير 2019، وعمل مع صديقه رجل الأعمال عبدالله بن عثمان الفارس مالك مصنع الفارس للصناعات الثقيلة، وأنتجا مدرعة الفهد في التسعينيات من القرن الماضي، وظل المصنع ملكية الفارس لعدة سنوات حتى آلت ملكيته إلى الدولة.  

وكان هيرمان أشهر إسلامه قبل سنوات قليلة، إذ أسلم في رمضان 1433هـ بعد حوارات دارت بينه وبين الداعية الإسلامي الشيخ محمد عالم، الذي يعمل في مكتب الدعوة والإرشاد في مدينة الدمام.

ويقول الشيخ محمد عالم، إن رجل الأعمال عبدالله الفارس، صاحب المهندس هيرمان، ربما يكون هو أول شخص دعاه إلى الإسلام، إذ كان يردد عليه منذ 35 عاما كلمات يدعوه فيها إلى الإسلام، حتى أسلم بعدها وبعد إسلامه أسلم على يديه أشخاص آخرون.  

أما رجل الأعمال عبدالله الفارس، فيقول عن صديقه الراحل هيرمان، إنه كان مهندس هايدروليك فـذّ، وفي بداية تعارفنا لمحت فيه قدرات جمّة، ما دعاني لأن أذهب إلى الأمير أحمد بن عبدالعزيز حين كان نائبا لوزير الداخلية، وتمكنت من الحصول له على إقامة خاصة تحت كفالة الدولة. 

ويصف الفارس صديقه الراحل وخال زوجته بعد ذلك، قائلًا: بعد فترة من علاقتنا ارتبطت بابنة أخته وأسلمت في وقت مبكّر؛ لكن إسلام هيرمان كان مستغربًا بالنسبة لي؛ لأنه من خريجي المدرسة الكاثوليكية، وتعمقه في الكاثوليكية بعيد المدى، حتى استشعرت أحيانا أنه في درجة الرهبان.

وتابع الفارس قائلًا: ولأن أخلاقه إسلامية صرفة في تعامله وسلوكه كنت أصارحه بعبارات على مدى ثلاثة عقود، أقول له فيها «من المؤسف ألا تكون مسلمًا»، وذلك من محبتي له. في المقابل كان يبادلني عكس دعواتي خصوصا حين يراني أصلي، فيقول لي «لا لزوم لصلاتك.. يكفي أنك توحد الله»، ولكني استمررت أدعوه للإسلام بطريقتي البسيطة وعشنا أربعة عقود لا نفترق عن بعضنا إلا نادرًا، ومرت الأيام حتى أتاني في رمضان عام 1433هـ، وقد دخل الإسلام على يد أحد دعاة المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالدمام. 

ويضيف الفارس، أن هيرمان المولود عام 1937م  توفي مساء الإثنين المنصرم، واكتشفنا وفاته عن طريق سائقه الخاص، إذ ذهب السائق ليستأذنه وقت صلاة العشاء في قضاء حاجة له في السوق، ووجده حينها مستعدًا للصلاة في جلسته المعتادة عندما يستقبل القبلة، وعندما عاد السائق قُرب منتصف الليل، دخل على هيرمان ووجده في ذات وضعية الصلاة؛ ولكنه لا يتحرك، فلامس جسده، وإذ به بارد الملمس ونفسه قد توقف، عندها أيقن أنه فارق الحياة. 

وكان المهندس هيرمان، قال في لقاء صحفي نشرته مجلة المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بالدمام، إنه كان يعاني فراغًا روحيًا طيلة حياته قبل الإسلام، وعندما أسلم اكتسب قوة أكبر في نفسه انعكست على حياته بوجه عام، داعيًا المسلمين إلى تطبيق تعاليم الإسلام الصحيح والتمسك بها خصوصًا فيما يخص المعاملات اليومية مع الناس، معبرًا في لقائه الذي سبق وفاته بأشهر قليلة عن أمنيته أن تصل رسالة الإسلام إلى كل إنسان في أرجاء المعمورة.  

من جانبه دعا نائب رئيس مجلس إدارة مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالدمام الدكتور عبدالواحد المزروع، للمهندس هيرمان، بالرحمة والمغفرة.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa